السيجارة الإلكترونية... بديل لبداية نهاية الإدمان! تحولت السيجارة الالكترونية إلى بديل آمن مناسب بالنسبة للراغبين في تطليق السيجارة التقليدية و التحرر من عبودية النيكوتين، مع تنامي الوعي الصحي لدى الكثير من المدمنين على التدخين، حيث يستمر الطلب عليها بكل متزايد لدى الصيدليات و حتى بعض المحلات التجارية القليلة التي تحث تكر بيعها. شباب كثر حولوا هذه السيجارة من بديل تفرضه الحاجة الصحية إلى موضة رائجة بينهم، حسب ما أكده عدد من باعتها، مشيرين إلى أن الإقبال على اقتنائها و استعمالها لا يتوقف طيلة العام بالرغم من ارتفاع أسعارها التي تتراوح حسب النوع و الجودة بين 3000 إلى 8000دج. و قد أرجعوا السبب إلى أنها عد الخيار الأنسب الشائع بين المدخنين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين، خصوصا أولئك الذين سبق لهم و أن تعرضوا لمضاعفات صحية بسبب النيكوتين، فحتى وإن كان استخدام السجائر الإلكترونية ليست بالعادة الحميدة إلا أنها تظل بديلا أكثر آمانا من سجائر التبغ. حيث أوضح أحد الصيادلة المتخصصين في بيع هذا النوع من السجائر بقسنطينة، بأنها تعد أقل ضررا من التقليدية السامة و المسرطنة، على اعتبار أنها عبارة عن جهاز إلكتروني يعمل بالبطارية قابلة لإعادة الشحن، لتسخين فتيلة تقوم بتبخير محلول (يسمى بالعصير الإلكتروني) لينتج بخارا كثيفا يمكن مقارنته بالدخان من حيث الكثافة إلا أنه ذا رائحة زكية تختفي بسرعة، ولا يحتوي على ثاني أكسيد الكربون. علما أن المحلول يحتوي على نسبة من النيكوتين (متوفر أيضا بدون نيكوتين) ليتناسب مع إختيار الذين يريدون الإقلاع عن التدخين.و تؤكد الشركات المصنعة لها كما أضاف، بأنها لا تحتوي سوى على نسبة من الكحول و الماء زيادة على نيكوتين غذائي. و أضاف المتحدث بأن المدخن يمكنه تحديد نسبة النيكوتين و ضبطها حسب حاجته و قوة إدرادته، فالسيجارة توفر تدرج ينطلق من0 ملل نيكوتين إلى 6 ثم خمسة وحتى 15 بالنسبة لمن يعجز عن التخلص من إدمانه مباشرة. و الملاحظ هو أن الصيدليات و الأكشاك التي تعتمد بيع السيجارة الإلكترونية، قليلة جدا وذلك راجع حسب الباعة إلى كونها غير متوفرة، و تستورد من الصين و فرنسا عن طرق الطلب، لأن إدخالها يقتصر على باعة " الكابة" دون غيرهم. وقد اختلفت آراء مستخدمي هذه السيجارة بين مؤيد و معارض لفاعليتها، فحسب السيد عمر هي مجرد بديل فرضه عليه طبيبه الخاص، لكنه لم يجد فيه ضالته ما اضطره إلى استخدامها بالموازاة مع السيجارة التقليدية قبل أن يقرر التخلي عنها نهائيا، أما أحمد فأكد لنا بأنه استخدمها لحوالي تسعة أشهر، و انتهى بفضلها إلى الإقلاع عن التدخين. آخرون، اعتبروا استعمالها أمرا يتطلب استشارة طبيب مختص للتأكد من نوعيتها، خصوصا في ظل ما يشاع عن أنها ضارة و تحتوي مواد تدفع لإدمان المخدرات و أخرى مسببة للسرطان. أخصائي الأمراض الصدرية و الحساسية الدكتور محساس عمار يؤكد أنه و بالرغم من الترويج للسجائر الإلكترونية كبديل آمن و وصفها بأنها صديقة للبيئة ولا تحتوي على كمية من المواد الكيميائية الخطرة الموجودة في السجائر العادية ، إلا أن المنظمة العالمية للصحة منعت بيعها في الصيدليات بشكل صارم ، كما أن غالبية الأطباء يعتبرونها مجرد دافع معنوي للراغبين في الإقلاع عن التدخين لا أكثر. أضف إلى ذلك فإن أكثر الأسباب الداعية للقلق بشأنها هو تزايد شعبيتها بشكل مضطرد، كما أن تداولها غير خاضع لأي رقابة، الأمر الذي يصعب مهمة معرفة ما تحتويه هذه السجائر من مواد، إذ أثبت بحث أجراه منذ حوالي ستة أشهر وجود حوالي 13 نوع منها في السوق، منها سجائر معروفة عالما، ما يزيد من مخاوف التقليد و عدم المطابقة. مشيرا إلى أنه يضل متحفظ بشأنها " لأنه من الصعب علينا اعتماد علاج نجهل مكوناته، كما أن تأثيره الصحي على المدى البعيد غير معروف" . و يضيف الطبيب العام شماشمة محمد الهادي أن الأبحاث حول هذه السيجارة تختلف فيما تعلق بمخاطرها تحديدا، أما بالنسبة للحاجة إلى وصفها فتقتصر على حالات المدمنين العاجزين عن التخلي التبغ، لان استهلاكها لا يختلف كثيرا على السيجارة التقليدية إلا في نسبة النيكوتين المتدنية. أما منافعها فتقتصر على عدم الأضرار بمن يشتم الدخان المنبعث منها، عكس السيجارة العادية التي تؤثر بشكل كبير على من يستنشق دخانها المشبع بالسموم.