حجزت مختلف مصالح الأمن الجزائرية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، قرابة 89 طنا من القنب الهندي، منها أزيد من 61 بالمائة على مستوى الحدود مع المملكة المغربية التي تعتبر أول منتج لهذا النوع من السموم في العالم. كما قامت نفس المصالح بتوقيف أكثر من 18 ألف شخص بتهمة المتاجرة بالمخدرات، فيما استفاد 9 آلاف شخص من تكفل المصالح المتخصصة في مكافحة الإدمان خلال السداسي الأول من العام. وحسب الحصيلة التي نقلتها وكالة الأنباء أمس عن الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان، فقد بلغت كميات المخدرات المحجوزة من قبل مصالح الدرك والأمن الوطنيين وكذا الجمارك الجزائرية، خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية، أزيد من 88,729 طنا من القنب الهندي وأكثر من 85 كلغ من الكوكايين وقرابة 2,6 كلغ من الهيرويين، فضلا عن 395346 قرصا مهلوسا. ويبين تقرير الديوان أن 61,69 بالمائة من كميات القنب الهندي المحجوزة خلال الفترة المذكورة، والتي تمثل ما يقارب 63 طنا من هذه المخدرات، تم ضبطها على مستوى الحدود الغربية للجزائر، حيث يواصل المغرب محاولاته لإغراق الجزائر بسمومه التي اعتبرتها تقارير دولية "خطرا كبيرا يهدد أمن الجزائر وذلك بالنظر للارتباط الوثيق بين المتاجرة بالمخدرات والجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل الإفريقي". وفي نفس السياق، أشارت الحصيلة التي نشرها الديوان الوطني للمخدرات إلى أن 30,92 بالمائة من كميات القنب الهندي المحجوزة تم ضبطها على مستوى الحدود الجنوبية للجزائر، بينما تم حجز 6,05 بالمائة بالمنطقة الوسطى للوطن، و1.34 بالمائة بالجهة الشرقية. وأبرز التقرير نجاعة الإجراءات الأمنية والوقائية التي تعتمدها الجزائر للتصدي لظاهرة تهريب المخدرات، ولا سيما على مستوى الحدود، حيث مكنت الجهود الحثيثة لعناصر الجيش الوطني الشعبي وحرس الحدود، من تقليص الكميات المحجوزة خلال العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وذلك بنسبة 39,26 بالمائة. من جانب آخر، كشف تقرير الديوان في شقه الخاص بالمخدرات الصلبة، ارتفاعا رهيبا في كميات الكوكايين المحجوزة والتي انتقلت من قرابة 1,2 كلغ إلى أزيد من 85 كلغ خلال نفس الفترة المرجعية، كما سجلت كمية الهيرويين المحجوزة ارتفاعا معتبرا، بانتقالها من 339,11 غرام إلى 2534,8 غرام. وسجل التقرير انخفاضا بأزيد من 51 بالمائة من الكميات المحجوزة من الأقراص المهلوسة، حيث تم خلال الأشهر التسعة للعام الجاري، حجز 395346 قرصا مهلوسا من مختلف الأنواع، مقابل 815585 قرصا تم حجزها خلال نفس الفترة من السنة الفارطة. 324 أجنبيا من أصل 18190 موقوفا في قضايا مخدرات وفي سياق متصل، كشف تقرير الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها أن التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن المعنية في قضايا مرتبطة بالمخدرات، مكنت من توقيف 18190 شخصا، من بينهم 79 شخصا أجنبيا، فيما أشار إلى وجود 324 شخصا متورطا في هذه القضايا في حالة فرار. وأوضح تقرير الديوان أنه من مجموع الأشخاص المتورطين، تم تسجيل 3847 تاجر مخدرات و11088 متعاطيا للقنب الهندي و1574 متعاطيا للمواد المهلوسة و34 مروجا و51 متعاطيا للكوكايين و7 مروجين للهيرويين و6 مدمنين عليها، مسجلا ارتفاع عدد الأشخاص الموقوفين بنسبة 53,86 بالمائة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث بلغ عددهم حينها 11822 موقوفا. كما ارتفع عدد القضايا المرتبطة بالمخدرات خلال نفس الفترة بنسبة 58,66 بالمائة، وذلك بانتقالها من 8667 قضية إلى 13751 قضية، مع تسجيل 3221 قضية معالجة مرتبطة بالاتجار غير القانوني بالمخدرات، منها 2034 قضية تتعلق بترويج القنب الهندي وكذا 10526 قضية خاصة بحيازة وتعاطي المخدرات. التكفل بأزيد من 9000 مدمن مخدرات وفي إطار تنفيذ مهامه المرتبطة بمكافحة الإدمان على هذه السموم، مكنت الجهود المؤطرة من قبل الديوان، أزيد من 9000 مدمن مخدرات من الاستفادة من التكفل الطبي والعلاجي خلال السداسي الأول من العام الجاري. وأشارت الهيئة المذكورة في تقريرها إلى أنه من أصل 9013 مدمن مخدرات تم التكفل به، يوجد 928 امرأة، فيما يتوزع المعنيون حسب الحالة العائلية، بين 6407 من العازبين و2004 متزوجين، موضحا في نفس السياق بأن عمليات التكفل بالمدمنين علاجيا خصت 8041 مستفيدا من فحوصات خارجية و955 مستفيد من استشفاء طوعي، فيما تم إخضاع 17 مدمنا للعلاج. أما فيما يخص الفئة العمرية للمدمنين الذين خضعوا للعلاج، فقد أظهر التقرير أن 3878 شخصا تتراوح أعمارهم بين 16 و25 سنة، و3324 منهم ما بين 26 و35 سنة في حين يفوق سن 1468 مدمنا ال35 سنة، كما يكشف تقرير الديوان واقعا مخيفا يتمثل في وجود 343 مدمن مخدرات تقل أعمارهم عن 15 سنة.