اتهم صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس، إسرائيل بإغلاق كافة الأبواب أمام استئناف عملية السلام المتعثرة منذ سنوات بين الجانبين. ونفى المسؤول الفلسطيني الأنباء التي أوردتها الإذاعة الإسرائيلية العامة برفض سلطات الاحتلال اقتراحا فلسطينيا بإجراء مفاوضات سرية يتم خلالها ترسيم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية على أساس حدود الرابع جوان 1967. وقال عريقات إن ما حدث هو عقد لقاءين بينه وبين سيلفان شالوم، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض السابق شهري جويلية وأوت الماضيين في كل من العاصمة الأردنية عمان والمصرية القاهرة. وأضاف أنه أكد للمسؤول الإسرائيلي الموقف الفلسطيني الثابت وبأن "المطلوب لاستئناف المفاوضات قبول إسرائيل بمبدأ حل الدولتين وترسيم الحدود ووقف الاستيطان بما يشمل مدينة القدسالمحتلة وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة والإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية". وهي المطالب التي سبق للقيادة الفلسطينية أن رفعتها علنا وتصر على ضرورة تنفيذها قبل العودة إلى أي مفاوضات سلام مع إسرائيل التي رفضت الاستجابة لهذه المطالب وترى وفق منطقها الاحتلالي أنها غير واقعية. غير أن عريقات أكد أن إسرائيل وبرفضها لهذه المطالب التي هي في الأصل حق مشروع للشعب الفلسطيني باعتراف القانون الدولي تكون قد حكمت بغلق كل الأبواب أمام أي مسعى لاستئناف عملية السلام. ولكن أي سلام هذا الذي يمكن التفاوض بخصوصه مع كيان محتل يثبت مع مرور كل يوم أنه لا يفقه في مفهوم السلام شيء عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الفلسطينيين الذين تواصل قواته تقتيلهم وإعدامهم على المباشر. ويأتي استشهاد شابين فلسطينيين أمس برصاص الاحتلال شمال الضفة الغربية بعد طعنهما بواسطة سكين جندي إسرائيلي ليؤكد هذه الحقيقية التي لم تعد خافية على أحد. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشهيدين هما محمد سباعنه البالغ 17 عاما ونور الدين سباعنه الذي لم يتجاوز سنه 23 عاما ينتميان إلى منطقة قباطية القريبة من مدينة جنين شمال الضفة الغربية. وبذلك يرتفع عدد شهداء الهبة الجماهرية الفلسطينية الأخيرة التي تجتاح الأراضي المحتلة منذ الفاتح أكتوبر الماضي إلى 139 شهيدا غالبتهم العظمى شباب في عمر الزهور ومن بينهم أطفال وحتى فتيات. ولأنها تتلذذ بقتل الفلسطينيين فقد احتجزت قوات الاحتلال جثماني الشهيدين ليضافوا إلى عشرات جثامين الشهداء الذين رفضت إسرائيل تسليمها إلى أهاليهم ضمن سياسة عقاب جماعي لا تفوت حكومة الاحتلال فرصة انتهاجها في حق أبناء الشعب الفلسطيني. ولا يختلف المشهد في القدسالمحتلة عن ذلك القائم في الضفة الغربية، حيث أصيب شاب فلسطيني بجروح خطيرة بعد إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث اتهمته بمحاولة طعن احد جنودها وسارعت إلى اعتقاله بعد أن منعت طواقم الإسعاف من الوصل إليه ومعالجته. وتزيد مثل هذه الحوادث في توتير وضع يتفاعل على صفيح ساخن في القدسالمحتلة في ظل استئناف مجموعات اليهود المتطرفين اقتحاماتها لباحات المسجد الأقصى المبارك. وقال الحاج أحمد قطناني أحد المرابطين بالمسجد إن "المستوطنين كالعادة استأنفوا انتهاكاتهم بحق المقدسات ودخلوا باحات المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من أفراد شرطة الاحتلال المتمركزة بباب المغاربة". وأوضح أن "المرابطين والمرابطات تصدوا لهم فورا دخولهم بالتهليل والتكبير مما جعلهم يخافون ويسرعون بالخروج رغم محاولتهم ممارسة بعض الطقوس اليهودية داخل باحات المسجد". ويرفع في كل مرة المرابطون الفلسطينيون بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين نداءات استغاثة من أجل نصرة الأقصى المبارك في انتظار أن تجد أذانا صاغية لدى أمة عربية وإسلامية مطالبة بالتدخل لوقف تلك الانتهاكات ضد واحد من أقدس المقدسات الدينية لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم عبر العالم.