شرع الرئيس الصحراوي السيد محمد عبد العزيز منذ أول أمس في زيارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية يلتقي خلالها الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، وممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن ودول أخرى في الأممالمتحدة. وأفاد بيان لوزارة الإعلام الصحراوية تحصلت "المساء" على نسخة منه أن السيد محمد عبد العزيز سيتطرق في محادثاته مع مختلف المسؤولين إلى تطورات القضية الصحراوية، والتحضيرات الجارية لعقد جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو، وذكرت مصادر صحراوية عليمة أن الرئيس الصحراوي سيبلغ الأمين العام الأممي انشغاله إزاء عدم ممارسة المجتمع الدولي ضغوطا على المغرب قصد الامتثال للقرارات الأممية والشرعية الدولية، ويوضح له أن تحفظ المغرب على تعيين السيد كريستوفر روس مبعوثا شخصيا للأمين العام الأممي في الصحراء الغربية "ليس في محله" وليس له أن يرفض القرارات الأممية. وفي هذا السياق ينتظر أن يوصل الرئيس الصحراوي رسالة إلى السيد بان كي مون مفادها أن النزاع في الصحراء الغربية هو بين جبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي والمملكة المغربية، وليس بين المغرب والأممالمتحدة. وشرعت المغرب منذ رحيل الهولندي بيتر فان فالسوم في الضغط بطريقة مباشرة وعبر مدعميها من الدول الأعضاء في مجلس الأمن من أجل تخلي الأمين العام الأممي عن تعيين السيد كريستوفر روس كمبعوث شخصي، ويحاول المغرب منذ ذلك الحين في خلق صراع بينه وبين الأممالمتحدة في خطوة للتهرب من تحمل مسؤولياته في تعثر كل الحلول المطروحة لتطبيق الشرعية الدولية فيما يخص النزاع في الصحراء الغربية، والمبنية على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وسبق لرئيس الوفد الصحراوي المفاوض السيد المحفوظ أن اتهم سلطات الاحتلال المغربية بابتزاز الأممالمتحدة وحملها على التراجع عن تعيين السيد كريستوفر روس مبعوثا خاصا، وكشف المسؤول الصحراوي في حديث لصحيفة "لوبنيون دي تينيريفي" الاسبانية أن المغرب لم يوافق إلى حد الساعة على تعيين المبعوث الجديد، ما يجعل الجولة القادمة من المفاوضات المباشرة بين الطرفين حبيسة للمماطلات المغربية. وذكر المسؤول الصحراوي صراحة برفض المغرب الموافقة على تعيين السيد روس. ومن جهة أخرى أكد بيان وزارة الإعلام الصحراوية أن أمين عام جبهة البوليزاريو سينقل إلى الأمين العام بان كي مون "انشغال الشعب الصحراوي إزاء التأخر الحاصل في تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي التزمت به الأممالمتحدة، والتي تتواجد بعثتها الخاصة بالاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو، في الإقليم منذ سنة 1991". وأضاف المصدر أنه من بين القضايا الملحة والعاجلة التي ستكون في صلب محادثات الرئيس الصحراوي، "مسألة الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الدولة المغربية والقمع الممنهج في حق المدنيين الصحراويين في الأراضي الصحراوية المحتلة، وفي جنوب المغرب وفي مواقع تواجد الصحراويين داخل المغرب، في الجامعات والمعاهد". كما سيتم طرح عمليات النهب المكثفة لثروات الصحراء الغربيةالمحتلة من طرف الحكومة المغربية التي تورط معها جهات أجنبية في عمل يخالف مقتضيات القانون الدولي. ومن المنتظر أن يؤكد الرئيس محمد عبد العزيز في لقاءاته مع مختلف المسؤولين بمبنى الأممالمتحدة بنيويورك على ضرورة التطبيق الكامل والعاجل لميثاق وقرارات هذه الأممالمتحدة الخاصة بالقضية الصحراوية، والتزام جبهة البوليزاريو بالمفاوضات المباشرة مع المغرب.