أعربت وزيرة الثقافة والاتصال الفرنسية فلور بيلران عن ارتياحها لاستكمال زيارتها التي كانت "مثمرة" و"إيجابية"، مشيرة إلى أنها جاءت في مرحلة تعرف "تكثيفا كبيرا" للمبادلات بين البلدين. وأعلنت بمناسبة زيارتها للجزائر التي تزامنت وافتتاح المعرض الدولي للكتاب في طبعته ال20؛ إذ تعد فرنسا ضيف شرف فيها، أن الملفات المتعلقة باسترجاع الممتلكات التراثية الجزائرية على غرار "مدفع بابا مرزرق"، تعرف "تقدما"، خاصة ما تعلّق بالأرشيف الذي مازال ملفا عالقا بين البلدين. وسمحت الزيارة التي أدتها المسؤولة الفرنسية للجزائر بالتباحث حول مسائل تخص التعاون الثنائي في مجالي الثقافة والاتصال مع المسؤولين الجزائريين، على رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي استقبل فلور بيلران، وأجرى معها تقييما لعلاقات التعاون الجزائرية - الفرنسية في المجال الثقافي"، حسب بيان للوزارة الأولى. وقال المصدر ذاته إن "مشاركة فرنسا كضيف شرف في صالون الكتاب 2015، لدليل على إرادة البلدين مواصلة العمل سويا من أجل رفع مستوى التبادل البشري والثقافي بين الضفتين"، مشيرا إلى أن الطرفين اتفقا على "تعزيز هذه العلاقات من أجل تمكين هذا القطاع من الاستفادة من خبرة البلدين في مجال حماية وتنمية التراث الثقافي، وفيما يتعلق بالمسائل المرتبطة بالاتصال". وعقب لقاء مع وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أكدت الوزيرة الفرنسية على إرادة بلدها تعزيز التعاون الثقافي في شتى الميادين المتعلقة بالشأن الثقافي بين الجزائروفرنسا، مؤكدة أنها هي نفس الرغبة التي يتقاسمها المسؤولون الجزائريون والفرنسيون على أعلى مستوى الدولتين، والتي من شأنها أن تدفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى الأمام. وأضافت أن لقاءها مع السيد ميهوبي سمح بالتطرق لعدة محطات "مهمة جدا" على حد تعبيرها- ذات صلة بمجال الكتاب والنشر والمكتبات والمجال السينمائي، مشيرة إلى اتفاقية الإنتاج المشترك بين الجزائروفرنسا الموقّعة في 2007، والتي تسعى وزارتها إلى تفعيلها. وذكرت أنه تم الحديث عن التراث الثقافي الجزائري الذي وصفته ب "الثري" وكذا عن ترميمه وتثمينه، لاسيما في مجال الآثار، مذكرة بالاتفاقيات الموقّعة؛ حيث سيتم "تعميق التعاون" بشأنها خلال شهر التراث المقبل (18 أفريل-18 ماي). وتم التوقيع في أفريل 2015 على اتفاق تعاون بين المدرسة الوطنية لحفظ وترميم الممتلكات الثقافية والجامعة الفرنسية باريس 8، يهدف إلى التكوين الجامعي والتكوين المتواصل للإطارات المكلفة بتثمين الآثار الجزائرية. وسيتم قريبا إطلاق معرض "موسم" المخصص للجزائر، الذي ستحتضنه مدينة مارسيليا الفرنسية، بالإضافة إلى معرض آخر سيقام بمعهد العالم العربي بباريس نهاية سنة 2016، والذي ستشارك فيه الجزائر. وفي تصريحات صحفية، أكدت السيدة بيلران أن خارطة الطريق الخاصة بالتعاون التي أعدتها وزارتا البلدين للثقافة، تشمل الجهود "التي يجب أخذها بعين الاعتبار"؛ من أجل تنظيم "تنقّل" الفنانين وأعمالهم بين البلدين، مضيفة أن تنقّل الفنانين والأعمال "يحظى بأهمية كبيرة" من أجل التعريف "أحسن" بثقافة البلدين. وقالت الوزيرة الفرنسية إن تعزيز التعاون الثقافي بين الجزائروفرنسا يجب أن يتجسد في تعزيز الشراكات في مجال الإنتاج السينمائي، وترجمة الأعمال الأدبية وحماية الآثار وتثمينها، معربة عن أملها في أن يخرج المجلس الوزاري المشترك الجزائري الفرنسي المزمع عقده شهر فبراير المقبل، ب "تقدم معتبر" في هذا المجال. من جانبه، كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن الجزائر تلقت دعوة بأن تكون مدينة قسنطينة ضيفة شرف بمعرض الكتاب في فرنسا في 2016؛ "تثمينا" لدور الثقافة الجزائرية. وسمح اللقاء الذي أجرته الوزيرة مع وزير الاتصال حميد قرين، بتحديد برنامج العمل لتعزيز التعاون بين البلدين في هذا القطاع، وقالت في السياق: "سيربطنا خلال الأشهر المقبلة دفتر شروط أو خارطة طريق مكثفة، وأنا مسرورة لأنني أعتقد أن لدينا الكثير عمله في مجال الاتصال". وتم التطرق لمواضيع تخص وسائل الإعلام والسمعي البصري والصحافة، لاسيما من حيث تعزيز التعاون في مجال تكوين الصحفيين؛ سواء على مستوى وسائل الإعلام المكتوبة أو السمعية البصرية. وأكدت الوزيرة الفرنسية أن الجزائروفرنسا تعتزمان أيضا التعاون في مجال رقمنة الأرشيف، مشيرة في هذا الصدد إلى مباشرة مفاوضات بين المعهد الفرنسي للسمعي البصري والطرف الجزائري. وأضافت في هذا الصدد: "ننوي أيضا تعزيز تعاوننا في مجال التكوين بمساهمة المعهد الفرنسي للسمعي البصري، الذي أجرى مناقشات مع الطرف الجزائري لم تجسَّد كلية، وعليه نريد بعث هذه الشراكة في مجالات أخرى مثل رقمنة الأرشيف". أما السيد قرين فأوضح أن محادثاته مع السيدة بيلران تمحورت حول "التعاون والتكامل وصورة الجزائر في فرنسا، التي تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لوزارة الاتصال"، مضيفا: "اللقاء كان مثمرا وخصبا، وأتمنى أن يفضي إلى مشاريع مشتركة".