تحتضن قاعة "الموقار" اليوم، العرض الأوّل الموجّه للجمهور لفيلم "مسخرة"، أوّل عمل طويل للمخرج الجزائري المغترب إلياس سالم، الذي أنتج في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 "، وحاز على الجائزة الأولى بمهرجان الفيلم الفرنكوفوني لانغولام بفرنسا. يروي فيلم "مسخرة" الذي يصبّ في قالب الفكاهة الشعبية، قصة شاب جزائري يدعى "منير" يعيش بإحدى القرى الجزائرية رفقة عائلته، "منير" يتّسم بالنرجسية، فهو فخور جدا بشخصيته التي يعتبرها متميّزة وفذّة، وحلمه الوحيد هو أن يقدّر حق قدره وأن ينظر إليه ذووه ومقربوه وجيرانه، بنظرة تعيره قيمته التي يعطيها هو لشخصه.. كلّ هذه الأحلام تنكسر عند عتبة شقيقته ريم التي تعاني من مشكلة حقيقية، فهي لا تستطيع أن تقضي وقتا قصيرا دون أن تنام، ما يجعلها دائما نائمة، وهو ما يثير سخرية سكان القرية الذين يستهزؤون بها ويؤكّدون بأنّها لن تتزوج أبدا وستموت عانسا، وفي إحدى الأمسيات يدخل "منير" إلى القرية وهو ثمل معلنا أنه وجد عريسا غنيا لشقيقته ريم، ليبدأ تحضير العروس ويبدأ الاحتفال.. لكن من دون العريس... الفيلم إنتاج مشترك بين "ليث ميديا" لياسين العلوي، "دار ام سالا" لإيزابيل مادلين، بالإضافة إلى"آرتي فرانس سينما"، وبالتعاون مع وزارة الثقافة في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، صندوق دعم تطوير الفنون والتقنيات الخاصة بالصناعة السينماتوغرافية، وكالة الإشعاع الثقافي، الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة... وشارك في تجسيد شخصياته المخرج نفسه في دور البطولة، إلى جانب الفنانة ريم تاكوشت، سارة رقيق، مراد خان، محمد بوشايب، مروان زمرلي، رزيقة فرحان وغيرهم. ويأتي عرض اليوم بقاعة "الموقار"، كإشارة لانطلاق الجولة التجارية للعمل، الذي سبق له وأن قدّم في عرض شرفي بقاعة "محمد زينات" برياض الفتح، وذلك ضمن الأعمال السينمائية المنجزة في إطار عاصمة الثقافة العربية التي احتضنتها الجزائر في 2007، لكن على دعامة الفيديو لتأخّر انجازه في صيغة 35 ملم الخاص بالأفلام السينمائية، على أن يتم عرض الفيلم في 10 مدن جزائرية أخرى.. وفي هذا الإطار، علمت "المساء " أنّ مؤسسة إنتاج الفيلم "ليث ميديا"، وقعّت اتفاقية تعاون مع متحف السينما (سينيماتيك) من أجل عرض الفيلم في القاعات التابعة لها عبر عشر ولايات هي وهران، سيدي بلعباس، تيارت، البليدة، تيزي وزو، سطيف، بجاية، قسنطينة وعنابة، وذلك بسبب غياب قاعات السينما في المدن الداخلية، أمّا بالعاصمة، فسيعرض العمل في ثلاث قاعات هي "الجزائرية "و "كوسموس"، بالإضافة إلى قاعة "الموقار"، على أن ينزل الفيلم إلى قاعات السينما الفرنسية في الثالث من ديسمبر المقبل. وقد سبق للعمل المشاركة في العديد من المهرجانات، حيث توّج الفيلم الطويل الأوّل لإلياس سالم بالجائزة الأولى لمهرجان الفيلم الفرنكوفوني لانغولام بفرنسا، بعد أن حصدت أعماله القصيرة العديد من الجوائز على غرار فيلمه القصير الأول" لحسة " 2001، الذي نال جائزة مهرجان مونبوليي، وفيلمه القصير الثاني "بنات العم" الذي فاز بعدّة جوائز من بينها جائزة السيزر الذهبي.أمّا مؤسسة "ليث ميديا" فقد سبق لها وأن أنتجت العديد من الأفلام التي أثارت جدلا كبيرا، على غرار فيلم "ديليس بالوما" لنذير مخناش وبيونة، الذي كان من المفترض أن يعرض أيضا في إطار الأعمال المنتجة ضمن تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، لكنه لم يعرضه بسبب غياب النسخة العربية - حسب المسؤولة الأولى عن قطاع الثقافة في الجزائر - وكذا فيلم "كارتوش قلواز" لمهدي شارف، الذي عرض أيضا في إطار التظاهرة المذكور وأثار بدوره جدلا كبيرا، بسبب تناوله الفترة الاستعمارية، ثم فيلم "مون كولونال" للوران آربيي وفيلم "الخيانة" لفيليب فوكان.