أشرف وزير المجاهدين الطيب زيتوني، سهرة أول أمس، على الحفل الختامي للاحتفالات الولائية المخلدة لاندلاع الثورة التحريرية بباتنة، وذلك وسط حضور مميز للمجاهدين وأبناء الشهداء. وشهدت هذه المناسبة التي احتضنها المسرح الجهوي لباتنة، تكريم المجاهدين بيوش محمد وأوصيف لخضر، وهما من الرعيل الأول، حضرا اللقاء التاريخي بدشرة أولاد موسى ليلة الفاتح نوفمبر 1954، والذي تم فيه توزيع الأسلحة على المجاهدين بإشراف من أبي الثورة الشهيد مصطفى بن بولعيد، كما شاركا في تنفيذ الهجوم على الثكنة العسكرية بقلب مدينة باتنة، إيذانا بانطلاق الثورة التحريرية في الساعات الأولى من الفاتح نوفمبر 1954. وتم أيضا خلال الحفل تكريم أمين قسمة المجاهدين لناحية باتنة المجاهد طايري موسى وكذا بعض أرامل الشهداء، بعد وصلات إنشادية وطنية قدمتها براعم المدرسة الابتدائية بخوش مصطفى بباتنة. وكان وزير المجاهدين استهل زيارته للولاية بوضع حيز الخدمة لمتحف الشهيد مصطفى بن بولعيد بقلب مدينة آريس، والذي تم تحويله منذ 2010 إلى وزارة المجاهدين، ليصبح متحفا للذاكرة بعد إعادة تهيئته وإصلاح بعض أجزائه، بما في ذلك الممر السري الذي تم حفره في أربعينيات القرن الماضي تحت الطابق الأرضي، وكان يستغله بن بولعيد في إخفاء الأسلحة وللخروج خفية من المنزل في الأوقات العصيبة. بعدها تنقّل الطيب زيتوني رفقة والي باتنة إلى دشرة أولاد موسى ببلدية إيشمول، حيث التقى العشرات من مجاهدي المنطقة في أجواء احتفالية بهيجة، تفقّد خلالها المتحف الذي أقيم تخليدا لشهداء الجهة البالغ عددهم 1077 شهيدا. وحضر وزير المجاهدين في اليوم الثاني من زيارته لباتنة، إحياء ذكرى استشهاد البطل لوشان الطاهر ببلدية عين التوتة قبل إشرافه على انطلاق أشغال الملتقى الوطني حول كتابة تاريخ الثورة التحريرية بين المصادر الرسمية والذاكرة الحية بجامعة باتنة 1. كما تفقّد قاعة العلاج والتأهيل العضلي والنفسي للمجاهدين بحي الاخضرار، قبل أن يختم زيارته لولاية باتنة بمعاينة مركز التعذيب ببلدية جرمة المعروف باسم "فيرمة ليكا".