سجل وزير الصناعة والمبعوث الخاص للرئيس السوداني السيد جلال يوسف الداقير، أمس، بالجزائر اعتزاز بلاده بالموقف الجزائري "القوي وغير المتزحزح" في نصرة السودان إزاء مشكل دارفور والاتهامات الموجهة من طرف المحكمة الجنائية للرئيس السوداني عمر حسن البشير. وفي تصريح للصحافة أدلى به عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، سجل المبعوث الخاص السوداني اعتزاز بلاده بالموقف الجزائري الذي "لم يتزحزح يوما عن نصرة السودان". وأوضح السيد الداقير أن الرئيس بوتفليقة أكد له دعم الجزائر "القوي وغير المتزحزح للسودان" سواء إزاء "افتراءات" المحكمة الجنائية أو للوصول الى حل نهائي لمشكل دارفور عن طريق الحوار. وأفاد السيد الداقير أن وجوده في الجزائر يأتي لتسليم رسالة للرئيس بوتفليقة لإحاطته بآخر التطورات عن الوضع بالسودان وبنتائج الجهد الدبلوماسي "الكبير" الذي ظلت السودان تضطلع به في الآونة الأخيرة. كما دار النقاش أيضا حول المبادرة العربية المنبثقة عن الاجتماع الأخير للجامعة العربية، حيث "نصح الرئيس بوتفليقة بضرورة التنسيق ما بين جهود الجامعة والاتحاد الإفريقي ليكون هناك موقف موحد وتكون المبادرة أكثر قوة وفعالية" يقول المبعوث الخاص. وفي نفس الاتجاه أكد رئيس الجمهورية - يضيف المسؤول السوداني - على "ضرورة التنسيق في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ما بين مجموعات دول عدم الانحياز ومجموعات المؤتمر الإسلامي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية لتوحيد رؤية واحدة وموقف قوي يناصر السودان". وفي هذا الإطار أشار السيد الداقير الى سعي الجزائر لتسهيل لقاء أطراف الصراع في السودان للوصول الى حلول نهائية لهذه المشكلة وذلك باتباع كل الطرق الدبلوماسية. كما أوضح أيضا أن رئيس الجمهورية قد عبّر عن أمانيه في أن تشهد الشهور القادمة الطي النهائي لهذا الملف للتفرغ الى البناء والتنمية. كما شكلت الأزمة السودانية مع المحكمة الجنائية الدولية والنزاع بدارفور محور المباحثات التي جمعت، أول أمس، بالجزائر وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي والمبعوث الخاص لرئيس السودان السيد جلال يوسف الداقير. وفي تصريح صحفي عقب المباحثات التي جرت بحضور أعضاء وفدي البلدين، أكد السيد مدلسي قائلا "إننا نجري مشاورات مع المسؤولين السودانيين منذ عدة أشهر ولقد اغتنمنا فرصة تواجد وزير الصناعة والمبعوث الخاص لمواصلة هذه المشاورات". وفي إشارة منه إلى الأمر بالتوقيف الذي أصدره النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس السوداني السيد عمر حسن البشير بتهمة "الإبادة الجماعية" أوضح السيد مدلسي أن هذه المشاورات تصب في اتجاهين أحدهما يتعلق ب "إخطار مجلس الأمن الأممي بموجب المادة 16من القانون الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي تنص على إجراء لتجميد ما نسميه اليوم بالمبادرة البائسة لوكيل المحكمة الجنائية الدولية". وأكد السيد مدلسي أن إجراء التجميد "سيمكننا من الحصول على كل الضمانات بإحقاق الحق لصالح السودان وشعبه ورئيسه". وأضاف أن المشاورات تخص كذلك المبادرة العربية التي تمت مباشرتها بمناسبة مجلس وزراء الخارجية العرب الأخير الذي "سينظم سلسلة من الندوات وفقا لرزنامة ستحدد قريبا". وأوضح الوزير أن "هذه الندوات ستسمح لكافة الأطراف المعنية بدارفور بالتوصل الى حل توافقي وتعزيز الوحدة الوطنية السودانية وتكريس المصالحة الوطنية" في هذا البلد.