احتضنت قاعة "ابن خلدون"، أمس، العرض الرسمي لفيلم "الجزائر، نظرة من السماء"، الذي يتناول جمال طبيعة الجزائر الخلاب الذي قد لا يضاهيه حسن ولا بهاء في أي بقعة في المعمورة، بحضور مخرجيه يان أرتوس برتران ويزيد تيزي. والفيلم من إنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لمتحف السينما الجزائرية، والذكرى الأربعين ل"السعفة الذهبية" التي تحصّل عليها محمد لخضر حامينة سنة 1975، في مهرجان "كان" الدولي عن فيلمه "وقائع سنوات الجمر". وقدّمت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي أمس، العرض الرسمي لفيلم "الجزائر، نظرة من السماء"، الذي يتناول مشاهد من الجزائر مأخوذة من السماء. وقد سبق أن حقّق نجاحا كبيرا بعد أن عُرض على إحدى القنوات الفرنسية، حيث أبرز من السماء مدى جمال الجزائر، البلد القارة الذي وهبه الله مناظر طبيعية تشدّ الأنظار وتبهر العقول وتجذب القلوب.وفي هذا السياق، أكّد المخرج الفرنسي يان أرتوس برتران، أنّ الجزائر تُعدّ البلد الأكثر جمالا من بين البلدان التي سُنحت له الفرصة لتصويرها، مضيفا أنّه تلقّى من سكانها أفضل ترحيب وأنقى تواصل. كما أشار إلى أنّ تصوير فيلم "الجزائر نظرة من السماء" استغرق ثلاث سنوات، مشيرا إلى حبه الكبير لهذا البلد. وجالت كاميرا يان ويزيد سماء الجزائر، لتلتقط مشاهد عن حقول وأودية وجبال وغابات وصحاري وهضاب وسواحل، تمّ تصويرها بالكثير من الجمال والدقة والموهبة. وكان حظّ بعض المناطق من الجزائر كبيرا بإبراز جمالها مثل الأوراس، تيكجدة، سطيف، تيمقاد، قسنطينة، أقبو، غرداية، تيميمون والعاصمة، ليؤكّد المخرجان على تنوّع تضاريس الجزائر.. البلد القارة. ورافق بثَّ الفيلم على قناة فرنسية تفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "تويتر"، حيث علّق جزائريون وفرنسيون على سحر الجزائر، وتمّ تسجيل أكثر من 25 ألف تغريدة في ظرف وجيز. وأجمعت التعليقات على روعة مناظر الجزائر وتنوّعها الساحر. كما تساءل الكثيرون عن قلّة استغلال الجزائر لهذه الثورة الهائلة في السياحة. واعتبر آخرون أنّ جمال الجزائر لا يقتصر فقط على جمال طبيعتها، بل أيضا على كرم وجود سكانها. وعلّق فرنسيون قائلين: "الآن فهمنا لماذا تعشقون بلدكم بجنون". كما تكهّن البعض بتزايد طلب التأشيرة لزيارة الجزائر. بالمقابل، لقي هذا الفيلم نفس النجاح أثناء عرضه أمس بقاعة "ابن خلدون"، كيف لا وهو الذي يكشف للعالم جمال بلد بمروجه الخضراء وحقوله الغنّاء وصحاريه الشاسعة ووديانه الغامرة ومروجه الملتوية وتقلّب فصوله المنبهر، فما أجملك يا جزائر! وهل سيأتي اليوم الذي تصبحين فيه قِبلة السياح، خاصة في زمن التقشف والبحث عن البدائل التنموية؟