أشاد المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل أمس بالمجهودات المبذولة من طرف مصالح الصحة التابعة للشرطة، داعيا إلى ضرورة الاستثمار أكثر في تكوين الموارد البشرية لبلوغ الاحترافية في ممارسة الطب والجراحة في صفوف الأمن الوطني، وذلك بما يضمن التكفل الجيد بأفراد الشرطة خاصة وأن ظروف عملهم محفوفة بالمخاطر. وبمناسبة افتتاح الأيام الطبية الجراحية التاسعة للأمن الوطني بمركز التكوين المتواصل بحضور المسؤول الأول عن مصالح الصحة المركزية ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري، السيدة سعيدة بن حبيلس، أشار اللواء عبد الغني هامل إلى أن اللقاء يعتبر فرصة لترقية الرعاية الصحية وسط صفوف الشرطة من خلال الاستفادة من تجارب الجرّاحين والمختصين بما يسمح بتوفير علاج نوعي. كما نوه اللواء بالدعم المتواصل لمختلف الشركاء من وزارة الصحة والسكان، العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى مصالح الصحة العسكرية، وهو ما سمح بتبني منهجية عمل تتوافق ومقتضيات تطور العلاج الاستشفائي عبر كل التخصصات، ليوجه المدير العام للأمن دعوى لكل إطاراته لتعزيز هذه الشراكة وترقيتها مستقبلا بما يضمن السلامة الجسدية لأفراد الشرطة. من جهة أخرى ركز اللواء على ضرورة ترقية الموارد البشرية من خلال التكوين المتواصل لمواكبة التقدم العلمي، دون إغفال العقلنة في استعمال الطاقات والإمكانيات المتوفرة عبر مختلف المصالح التي تعنى بمجال الصحة. ونظرا لتزامن اللقاء مع احتفالات الذكرى ال61 لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى قررت مديرية الأمن الوطني تكريم من وضعوا أسس المنظومة الصحية إبان الثورة التحريرية الكبرى، ليتم عرض شريط وثائقي حول مسار عدد من الأخصائين والصيادلة الذين غادروا مقاعد الدراسة إبان الثورة التحريرية الكبرى للانضمام إلى جبهة القتال والمشاركة في علاج المجاهدين، ليشرع بعدها في تكريم الأخصائي في أمراض القلب البروفيسور محمد تومي، والمنسق الوطني لمخطط السرطان البروفيسور زيتوني مسعود، والأخصائي في الجراحة العامة رشيد بن عباجي، والصيدلاني إسماعيل محفوظ، والطبيب الفرنسي الذي لا يزال ينشط بالجزائر منذ أيام الثورة التحريرية، البروفيسور جون بول قرنقو، المختص في طب الأطفال. وقد أثنى اللواء عبد الغني هامل على مجهودات هؤلاء الأطباء خاصة وأن عددا منهم ساهم في إطلاق خدمات الصحة الموجهة للشرطة بعد الاستقلال، وكانوا مثالا يحتذي به في الأخلاق والتفاني في العمل. وتم على هامش افتتاح اللقاء تكريم 03 أطباء متقاعدين كانوا ينشطون ضمن مختلف المصالح الصحية التابعة لمديرية الأمن الوطني، ليدخل بعد ذلك الأطباء المشاركون في هذه الأيام الطبية في مناقشات ستدوم ليومين يسلط خلالها الضوء على عدة تخصصات، وطرق علاج عدة أمراض تفشت في الفترة الأخيرة على غرار أمراض المفاصل، التشوه في العمود الفقري والأمراض المهنية. وقد أبرمت مديرية الأمن الوطني 169 اتفاقية مع مؤسسات صحية عبر التراب الوطني في مجالات الجراحة، التصوير الإشعاعي، التحاليل البيولوجية، بالإضافة إلى التوقيع على 162 إتفاقية مع مؤسسات الصحة العمومية لطب العمل، في الوقت الذي توفر فيه مديرية الأمن الوطني 183 طبيبا مختصا، 25 طبيبا منسقا، 380 طبيبا عاما، 129 طبيب أسنان، 302 أخصائي نفساني ينشطون عبر مختلف المصالح الصحية التابعة لها والموزع عبر عدد من الولايات. ويذكر أن مصالح أمن ولايتي عنابة وسيدي بلعباس ستشارك هي الأخرى في اللقاء عبر تقنية المحاضرة عند بُعد.