يتوقع أن يعين الامين العام الاممي بان كي مون خلال الايام القليلة القادمة الدبلوماسي الامريكي كريستوفر روس كمبعوث خاص له في نزاع الصحراء الغربية خلفا للهولندي بيتر فان فالسوم.وكتبت صحيفة "البايس" الاسبانية في عددها الصادر امس نقلا عن مصادر قالت انها على صلة بملف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو ان كريستوفر روس المختص في الشؤون العربية سيتم تعيينه خلال الايام القليلة القادمة. وكانت الاممالمتحدة اكدت نهاية الشهر الماضي انها لم تجدد مهمة بيتر فان فالسوم بعد انتهاء مهمته كمبعوث خاص الى الصحراء الغربية. وشغل كريستوفر روس عدة مهام دبلوماسية في الوطن العربي منها منصب سفير لبلاده في سوريا ثم الجزائر كما ساهم في مسار السلام في الشرق الوسط ثمانينات القرن الماضي ويشغل الآن منصب منسق في كتابة الدولة الأمريكية في مجال محاربة الإرهاب الدولي. واكدت الصحيفة الاسبانية ان تعيين الدبلوماسي الأمريكي يعتبر خبرا سارا بالنسبة لجبهة البوليزاريو التي ابدت دوما رغبة في تولي مسؤول أمريكي مهام الوساطة في نزاعها مع المغرب بقناعة ان مساعيه تحظى بتأييد الادارة الامريكية التي تبقى الجهة الوحيدة القادرة على الضغط على المغرب". وقد أبدت السلطات الصحراوية تعاونا ايجابيا مع الموفد الخاص الاممي وكاتب الدولة الأمريكي الأسبق جيمس بيكر الذي بذل جهودا مضنية لانهاء النزاع من خلال مقاربات أكثر واقعية ولكنه اضطر في النهاية الى تقديم استقالته محملا الطرف المغربي مسؤولية فشل مهمته. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليز رايس أكدت في آخر محطة لها في جولتها المغاربية بالعاصمة المغربية الرباط أنها ستعمل على المساعدة في ايجاد حل يقبل به طرفا النزاع". ويكون مثل هذا التصور قد اغضب الملك المغربي محمد السادس الذي فضل التوجه الى مدينة وجدة على الحدود الجزائرية لتبرير عدم ملاقاته الوزيرة الأمريكية في سابقة هي الأولى في تاريخ العلاقات الأمريكية المغربية. وهو ما يدفع الى طرح عدة اسئلة حول موقف الملك محمد السادس وخاصة إذا علمنا أنه كان يخصص في مرات سابقة كامل وقته لموفدين أمريكيين اقل أهمية من كوندوليزا رايس. ويبدو أن الملك محمد السادس استشعر تحولا في الموقف الأمريكي من قضية النزاع في الصحراء الغربية ومن فكرة الحكم الذاتي المغربي تحديدا بعد ان أيقنت استحالة تجسيده ميدانيا مادام الطرف الصحراوي قد رفضه جملة وتفصيلا مما دفعه الى عدم البقاء في الرباط للقاء رايس. وأشارت المسؤولة الأمريكية لاول مرة إلى أفكار ايجابية مطروحة على طاولة المفاوضات المغربية الصحراوية متجنبة حصر تصريحاتها في فكرة الحكم الذاتي التي تريد الرباط إيهام المجموعة الدولية على أنها الحل الأوحد للنزاع في الصحراء الغربية ضاربة عرض الحائط بالمقترحات التي قدمتها جبهة البوليزاريو.