من المعروف أن الاستنشاق العميق للسجائر ينطوي على خطر الإصابة بمرض السرطان، ولعل هؤلاء الذين يبادرون بالإقلاع عن التدخين خوفا من أضراره؛ الاتجاه نحو السيجارة الإلكترونية، غافلون عن مخاطرها التي وصفها بعض الخبراء بالأخطر من السيجارة العادية بأضعاف، هذا ما أكده الطبيب العام أشرف احريز، مشيرا إلى أن بخار السجائر الإلكترونية مشبع بالنيكوتين، مما يجعله خطرا على الصحة، مثله مثل السيجارة العادية. تصاعدت شعبية السيجارة الإلكترونية وسط المجتمع منذ حوالي سنة، وبفضل أنواعها وألوانها ونكهاتها التي تثير وتشد الشباب الباحث عن الإقلاع عن عادة التدخين متعة من نوع آخر، جاهلين أضرارها الصحية التي يمكن أن تصيبهم جراء استهلاكها. وبعد الانتشار الكبير لمحلات بيع السجائر الإلكترونية، ارتأت "المساء" الانتقال في جولة ميدانية لمعرفة مدى إقبال المواطنين عليها، فكانت وجهتنا الأولى؛ محلا مختص في بيع السجائر الإلكترونية في العاصمة، اقتربنا من صاحب المحل السيد ‘م.عبد الوهاب' الذي شرح لنا بطريقة ترويجية للسيجارة الإلكترونية بمختلف أنواعها. كانت السجائر المصطفة داخل العارضات الزجاجية بألوان وأشكال مختلفة تثير محبي التدخين، لا يمكن القول بأن المحل كان يعج بالزبائن، وإنما يشهد بين حين وآخر دخول فرد، بعضهم تعد تجربتهم الأولى في التدخين، والبعض الآخر لا يزال مترددا في اقتنائها وتجربتها والتخلص من تبغ السجائر العادية. ويعتقد صاحب المحل أن السيجارة الإلكترونية حل بديل لتدخين التبغ، إلا أنه أقل ضررا من السجائر التقليدية التي تحتوي على العديد من المواد السامة والمسرطنة، وعن طريقة عملها، أفاد بأنها عبارة عن جهاز إلكتروني يعمل بالبطارية والشحن، يحتوي على فتيلة، بعدما تسخن يطلق منها بخار لمحلول العصير الإلكتروني الذي يحتوي حسبه - على نسبة أقل للنيكوتين من السيجارة العادية، كما أنه خال من ثاني أكسيد الكربون ويحتوي على رائحة خفيفة مقارنة بالتبغ، وفي هذا الخصوص، كان دخول هذه السجائر بدون نيكوتين وكانت تستهدف بالدرجة الأولى الأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع نهائيا عن التدخين، ليتناسب مع اختيارهم، وأضاف المتحدث أن بعد الانتشار الكبير لموضة السيجارة الإلكترونية، أصبحت اليوم الشركات المختصة في إنتاجها توفر تلك الأنواع التي تحتوي على النيكوتين واستعمالها شبيه بتدخين التبغ، إلا أنه يسهل الإقلاع عنها مقارنة بالسيجارة العادية!! وعن مدى إقبال المواطنين على هذا النوع من السيجارة، يقول المتحدث بأن العديد منهم يحبون تجربتها، ولا يمكن حصر الإقبال في فئة معينة، إلا أنه يمكن القول بأن الشباب ميسور الحال هو الأكثر إقبالا عليها، وكذا بعض المسنين، لتبقى الفتيات أقل إقبالا عليها ولعل ذلك يعود إلى ثقافة مجتمعنا في شأن عدم استحباب تدخين الفتيات، فلا يمكنها اقتناء سيجارة إلكترونية والاحتفاظ بها داخل البيت وسط أسرتها. من جهته، أوضح الدكتور أشرف احريز أنه قبل التفرقة بين مكونات كل سيجارة والتفلسف في خطورة كل واحدة، لا يمكن لأحد أن ينكر وجود مادة النيكوتين في كل واحدة منها، فتلك المادة هي التي يدمن عليها الشخص، وهي سامة جدا، كما أنها مضرة بصحة الجهاز التنفسي والرئتين، فهي تسبب كذلك تسمما حادا يؤدي إلى الوفاة، فالسرطان ليس فقط المرض الوحيد الذي يهدد المدخنين وإنما هناك أمراضا أخرى بنفس الخطورة تحدق بهؤلاء عند الإدمان على تلك السجائر. وأوضح الطبيب العام أنه لا يمكن الوثوق في تلك المؤسسات والشركات المنتجة للسيجارة الإلكترونية، فهي تعتمد دائما سياسة ترويجية ماكرة، لاستمالة المواطنين ودفعهم إلى شراء تلك المادة دون تخوف، فهي شركات ضخمة لها عملاء يعملون في الأسواق بهدف التخفيف من حدة تخوف الأفراد، فيعملون على الترويج لتك المادة على أنها خالية من المخاطر، بأنها تحتوي مثلا على جرعات غير مؤذية من النيكوتين ولا تسبب الإدمان. وأكد محدثنا أنه حتى وإن كان دخان السجائر الإلكترونية أقل ضررا من السجائر العادية، إلا أنه لا يخلو من الخطر، فكل ما يحتوي على مواد كيماوية غير طبيعية له انعكاسات سلبية على الصحة.