ستنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة "باجي مختار" (عنابة)، ملتقى بعنوان "الشعريات وتحليل الخطاب" في ماي القادم. وفي هذا الصدد حُدد آخر تاريخ لاستقبال الملخصات يوم 20 ديسبمر الجاري. وجاء في تقديم الملتقى أنّ الجمع بين الشعريات وتحليل الخطاب يأتي كموضوع لملتقى دولي انطلاقا من الوظائف اللسانية والخطابية للغة، حيث تُعدّ الوظيفة الشعرية إحدى هذه الوظائف. ومثلما تهتم الشعريات بقضايا البنية اللسانية فإنّها تهتم أيضا بقضايا النص الأدبي أو بالبنى اللفظية والخطابية لهذا النص، الذي يندرج ضمن عالم الخطاب المتنوع، ويتفاعل داخله مع خطابات أخرى، يشيّد من خلالها عالمه المتخيل، ويبني رؤيته للكون والحياة. وجاء في المقدمة أنّ منظمي الملتقى يتبنون هذا التوجه في الدراسة، ويسعون لتجاوز النزعة المتعالية التي أشاعتها جماليات الشعريات الرومنطيقية، جاعلة من الخطابات الأدبية أعلى قيمة وأكثر خصوصية واستقلالية من الخطابات الأخرى، وهو توجه تجاوزته المناهج النقدية الحديثة، التي تصدت لدراسة وتحليل كل أنواع الخطابات، انطلاقا من كون الخصائص التي ينفرد بها كل خطاب، لا تقل قيمة عن خصائص الخطاب الأدبي. وقد ذهب النقد الثقافي بعيدا في تكريس هذا التوجه وفي انفتاحه على مختلف الخطابات المتعالية منها والهامشية؛ مما يفسح المجال واسعا أمام حوار اللغات والثقافات وتعدد الخطابات والإيديولوجيات. وقد شكلت النصوص الأدبية فضاءات متنوعة لهذه الحوارات والخطابات، وملتقى للعلامات والخطابات والثقافات المهاجرة من كل حدب وصوب. أما عن إشكالية الملتقى فتأسّست على بحث ودراسة مدى إسهامات الشعريات في محاصرة قضايا النص الأدبي وتحليله، وهل يمكن أن نعد انفتاح الشعريات الشكلانية والبنوية على الخطاب العمومي، نقطة تقاطع بين الشعريات وتحليل الخطاب؛ كون تحليل الخطاب يعتد بالخطاب وينطلق منه في البحث عما يقوم بين اللغة والإيديولوجيا من تقاطع؟ وما هي الإشكاليات التي يواجهها محللو الخطاب في دراساتهم للنصوص الأدبية؟ وإلى أي حد يمكن أن نتحدث عن شعرية لتعدد الخطابات وحوار اللغات والثقافات داخل النصوص الأدبية؟ بالمقابل، يهدف الملتقى إلى تنشيط البحث العلمي وتنويعه على مستوى مخبر الشعريات وتحليل الخطاب، وقسم اللغة العربية وآدابها، وأقسام اللغات الأجنبية بجامعة باجي مختار (عنابة)، وكذا تحفيز طلبة التدرج وما بعد التدرج الجامعي وتشجيعهم من خلال ما يقدَّم لهم من مقاربات نظرية ومسارات تطبيقية تستند إلى إجراءات منهجية أيام الملتقى على البحث العلمي، وعلى الانفتاح على ما أُنجز في مجال الشعريات وتحليل الخطاب، وعلى التراكم المعرفي الذي تحقق في مجال الشعريات والبلاغة الجديدة، وأثره في التوسّع المنهجي في تحليل النصوص والخطابات. ويهدف الملتقى أيضا إلى دفع الطلبة الباحثين في الدكتوراه إلى التقرب من الأساتذة المشاركين في الملتقي من مختلف الجامعات، وطرح أسئلة معرفية ومنهجية عليهم، يمكن أن تسهم في توسيع كفاءاتهم البحثية، وترقية قدراتهم على مواجهة النصوص وتحليلها، وكذا تشجيع الباحثين العرب والأجانب على التواصل والتعاون، وعلى مد جسور البحث العلمي بين الجامعات، وتبادل الآراء والخبرات، إضافة إلى مواصلة البحث في مجال الشعريات وتحليل الخطاب وتوسيعه وتعميمه على مختلف أنواع النصوص والخطابات، انطلاقا من استثمار مناهج وسيطة وتركيبية، تقوم فيما بين التخصصات الأدبية والمعرفية؛ كالتداولية والسوسيونصية والأجناسية والنقد الثقافي. أما محاور الملتقى فهي "الشعريات والبلاغة الجديدة" و"تحليل النصوص والخطابات" و"الشعريات والدراسات اللسانية" و"تحليل الخطاب" و"الدراسات الأدبية، التداول والتأويل" و"الشعريات والنقد الثقافي" و"النصوص الأدبية بين سلطة الخطاب وسلطة الإيديولوجية وسلطة الكتابة".