سيتم إسناد مهام جديدة ل 4 آلاف ساعي بريد موزعين عبر 3652 مكتبا بريديا ابتداء من سنة 2016؛ بغرض تحسين خدمات المؤسسة والتقرب أكثر من الزبائن، خاصة فئة الكهول وذوي الاحتياجات الخاصة. وقد تم اختيار ولاية تيبازة لتكون ولاية نموذجية لتجربة الخدمات الجديدة التي سيقوم بها سعاة البريد سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، كما سيتم استغلال خريطة محيَّنة لتحديد أسماء الأحياء والشوارع وتسهيل مهمة سعاة البريد. وحسب تصريح المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر السيد عبد الناصر سايح ل "المساء"، فقد وجد سعاة البريد أنفسهم في بطالة مدفوعة الأجر بسبب انخفاض حجم الرسائل المتداوَلة ما بين المواطنين بعد تطور التكنولوجيات الحديثة، لتتقلص مهام السعاة في عملية توزيع البريد الهجين الذي لا يتعدى بعض الفواتير فقط، وهو ما يجعل عمل ساعي البريد لا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم. وقصد تحسين الخدمات المقترحة لأكثر من 20 مليون زبون، تقرر تحويل مهام سعاة البريد من مجرد توصيل الرسائل والطرود البريدية، إلى "مندوبين تجاريين" لتسويق عدد من الخدمات البريدية، وستتحول مهامهم لتقديم مساعدات للكهول وذوي الاحتياجات الخاصة فيما يخص تخليص مختلف الفواتير، وتعبئة أرصدة الهاتف النقال والإنترنت، وملء الحوالات البريدية وتخليصها، ونقل البريد، والاطلاع على الأرصدة وسحب معاشات التقاعد. وتهدف مؤسسة بريد الجزائر من خلال الخدمة الجديدة التي سيتم تجربتها بولاية تيبازة خلال الأشهر القليلة القادمة، إلى التقرب أكثر من الزبائن، وتحسين صورة المؤسسة خاصة في المناطق النائية التي تفتقر لأدنى الخدمات. ولضمان نجاح العملية، يقول سايح، سيتم إطلاق دورات تكوينية ستمس كل سعاة البريد؛ بهدف شرح المهام الجديدة التي تنتظرهم. وعند فتح باب التوظيف سيتم اختيار شباب متخرجين من الجامعات بهدف عصرنة هذه الخدمة. وعن سبب اختيار ولاية تيبازة أشار المدير العام إلى أن مساحة الولاية وتوزعها بين المدن الحضرية والمناطق الريفية، سيساعدان مؤسسة بريد الجزائر على تحديد نوعية العراقيل التي يمكن أن تعيق عمل ساعي البريد، ومن هنا يمكن تحديد أحسن الطرق لتحسين الخدمة الجديدة مع تحديد نوعية الطلبات. وقصد الاستفادة من خدمة "المندوب التجاري لبريد الجزائر"، سيُطلب من زبائن المؤسسة التقرب من المكاتب البريدية لتحديد نوعية الخدمات المطلوبة. من جهتها، ستقوم المؤسسة بإعلام زبائنها من الكهول وذوي الاحتياجات الخاصة، بتوفر خدمة تلبية الطلبات بالمنازل. وتعهّد سايح بضمان تأمين عملية نقل الأموال للزبائن ودفع مستحقات الفواتير عن بعد. وبخصوص إشكالية العناوين غير الدقيقة وانعكاساتها على الخدمات الجديدة المنتظرة، صرح المدير العام بأن مصالح وزارة الداخلية أطلقت، منذ فترة، عملية واسعة لإعادة تسمية الأحياء والشوارع، وتغيير الأرقام المتشابهة للتجمعات السكنية الجديدة بأسماء محددة، وعلى ضوء هذه المعطيات ستقوم "بريد الجزائر" بإعداد خريطة دقيقة لكل بلدية تتضمن مكان كل حي وشارع لتسهيل عمل سعاة البريد. وفي المستقبل القريب سيتم تزويدهم بتجهيزات جديدة لتحديد المواقع "جي بي أر أس"، مع تزويدهم بدراجات نارية وهوائية لتسهيل تنقلاتهم في الحي. وقد تم الاتصال بالمؤسسة العمومية الاقتصادية للدراجات والدراجات النارية والتطبيقات؛ بهدف التعرف على نوعية المنتجات، وتحديد طلبات مؤسسة بريد الجزائر لعصرنة الحظيرة الخاصة بخدمة سعاة البريد. من جهة أخرى، قامت مؤسسة بريد الجزائر بتقديم خدمات لزبائنها من خلال استعمال التكنولوجيات الحديثة، على غرار الاستعلام عن الرصيد، والتبليغ بوصول الصكوك البريدية والبطاقات المغناطيسية لمكاتب البريد عن طرق إرسال 270 ألف رسالة نصية قصيرة للزبائن، وسيتم تعميم هذه الخدمة بعد إعداد قاعدة معطيات محيَّنة لكل الزبائن الذين يقدّمون أرقام هواتفهم النقالة وبريدهم الإلكتروني لمصالح بريد الجزائر لتسهيل قنوات الاتصال وحل إشكالية الطوابير اللامتناهية داخل عدد من المكاتب البريدية.