كشف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، محمد الغازي أنه منذ الشروع في تنفيذ جهازي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة إلى غاية 30 سبتمبر 2015، تم تمويل أكثر من 475.000 مؤسسة مصغرة، ترتب عنها استحداث ما يقارب 1.1 مليون منصب شغل مباشر. وقال إن الجهود المبذولة من طرف هذين الجهازين لدعم إحداث المؤسسات المصغرة، سمح للجزائر باحتلال المرتبة الرابعة خلال المؤتمر العالمي للمقاولاتية التي تم عقده بمدينة ميلان الإيطالية في مارس 2015. وتم الإفصاح عن هذه الأرقام أمس بالجزائر العاصمة خلال افتتاح الأسبوع العالمي للمقاولاتية من طرف السيد الغازي نيابة عن الوزير الأول، والذي أكد على أهمية التظاهرة، معتبرا أنها "مناسبة مهمة ترمي إلى تكريم محدثي المؤسسات ومناصب الشغل والمبدعين، بالإضافة إلى دورهم في تطوير النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان". وقال في الكلمة التي ألقاها أمام حضور غلب عليه شباب من الجنسين، أن الجزائر تولي "عناية خاصة لتطوير البيئة المقاولاتية لاسيما تجاه الشباب، عن طريق جهاز دعم إحداث النشاطات المسيرة عبر الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب للبالغين ما بين 18 و35 سنة والصندوق الوطني للتأمين على البطالة للبطالين البالغين من 35 إلى 50 سنة". كما ذكر بمختلف الإجراءات التحفيزية التي وضعتها الحكومة في السنوات الأخيرة لتشجيع المقاولاتية وكذا الاتفاقيات الموقعة مع مختلف الهيئات والوزارات من أجل تعزيز مسار إنشاء المؤسسات المصغرة ومرافقة حاملي المشاريع، لاسيما في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. وبالنسبة للوزير، فإن أجهزة التشغيل السابقة الذكر، سمحت بغرس روح المقاولاتية للشباب خريجي الجامعات وبنسج شبكة واسعة من المؤسسات المصغرة التي ستصبح في المستقبل "فضاء خصبا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وسيكون لها مساهمة فعالة في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية للبلاد التي تستند على الأنشطة المنتجة بدلا من عائدات الريع البترولي". وتشارك الجزائر منذ سنة 2011 في تظاهرة الأسبوع العالمي للمقاولاتية، وعرفت مشاركتها قفزة نوعية سنة بعد أخرى، وتمكنت في 2014 من احتلال المرتبة الخامسة من حيث كثافة ونوعية النشاطات وعدد المشاركين والشركاء. وحسب السيدة فتيحة راشدي، المشرفة على التظاهرة، فإن الأخيرة سمحت بإنشاء 78 مؤسسة مصغرة للشباب بين 2011 و2014 في قطاعات متنوعة منها الطاقات المتجددة والصناعة والفلاحة. وكشفت أن الهدف المتوخى من المشاركة الجزائرية في طبعة 2015 من أسبوع المقاولاتية هو الوصول إلى 700 شريك و3000 نشاط و350 ألف مشارك من أجل تحسين ترتيب الجزائر، مع العلم أن سنة 2014 شهدت تسجيل 467 شريكا و2200 نشاط و260 ألف مشارك. واعتبرت من جانب آخر أن النتائج المسجلة تتطور من عام إلى آخر، مشيرة بالخصوص إلى امتداد رقعة التظاهرة إلى كل ولايات الوطن، وكذا توسعها من حيث القطاعات التي مستها لاسيما الفلاحة والسياحة. وطالبت من المشاركين في هذه الطبعة بضرورة تكثيف التسويق والإشهار لها وكذا الحضور المكثف في الشبكات الاجتماعية، فضلا عن تأكيدها على الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام في الترويج لها. وميّز افتتاح التظاهرة حضور السفيرة الأمريكيةبالجزائر، السيدة جوان بولاشيك التي أشارت في كلمة لها، إلى دعم السفارة لكل المبادرات الهادفة إلى تشجيع روح المقاولاتية بالجزائر وتشجيع الشباب والنساء على اقتحام هذا المجال. وقالت إن الولاياتالمتحدةالأمريكية استغلت فرص تنظيم أسابيع المقاولاتية لدعم وتكوين آلاف المقاولين ومساعدة مؤسسات صغيرة لتمكينها من ولوج أسواق جديدة، مؤكدة أن بلدها يؤمن بالمقاولة كطريق نحو تحقيق الازدهار والنمو، لكنها أشارت إلى صعوبات تعترض المشاريع الجديدة بسبب عراقيل ذات علاقة بمناخ الأعمال. في هذا الاطار، قالت إن تنظيم الجزائر لهذه التظاهرة يبين إرادتها في تحسين مناخ الاستثمار والذهاب نحو التنوع الاقتصادي، مذكرة بالدورات التكوينية التي نظمتها السفارة لصالح شباب وفتيات خصت طريقة تحويل الأفكار إلى مخططات عمل ناجحة. وبالنسبة لرئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، العيد بن عمر، فإن عهد الاقتصاد المبني على المحروقات قد ولى والمستقبل سيكون للمقاولاتية والاقتصاد المتنوع، ولهذا فإنه اعتبر بأن تنظيم التظاهرة يذكرنا بهذا الواقع، مشيرا إلى أنه في الوقت الحاضر أصبح من السهل خلق مؤسسة أكثر من أي وقت مضى، خاصة لدى فئتي الشباب والنساء، لكنه أشار إلى أن التحدي المطروح هو "مرافقة المستثمرين الشباب"، باعتبار أن "المقاول الوحيد والمعزول لايمكنه النجاح". وجاء في كلمته التي قرأها نائبه، ضرورة تحسين طرق المرافقة والاهتمام بانشغالات المقاولين، وكذا الوعي بالواقع الجديد للمقاولاتية، لاسيما في قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال والخدمات. وشدد على أهمية التكوين، من باب أن المقاولاتية هي "مهنة يتم تلقينها". أما ممثلة منتدى رؤساء المؤسسات التي قرأت كلمة رئيس المنظمة، علي حداد، فأشارت إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه المنتدى للمقاولين الناشئين، مذكرة بمبادرة "جيل" التي أطلقها مؤخرا من أجل دعم الشباب الحاملين للمشاريع، مشيرة إلى الطموح لضم شباب مقاولين إلى صفوف المنتدى لإعطاء نفس جديد له. للإشارة، تتواصل فعاليات أسبوع المقاولاتية إلى غاية 22 من الشهر الجاري، عبر كل ولايات الوطن التي ستعرف تنظيم عدة نشاطات ذات علاقة بهذه التظاهرة، كما ستنظم أياما خاصة بالإعلام والمقاولة النسوية بالعاصمة.