تتميز ولاية وادي سوف، عن بقية مناطق الوطن، بطابع وخصوصية مميّزة خاصة في العمران والأكلات الشعبية، ومن بين الأكلات الشعبية التي لا تزال متناولة ويعتمد عليها المواطن السوفي في حياته اليومية ومعيشته قديما، وحتى حديثا نذكر "الدوبارة" التي خصص لها سوق خاص، به حوالي 20 محلا في مدينة وادي سوف، أين جالت "المساء" وتحدثت مع الخبير والباحث في التراث الشعبي، السيد أحمد ديدي وكانت هذه النبذة عن الأكلات الشعبية التي تشتهر بها منطقة ألف قبة وقبة. يقول أحمد ديدي أن أصل "الدوبارة"، هذه الأكلة الشعبية من وادي سوف، وعرفت ب"الدوبارة" البسكرية لأن وادي سوف قديما كانت تابعة إداريا لولاية بسكرة والحقيقة أنها أبدعت في الوادي، وجاءت من كلمة "دبّر" أي "ندّبر راسي" وهذا لتحضير أكلة من البصل والطماطم، وأكلة "الدوبارة" قاعدتها شعبية كبيرة ومتفشية كثيرا، هي بمثابة فاست فود في الوادي، وهي نوعان؛ "دوبارة" الحمص و"دوبارة" الفول، فأما "دوبارة" الحمص فمصنوعة من الخضر المركبة الجافة والطازجة؛ كالحمص، الطماطم، الفلفل، بعض التوابل والبهارات التي تضفي نكهة خاصة، وتعتبر أكلة شعبية سريعة وغير مكلفة وهي جد مطلوبة، كما أن العائلات السوفية لا تزال تحافظ عليها كثيرا وتصنع حتى في البيوت. أما "الدوبارة" المصنوعة من الفول فهي نوعان؛ الأولى بالفول مع القشرة والثانية بالفول مع نزع القشرة وطحنه ويعالج معالجة مختلفة، بإضافة الكمون، وتأكل "الدوبارة" خاصة في الشتاء، لأنها تنشط الدورة الدموية وتدفئ الجسم، كما تستعمل في الصيف لأنها خفيفة الأكل. "السفة"؛ وهي نوع من الكسكسي يحضر بطريقة مميزة، تضاف إليه بعض الخضر التي تفور في الكسكاس ويضاف إليها زيت الزيتون، ولها طعم خاص على عكس "البربوشة" في المناطق الشمالية من الوطن التي تسقى بالحليب، كما أن "السفة" لها ميزة أخرى وهي "المفور" وتختلف عن "السفة" بإضافة بعض التوابل والطماطم وأوراق الكرنب والبصل ويكون لون "المفور" أحمرا ويختلف طعمه عن طعم "السفة"، وهناك "المسقي" وهو نوع من الكسكسي، مرقه خاص ويستعمل بورق الياقطين ويعرف ب"الهبتة"، إذا أضيف له لحم الجمل والتوابل ويعتبر من أرقي الأطباق السوفية لما له من فوائد صحية. كذلك "الحريقة" وهي مرق من الطماطم والبصل، تضاف إلى الطعام مع إزيادة الفلفل الحار وتسقى بالمسفوف. "المطابيق" وهي نوع من "الكسرة" التي تعجن وتطبق، وتعرف في مناطق أخرى ب"المحاجب"، لكن المحاجب السوفية تكون متنوعة وغنية بالمواد العضوية من بصل، ثوم، خضر، فلفل حار وحتى فتات اللحم والبيض، وتسمى ب«المختومة" وأخرى تسمة ب«المسوكة" وهي عبارة عن "مطابيق" الإبل أو الغنم، باستعمال الشحم وكثيرا من الثوم والتوابل ولها طعم خاص، وتقدم للعامل في الحقل كونها مكتنزة بالسعرات الحرارية، كما أنها غير مكلفة.