انطلقت أمس، بساحة رياض الفتح فعاليات "سيني مدينة" وتتواصل إلى غاية 21 أوت الجاري، وتتمثل هذه التظاهرة في عرض أفلام على الهواء الطلق عبر شاشة عملاقة (128 مترا مربعا) ابتداء من الساعة الثامنة والنصف ليلا. وتهدف التظاهرة "سيني مدينة" التي تنظمها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، إلى ترويج الإنتاج السينمائي الجزائري والمساهمة في النشاط الثقافي الجواري، وكذا لمّ العائلات حول عروض فنية تقضي من خلالها وقتا ممتعا. وستقدم الوكالة اليوم، الفيلم الوثائقي "الجزائر، نظرة من السماء" بالنسخة العربية وكذا فيلم "عطور الجزائر"، أما عن الأيام المتبقية من "سيني مدينة" فسيعاد عرض الفيلم الوثائقي الذي يتناول مشاهد من الجزائر مأخوذة من الجو وعروض لأفلام أخرى وهي: "الجزائر، نظرة من السماء، "البطلة"، البئر"، وحراقة بلوز". للإشارة حقق الفيلم الوثائقي "الجزائر، نظرة من السماء"، للمخرجين يان أرتوس ويزيد تيري، نجاحا كبيرا بعد أن عرض على إحدى القنوات الفرنسية، حيث برز ومن السماء، مدى جمال الجزائر، البلد القارة الذي وهبه الله مناظر طبيعية تشد الأنظار وتبهر العقول وتجذب القلوب. وجالت كاميرا يان ويزيد، سماء الجزائر لتلتقط مشاهد عن حقول وأودية وجبال وغابات وصحاري وهضاب وساحل، تم تصويرها بالكثير من الجمال والدقة والموهبة، وكان حظ بعض المناطق من البلد كبيرا بإبراز جمالها مثل الأوراس، تيكجدة، سطيف، تيمقاد، قسنطينة، أقبو، غرداية، تيميمون والعاصمة، ليؤكد المخرجان على تنوع تضاريس الجزائر.. البلد القارة. وفي هذا السياق أكد المخرج يان ارتوس، على إكماله الوشيك لفيلمه هذا بتصويره لمنطقة الشمال الوهراني، حيث تعذّر عليه تحقيق ذلك نظرا لضيق الوقت وصعوبة الحصول على تراخيص التصوير، مضيفا أنه منبهر بالجزائر وبجمال مناظرها. كما أضاف المخرج أن تصوير فيلم "الجزائر نظرة من السماء" استغرق ثلاث سنوات مشيرا إلى حبه الكبير لهذا البلد، وآملا في استكمال فيلمه في القريب العاجل وهو من إنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لمتحف السينما الجزائري، والذكرى الأربعين ل«السعفة الذهبية" التي تحصل عليها محمد لخضر حامينا سنة 1975، في مهرجان كان الدولي على فيلمه "وقائع سنوات الجمر". ورافق بث الفيلم على قناة فرنسية، تفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "تويتر"، حيث علق جزائريون وفرنسيون على سحر الجزائر، حيث تم تسجيل أكثر من 25 ألف تغريدة في ظرف وجيز وأجمعت التعليقات على روعة مناظر الجزائر وتنوعها الساحر. كما تساءل الكثيرون عن قلّة استغلال الجزائر لهذه الثورة الهائلة في السياحة، واعتبر آخرون أن جمال الجزائر لا يقتصر فقط على جمال طبيعتها بل أيضا على كرم وجود سكانها. وعلق أيضا فرنسيون قائلين "الآن فهمنا لماذا تعشقون بلدكم بجنون"، كما تكهن البعض بتزايد طلب التأشيرة لزيارة الجزائر. أما عن بقية الأفلام المعروضة التي ستعرض في هذه التظاهرة، نذكر فيلم "عطور الجزائر" لرشيد بلحاج، الذي تناول مأساة عائلة جزائرية خلال العشرية السوداء، من خلال عيون امرأة "كريمة تشتغل مصوّرة واضطرت إلى ترك بلدها الجزائر، أما أخيها مراد، فيتحول من شاب متحرر إلى رئيس جماعة مسلّحة. وفي هذا السياق، يبرز المخرج معاناة المرأة في صورة كريمة، التي تفر من تسلط والدها إلا أنها تجد نفسها أسيرة الماضي وبمجرد عودتها إلى بلدها سنة 1998، تجد نفسها معنية بكل ما يحدث لعائلتها. وتمتع الجمهور بمشاهد جميلة عن الجزائر وّقعها مدير التصوير الإيطالي الشهير فيتوريو ستروراري، الذي ارتبط اسمه بأفلام مثل "نهاية العالم الآن" والفائز بعدة أوسكارات. كما شارك في الأدوار الرئيسة لفيلم "عطور الجزائر" كل من شافية بوذراع، أحمد بن عيسى، عديلة بن ديمراد، عادل جعفري، أمحمد بن ڤطاف، ريم تاكوشت، سيد احمد اقومي ومونيكا جريتوري في دور "كريمة".