جددت العائلات العاصمية التي تعيش أزمة سكن خانقة منذ سنوات، مطلبها لوالي العاصمة، عبد القادر زوخ، من أجل التدخل لوضع حد لتهاون عدد من رؤساء البلديات وتأخرهم في الإعلان عن قائمة المستفيدين من حصة السكنات التي منحتها الولاية للعائلات التي تعيش في الضيق منذ 2014، مؤكدين أن سنة 2015 مرت دون أن تحل ساعة الفرج. ففي الوقت الذي عاشت آلاف العائلات المقيمة بالأكواخ والأسطح والأقبية أسعد أيامها، وهي تودع الظروف المزرية التي كانت تعيش فيها، بعد ترحيلها إلى سكنات لائقة، في إطار عملية إعادة الإسكان التي باشرتها ولاية الجزائر في جوان 2014، تبقى آلاف العائلات تعاني في صمت في شقق ضيقة، كما اضطر البعض الآخر إلى كراء سكنات بأسعار جد مرتفعة، في انتظار الإفراج عن قوائم المستفيدين من قبل رؤساء البلديات، الذين لم يجتهدوا في إنهاء العملية، مثلما طلب منهم المسؤول الأول على ولاية الجزائر، وحفزهم على ذلك، من خلال إضافة حصة ثانية من السكنات، بعد تلك التي تم تسليمها في وقت سابق والمقدرة ب6 آلاف سكن لكل البلديات ال57 بالعاصمة، والتي تراوحت بين 80 و130 وحدة لكل بلدية. ورغم ذلك، فإن عدد البلديات التي أعلنت عن المستفيدين من هذه الحصة قليل جدا، ولم يتجاوز خمس بلديات من بين 57 بلدية، مما جعل الوالي، عبد القادر زوخ يحمّل رؤساء البلديات مسؤولية التأخر في تسليم السكنات لأصحابها في الوقت المناسب، والتماطل في الإفراج عن قوائم المستفيدين وتسوية الملفات والتغاضي عن الوضعية الصعبة التي تعيشها هذه العائلات. وفي هذا الصدد، طمأن والي العاصمة مؤخرا، العائلات التي أودعت ملفها لدى مصلحة الشؤون الاجتماعية بالبلديات، بإشرافه شخصيا على العملية، بالبلديات التي لم يقم رؤساؤها بدراسة ملفات السكن الاجتماعي، وذلك بعد طي ملف القصدير والأقبية والأكواخ الشهر الجاري، الذي سيتم في نهايته تنظيم المرحلة ال21 لإعادة الإسكان، التي تكون آخر عملية تشهدها العاصمة. وكإجراء لوضع حد لتهاون"الأميار" وتماطلهم في توزيع السكن الاجتماعي، كشف زوخ عن تكليف لجان على مستوى الولاية، تشرف على دراسة ملفات المعنيين بهذه الصيغة من السكنات وتوزيعها على أصحابها في الوقت المناسب، كما سيتم وضع برنامج خاص للسكان الذين يعيشون في الضيق داخل سكناتهم وهم في حاجة ماسة إليه. وقد خص المسؤول الأول على ولاية الجزائر بعض البلديات، التي ستكون لها الأولوية في الحصول على السكن الاجتماعي، منها الجزائر الوسطى، باب الوادي وبولوغين، التي تتميز بقدم نسيجها العمراني وضيق الشقق التي لم تعد تستوعب أفراد أغلبية العائلات.