لا يختلف اثنان بشأن كارثية حصيلة فريق جمعية وهران في مرحلة الذهاب من البطولة الوطنية الاحترافية، حيث شكل احتلاله الرتبة ما قبل الأخيرة مفاجأة كبيرة عند المتتبعين وأنصاره، الذين كانوا يحلمون بالأفضل، مقارنة بمشوار الموسم الماضي الذي تألق خلاله "الجمعاوة" بشكل لافت، وأنهوا السباق في الرتبة السابعة وفي بطولة صعبة ومتقاربة المستوى والترتيب، حيث كانوا قاب قوسين أو أدنى من نيل مشاركة إفريقية، وبتشكيلة شابة نالت التقدير والاحترام. ووفقا لذلك، كان من المنطقي أن تعمد إدارة الفريق إلى تعزيز ذلك المكسب بضبط استراتيجية تشمل تدعيم التشكيلة النوعي، والبحث عن التمويل المالي، ومواصلة التكوين، وقبل هذا وذاك، الإبقاء على ركائز الفريق، لكن وفي كل هذا، حافظت الإدارة على شيء واحد فقط، يعد عماد الجمعية الوهرانية ومن عاداتها؛ وهو التكوين، ولما أهملت الجوانب الأخرى، حصل ما وقف عنده المتتبعون والمحبون في مرحلة الذهاب من بطولة الموسم الحالي 2015-2016. هشاشة دفاعية وهجومية بشيء من التفصيل، نقف عند هشاشة كبيرة للتشكيلة خارج الديار، حيث لم تنجح في جلب ولا نقطة واحدة مقارنة بالموسم الماضي، أين وفقت في تحصيل 9 نقاط كاملة جلبتها من انتصارات حققتها أمام أقوى الأندية الجزائرية، كاتحاد العاصمة وشبيبة القبائل ومولودية الجزائر، والغريب أنها أضحت سهلة السقوط حتى داخل قواعدها، وبلغة الأرقام، أنهت الجمعية الوهرانية مرحلة الذهاب ب04 انتصارات حققتها أمام فرق متواضعة، مثلها أداء وترتيبا . وحققت أيضا تعادلا واحدا فقط، وكان أمام اتحاد البليدة ب0/0 برسم الجولة الأولى من البطولة الوطنية. وخسرت الجمعية 10 مرات؛ ثلاث منها داخل الديار . ونال فريق الجمعية 19 بطاقة صفراء وبطاقتين حمراوين نالهما المدافع علي قشي، والمهاجم بن تيبة بمناسبة "داربي" مدينة وهران ضد الجارة المولودية برسم الجولة السابعة من البطولة الوطنية. وكان اللاعبون علي قشي، بلعيد، بن تيبة، بودومي وسباح الأكثر حصولا على البطاقة الصفراء باثنتين لكل واحد منهم. مواسة يُقال والتعليقات تتباين بشأن رحيله وكان من بين ما ميز مشوار الجمعية الوهرانية؛ الهزّة التي لحقت العارضة الفنية، كما حصل عند غالبية الفرق الجزائرية بمختلف أقسامها، حيث سجلت رحيل المدرب كمال مواسة بعد سقوط الجمعية الوهرانية أمام ضيفها اتحاد العاصمة، حيث وافقت الإدارة على الطلاق بالرتاضي مع مدربها مواسة، بعد توالي النتائج السلبية، رغم الجهد الكبير الذي بذله في وضع الفريق فوق السكة الصحيحة، وبتشكيلة شابة، حيث لم يحد التقني القالمي عن مبادئه بالاعتماد على العنصر الشاب، كما كان عليه الأمر في الموسم ما قبل الماضي الذي صعد خلاله بالجمعية إلى الرابطة الاحترافية الأولى، فاكتشفت أسماء بومشرة، حداد، نواصرة، عجال وغيرهم، إلا أن العنصر الشاب لم ينجح لوحده في رفع لواء الفريق رغم إمكانياته، إذ كان بحاجة إلى تأطير من محنكين، كما أن الفريق احتاج إلى تدعيم نوعي، وهو ما لم يكن، ولقد نبّه مواسة إلى ذلك، وانتقد بشدة عمل الإدارة في هذا الجانب، واعتبر ذلك ترقية للاعبين مغمورين قادمين من أقسام دنيا. مجاهد ينتدب للمرة الثالثة خلف مواسة المدرب مجاهد نبيل الذي يعرف البيت الوهراني جيدا، إذ سبق له أن درب الجمعية الوهرانية في مناسبتين؛ الأولى كانت جيدة كاد يتوج فيها بالصعود، ولا يختلف اثنان بأن مجاهد ورث وضعية صعبة، حيث سيكون أمام تحدي تفادي مقصلة السقوط لفريقه الجديد القديم في مرحلة الإياب التي تعد امتحانا حقيقيا له. الإصابات والعقوبات عرقلت المسيرة أيضا ليس صغر سن التشكيلة وحده الذي عرقل مسيرة الجمعية الوهرانية، بل هناك عاملان آخران ساهما بقسط في الحصيلة النهائية المخيبة لمرحلة الذهاب، الأول هي الإصابات التي لحقت أجود اللاعبين الوهرانيين، وفي مقدمتهم متوسط الميدان حرباش الذي غاب عن فريقه قرابة الشهرين، ولحقه المدافع الأيسر بلعيد، والمهاجم جمعوني، والحارس فلاح الذي خضع مع مشارف نهاية مرحلة الذهاب لعملية جراحية، لتقرر الإدارة الاستغناء عن خدماته في خطوة فاجأت الكثيرين، بن قابلية محمد الذي أصيب في لقاء وفاق سطيف، فضيع مباريات هامة لفريقه، وكذا نهائيات كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة بالسنيغال، وسباح زين العابدين من فترة لأخرى، حيث كانت غياباته مؤثرة في محور الدفاع. أما بشأن العقوبات، فقد حرمت الجمعية من خيرة لاعبيها في أقوى المباريات، كهدافها للموسم الماضي عنتر جمعوني الذي عوقب بأربع مباريات، بعد دفعه لحكم لقاء الجارة المولودية الوهرانية، وبن تيبة. أزمة مالية خانقة وكباقي الأندية، فإن الأزمة المالية لم تترك الجمعية الوهرانية وشأنها، فقد وجدت الإدارة صعوبات كبيرة حتى تفي بوعودها التي قطعتها للاعبيها بشأن مستحقاتهم المالية، والدليل في اللاعب بن عيادة حسين الذي غادر الفريق باتجاه اتحاد العاصمة، وهو لايزال يدين للفريق ب8 رواتب شهرية، ولئن عالجت الإدارة الأمر شيئا ما، وسددت جزءا من هذه الديون، إلا أنها لم تنجح إلى حد الآن في إقناع الكوادر بتمديد عقودهم، بالتالي فالجمعية الوهرانية مهددة بهجرة جماعية لأفضل لاعبيها مع نهاية الموسم الحالي. الأزمة المالية كبحت الجمعية الوهرانية عن الظفر بلاعبين يمكنهم تقديم الإضافة لها، فاكتفت بجلب حارس مرمى اسمه قارة . وفي المقابل غادر الفريق الحارس فلاح والمدافع علي قشي. "الجمعاوة" في مهمة انتحارية في العودة تلوح مرحلة العودة صعبة على الجمعية الوهرانية، التي ستكون أمام إلزامية ربح كل مبارياتها داخل معاقلها، وجلب بعض النقاط من خارجها إن هي أرادت الحفاظ على مكانتها في الرابطة الاحترافية الأولى، فاللاعبون مطالبون بمضاعفة مجهوداتهم لإنقاذ فريقهم من السقوط، كما يؤكد على ذلك المدرب مجاهد: "لا شك أننا في وضعية لا يبغي أي فريق التواجد فيها، وتلزمنا تضحيات كبيرة حتى نحسن ترتيب الفريق، وذلك ما طلبته وسأطلبه من اللاعبين في كل تدريب. تربص لدعم جهد المدرب حتى تتعاطى مع مرحلة العودة بإيجابية، وتدعيم جهد مدربها مجاهد نبيل، عمدت الإدارة إلى برمجة تربص لفريقها لمدة خمسة أيام بفندق "الموحدين"، تتخلله مباراتان وديتان تحضيريتان مع اتحاد سيدي بلعباس وربما أولمبي أرزيو، بهدف ضبط أوتار خطوط الفريق المهتزة، خاصة الدفاع الذي يحتاج إلى تصحيح وتقوية حتى يواجه خطوط هجوم الفرق المنافسة بصلابة، لأن أي خطأ سيرتكب مستقبلا، سيعمق أكثر من جراح الفريق، وبالتالي يهوي به باكرا إلى القسم الأسفل.