يعتبر سلكة عبد الوهاب واحدا من الفنانين المخضرمين الذين تركوا بصمتهم في الحركة الفنية التشكيلية الجزائرية، التقته "المساء" مؤخرا عند مشاركته في الصالون الوطني الخامس للفنون التشكيلية بوهران، وتحدث عن واقع هذا الفن في البلاد وعن تجربته الطويلة، ووضع يده على أزمة غياب النقد. ❊ هل يمكن أن تعرف نفسك للقراء؟ — أنا من مواليد 19 فيفري 1941 بوهران، فنان تشكيلي ونحات، التحقت بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة في وهران وتتلمذت على يد الأستاذ "مولفان" الذي كان يشغل آنذاك منصب مدير لهذه المدرسة، ومتحصل أيضا على شهادة البكالوريا، لأنخرط في التدريس من سنة 1959 إلى 2012، حيث درست البيولوجيا، كما زاولت تكوينا في مجال التحنيط في باريس بمتحف "الإنسان" سنة 1970، شغلت منصب مدير مدرسة ومراقب من عام 1977 إلى 2001، كما توليت منصب كاتب عام بالاتحاد الوطني للفنون التشكيلية، وعضو الاتحاد الوطني للفنون والثقافة بالجزائر من سنة 1974 إلى عام 1984، وعينت عضوا لاتحاد الفنانين الفرنسيين وعضوا لاتحاد الفنانين العرب، وعضوا في المجلس الوطني للاتحاد الوطني للفنون والآداب. ❊ ماهي أهم مشاركاتك؟ — كانت لي مشاركات في كل ربوع الوطن، إضافة إلى تسجيل حضوري بالعديد من المعارض الدولية، كان آخرها مشاركتي في المعرض الذي أقيم بماليزيا. ❊ كفنان ينتمي إلى الرعيل الأول، ماهي المواضيع التي تعالجها في لوحاتك؟ — في الواقع، تخصصت في النحت على الخشب والرسم، فمنحوتاتي عادة ما تعبر عن النقائص التي تعاني منها بلادنا، حيث يكون ذلك مادة خصبة أستقي منها مواضيع لمنحوتاتي وتكون عنوانا لها، أما في الرسم، فتتباين المواضيع من الرسومات التي تمثل الطبيعة، جمال المعالم بوهران، أو تجسد التقاليد الجزائرية الأصيلة، كما أن لوحاتي تتراوح بين التجريدي والواقعي. ❊ لكل فنان تشكيلي انتماء، إلى أيّ من المدارس تصنف نفسك؟ — أتبع تيارين؛ واقعي وتجريدي وينعكس ذلك بجلاء في أعمالي الفنية. ❊ كفنان تشكيلي مخضرم، كيف تقيم واقع وتطور الفن التشكيلي في الجزائر؟ — يجب أن نعلم بأن هناك عناصر جيدة، وفنانين مرموقين، خصوصا من جيل الشباب الحالي، غير أنهم يفتقرون للتوجيه، إضافة إلى غياب النقاد الفنيين الذين يلعبون دورا مهما في هذا الشأن. ❊ كثير من التشكيليين في بلادنا، هجروا الريشة وبحثوا عن عمل آخر يؤمن لهم لقمة العيش، لأن الفن لا يطعم صاحبه، ما قولك؟ — نعم مع الأسف، لأساب أصبحت معروفة، منها غياب الحس الثقافي وتذوق الفن وغياب سوق للفن التشكيلي، وانعدام النقاد، كلها عوامل جعلت الفنانين التشكيليين يبحثون عن مصادر دخل أخرى غير الفن التشكيلي ليقتاتوا منها ويؤمنون مستقبلهم ومستقبل أسرهم، فالصالونات تقام هنا وهناك ونادرا ما يستطيع الفنان أن يبيع لوحاته، لأن الجمهور يفتقد للذوق، وهذا مؤسف. ❊ ما هو تقييمك لمجمل الصالونات التي تقام في الجزائر؟ — إنها مبادرات جيدة توفر للفنانين التشكيليين من الجيل الجديد فرصة الاحتكاك واكتساب التجارب، لكن هذا لا يمنع أن بعضا من هذه الصالونات تعاني من نقائص، خصوصا في مجال الإعلام للتعريف بها وعلى نطاق واسع، فقد تنصرف وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة عن تغطيتها، والأمر يعود إلى هؤلاء الإعلاميين الذين يتعاملون مع المعلومة على أساس التفضيل والأولويات، وكذا الأسبقية، حيث يصنف النشاط الثقافي في أسفل السلم.