أعطى وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، إشارة انطلاق تصوير الفيلم الوثائقي ”الطريق إلى قسنطينة” للمخرج نبيل حاجي، في أول تجربة له في المجال وكتب السيناريو الإعلامي والشاعر رشدي رضوان، وبدأ تصوير أولى مشاهد العمل السينمائي المدرج ضمن احتفالية قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، أمس، بالمكتبة الوطنية بالجزائر العاصمة. أكد المخرج نبيل حاجي، أن الوثائقي ”الطريق إلى قسنطينة” لا يحكي التاريخ بمعناه البيداغوجي أو العلمي الأكاديمي، ولكنه يقدم قراءة للتاريخ للماضي للذاكرة والهوية بعلاقة الإنسان بالمكان وعلاقتنا بالماضي، هو فيلم وثائقي من ناحية البناء لكنه في الأساس هو رؤية جمالية لهذه المرحلة بالاستناد إلى وثيقة تاريخية وأحداث حقيقية ومن ناحية أخرى يقدم بقراءة تحمل روح الرواية من خلال شخصية محورية هي شخصية الباحثة ”جوانا” (شهرزاد كراشني) التي تقتفي أثر مخطوط رضا أفندي خوجة، ولقاء ”جوانا” كشخصية خيالية مع شخصيات واقعية من مؤرخين وباحثين وشخوص حقيقية يعيد تقديم قراءة هذه الرحلة برؤية مختلفة. من جهته، أوضح كاتب السيناريو رشدي رضوان، أن الفيلم الوثائقي التاريخي يعتمد على كتاب يعتبر من المراجع المهمة في تاريخ الجزائر قبل 1830، هو كتاب لعلي رضا خوجة ابن حمدان خوجة، يمكن تصنيفه ضمن أدب الرحلة عنوانه ”ذكريات رحلة قسنطينة عبر المناطق الجبلية”، حيث يوثق علي رضا خوجة، رحلته من الجزائر العاصمة إلى قسنطينة عبر المتيجة عبر البيبان ببرج بوعريريج، وصولا إلى قسنطينة لإيصال رسالة لأحمد باي، إذ تعتبر الرحلة توثيقية مهمة للمكان والزمان يتقاطع فيه المسار الجغرافي لها مع المسار التاريخي. وأضاف المتحدث أن الوثائقي يحاول استرجاع هذه الرحلة عن طريق شخصية جديدة في سنة 2013 اسمها ”جوانا”، وهي باحثة فرنسية عربية الأصل تحاول اقتفاء أثر هذه الرحلة من خلال تركيبها جغرافيا، والسير على خطى حمدان خوجة، مع استعمال الخيال ليؤثث دراميا لهذا العمل الوثائقي سيكون فيه مشاهد تمثيلية وفلاش باك تعود لتلك المرحلة من تاريخ الجزائر. وأشرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، على إعطاء إشارة انطلاق تصوير الفيلم الوثائقي، وقال إنه بلا شك أن العمل يعد تجربة سينمائية جديدة تؤسس لأفلام الذاكرة والأفلام المُثقفة والأفلام التي تعتمد على التاريخ، وهي مهمة جدا وبحاجة إلى دعم ومساعدة. وقال الوزير إن الفريق الذي أشرف على المشروع أحسنوا الاختيار لما عرّجوا على وثيقة هامة التي أرخت لمرحلة مهمة من التاريخ وهي السنوات الأولى للاحتلال الفرنسي من خلال تتبع أثر رحلة حمدان خوجة وابنه رضا من العاصمة إلى قسنطينة، وحمدان خوجة يعد من المراجع المهمة في تاريخنا والتي نقرأ فيها فترة احتلال الجزائر، ولعل ميزة العمل أنه يجمع رحلة من زمننا هذا لكنها تسير في خطى مضى عليها قرابة القرنين وهذا مهم، كذلك سيكون امتحان للطاقم في تقديم عمل متميز يجمع بين الوثائقي والروائي سيقدم صورة أخرى عن الجزائر الجديدة. وأضاف أنه إلى جانب أنه إعطاء إشارة الانطلاق فيلم ”البوغي” أول أمس بقسنطينة، الفيلم سيفتح أبواب واسعة أمام أفلام أخرى تتناول هذه الفترة التي هي بحاجة لاكتشاف السينمائيين والباحثين مهمة لهذا الجيل لتكون له معالم في حياته ويعرف جوانب مهمة من تاريخه ويستغرق تصوير ”الطريق إلى قسنطينة” (52 دقيقة) أربعة أسابيع، وينتجه المركز الجزائري لتطوير السينما، أما مؤسسة البيت هي المنتج المنفذ للفيلم، وسيجول المخرج بالكاميرا في كل من الجزائر العاصمة والبويرة وبرج بوعريريج وقسنطينة.