خلافا للمواسم الفارطة، تخلف نادي شباب بلوزداد لكرة القدم، عن عاداته بدخول سوق الانتقالات الشتوية، بسبب غياب الأموال، حيث يعيش النادي على وقع أزمة مالية حقيقية منذ أشهر، أضحت معها الإدارة عاجزة حتى عن تسوية مستحقات بعض اللاعبين لأشهر، لكن هذا الأمر لم ينقص من عزيمة "أولاد العقيبة" الذين أنهوا مرحلة الذهاب من البطولة المحترفة الأولى في المركز الوصيف برصيد 26 نقطة. وفي ظل الأزمة المالية الخانقة التي يتخبط فيها نادي "العقيبة"، يبدو أن مسؤولي الفريق يفكرون جليا في التخلي عن استقدام أسماء جديدة تكلف خزينة النادي أموالا كثيرة، خصوصا أن جل اللاعبين يشترطون تسبيقا ماليا لا يقل عن 3 أشهر كاملة قبل التوقيع، وهو ما يضع إدارة الشباب في حرج بسبب غياب السيولة المالية الكافية، وعجزها حتى عن تسيير أمور النادي في الوقت الراهن، على غرار عدم إقامة تربصات مغلقة داخل الوطن أو حتى في العاصمة أثناء فترة توقف البطولة، بسبب عجز الإدارة عن توفير المصاريف التي لا تعتبر في حد ذاتها باهضة، ولعل أبرز الأمور التي تؤكد صحة إدارة الفريق بالتحفظ والاتجاه نهائيا نحو صرف النظر عن دخول الميركاتو الشتوي. وفي هذا الشأن، أكد رئيس شباب بلوزداد، رضا مالك، أنه سيعمل جاهدا من أجل توفير الإمكانيات اللازمة لإبقاء الفريق في الصدارة، بتحفيز اللاعبين والالتزام بالوعود التي قدمها لجميع الأطراف قصد الحفاظ على مجد النادي. وأضاف أنه رغم العراقيل التي عانى منها الفريق في فترة رئاسة غانة عز الدين، إلا أن التعداد البلوزدادي لهذا الموسم عازم على تحقيق الانتصارات، رفع المستوى وإظهار المهارات لتشريف ألوان فريق حي "العقيبة"، مشيرا إلى أنه واجه جملة من الصعوبات منذ 3 سنوات من التحاقه بالشباب الذي كان يتخبط في ديون كثيرة، وعانى من سوء التسيير، كما شهدت التشكيلة رحيل جيل من اللاعبين الموهوبين بسبب تقدمهم في السن وابتعادهم عن المحيط الكروي، كما أن وضعية المدرب السابق كانت غامضة بين فقدانه أو بقائه. وفي سياق متصل، أشار مسؤول النادي إلى أن بعض مستحقات اللاعبين لا تزال قيد التسوية، إذ يحاول المكتب المسير للشباب إيجاد الحلول المناسبة من أجل تسديد الرواتب العالقة منذ أربعة أشهر، حيث تم تسليم شهرين منها كتحفيز لزملاء عسلة قبل خوضهم الداربي ضد اتحاد الحراش، والباقي سيتم تسديده في الأشهر المقبلة. الشباب عازم على المنافسة على المراتب الأولى وفي سياق متصل، أكد مالك أنه ومع انضمام بعض اللاعبين الجدد في العام الثاني من ترؤسه للفريق وإشراف المدرب ألان ميشال عليهم، ساهم بعمله بشكل كبير في بقاء الشباب ضمن الأوائل وتحسن الأداء كثيرا، حيث أنهى الموسم الماضي في المرتبة الخامسة وفي الميركاتو الصيفي الأخير زاد حماس الشبان برغبتهم في الاستمرار في التألق بإظهار إمكانات جعلت المتتبعين يدرجون النادي البلوزدادي ضمن النوادي التي سيحسب لها ألف حساب في هذا الموسم، مشيرا إلى أن الألقاب ليست مرتبطة بالتمويل وتوفير الإمكانيات المالية للرياضيين، مضيفا أن عامل الاستقرار في الجهاز الإداري، هو الذي يدفع الفرق إلى الذهاب بعيدا وكتابة صفحات مجيدة في مشوارها الكروي. من واجب السلطات المعنية المساواة في حق اللاعبين من جهة أخرى، كشف رضا مالك عن أن الاحترافية باتت مجرد كلام، وهو ما يتجلى أسبوعيا في المواجهات الرسمية في الدوري، مشيرا في حديثه إلى أن هناك ثلاثة أندية تحتل حاليا صدارة البطولة وتخوض اللقاءات بتمويل يصل إلى 160 مليارا، فيما تتخبط نواد أخرى في "البريكولاج"، على غرار اتحاد الحراش الذي بات يتخبط في مشاكل مالية، لكن رغم ذلك لا زال ضمن الخمسة الأوئل، لهذا يتوجب تشجيع هذه الفئة والمساواة في تدعيم الفرق ماليا، وكشف عن تعزيز خزينة شباب بلوزداد في الآونة الأخيرة بمبلغ يقارب 120 مليار سنتيم، بفضل مساعدات بعض الأعضاء الذين لم يترددوا في تمويل الفريق لإنجاح الموسم الكروي الحالي. كما أثنى كثيرا على النوادي المحلية، مشبها لاعبيها بالمحاربين المثابرين، رغم العراقيل التي يواجهونها في الملاعب من طرف المناصرين في حالة الهزيمة، مشيرا إلى الإمكانيات التي يتوفر عليها الرياضي الجزائري، وطموحه المشروع في الوصول إلى أعلى المراتب والتتويج بالألقاب العالمية... في نفس السياق، قال مالك؛ إنهم بحاجة إلى مراكز تكوين مختصة في أماكن مختلفة من البلاد، قصد تحسين مستوى الأداء، وتكثيف الجهود من أجل تشجيع رؤساء جميع الفرق على تحقيق الأهداف المسطرة.