تشهد حركة تنقل الحافلات لنقل المسافرين ببلدية الرغاية في فترة المساء، تراجعا كبيرا في النشاط رغم العدد الكبير للحافلات المشتغلة على مستوى الخطوط المتوجهة من وإلى وسط المدينة، لاسيما بالنسبة لخطوط النقل الرابطة بين وسط المدينة باتجاه بلدية هراوة وعين طاية، وهو الانشغال الذي بات محل إزعاج من قبل المسافرين. المسافرون عبر الخطوط الفرعية لمحطة نقل المسافرين ببلدية الرغاية في العاصمة، أكدوا ل"المساء" أن الحافلات صارت تتوقف عن النشاط في وقت مبكر، وهو ما يجبرهم على التنقل مشيا على الأقدام نحو بلدية هراوة أو حي "شبشب" التابع لنفس البلدية، أو البحث عن سيارة أجرة تقلهم بأثمان مرتفعة. فالوقوف لساعات طويلة بالمحطة الفرعية في الناحية الجنوبية للبلدية، قد يدوم ويطول، بعد الساعة الخامسة والنصف مساء، أمام عشرات المسافرين الذين يبحثون عن وسيلة نقل جماعية، لأن معظم الحافلات تتوقف عن العمل بعد الساعة الخامسة مساء، والقليل منها يكمل باقي المشوار إلى ما بعد الخامسة والنصف، ليبقى عشرات المسافرين مشتتين بين الرصيف والآخر، وعادة ما ينتهي بهم الأمر إلى الخروج إلى الطريق الرئيسي المتجه نحو الأحياء المتواجدة بالرغاية الشاطئ، لعلهم يظفرون بمكان في إحدى السيارات المتجهة إلى بلدية هراوة أو بومرداس عبر طريق الشاطئ. الحصول على مكان في الحافلة بعد فترة الخامسة والنصف - يقول بعض المسافرين الذين التقتهم "المساء"- صار شبه مستحيل، أمام كثرة عدد المسافرين، لاسيما بالنسبة للخطوط المتجهة إلى الرغاية الشاطئ، وكذا هراوة، على اعتبار أن الأحياء المتواجدة بالرغاية الشاطئ تنعدم فيها المتوسطات، وكذا الثانويات، وهو الأمر الذي يجبر التلاميذ والطلبة على التوجه إلى وسط المدينة لمزاولة الدراسة، نفس الشيء بالنسبة للعمال المنتقلين إلى منطقة النشاط الصناعي، وهو الوضع الذي يصعب من مهمة الحصول على مكان في الحافلة في وقت مبكر. ويضيف محدثونا بأن العثور على سيارة "كلونديستان" في ساعات متأخرة من الليل بالقرب من محطات نقل المسافرين، وباتجاه الضواحي الجنوبية لمدينة الرغاية أمر مستحيل، عكس المحطة المتواجدة بمدخل المنطقة الصناعية التي يكثر من حولها أصحاب سيارات "الكلونديستان"، حيث يؤكد محدثونا أنهم يضطرون إلى الوقوف عبر الطريق الرئيسي المتوجه إلى عين طاية، وكذا بلدية هراوة، علّهم يجدون من يقلهم إلى منازلهم في غياب البديل، فحتى سيارات "الكلونديستان" يقول محدثونا، باتت قليلة جدا وشبه منعدمة، حتى وإن وجدت يفرض أصحابها مبالغ جزافية وخيالية، مغتنمين فرصة غياب وسائل نقل بديلة. ويضيف المسافرون في معرض شكواهم أن الناقلين يعملون بمنطق المنفعة الذاتية، ويشتغلون لساعات جد متأخرة من الليل في فصل الصيف، غير أنهم يحجمون عن العمل خلال الفترات المسائية في فصل الشتاء، ضاربين عرض الحائط تعليمة مديرية النقل لولاية الجزائر، وحتى توصيات المصالح المحلية، مناشدين تدخل الجهات الوصية قصد إجبار الناقلين على توفير الخدمة والالتزام بدفتر الشروط.