أكد منسق الاتحاد الأوروبي من أجل مكافحة الإرهاب، جيل دي كيرشوف،أول أمس، أن الجزائر طورت أجهزة وقاية جد متقدمة في مجال مكافحة الإرهاب وأقطاب خبرة، يمكن أن تفيد كثيرا الاتحاد الأوروبي في هذا المجال ،مشيرا إلى أن بلادنا لديها مسؤولية إقليمية و"كلما زاد إسهامها في المنطقة كلما كان ذلك جيدا بالنسبة لنا". المسؤول الأوروبي ركز على ضرورة التفكير حول القضاء على التطرف من أجل اجتثاث هذه الظاهرة، وأضاف في حديث ليومية "الوطن" أن بعض دول أوروبا واجهت أيضا الإرهاب من خلال تنظيمات "ايرا" و"ايتا" وتنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة (جيا) الذي "كان نشطا" في فرنسا. في سياق حديثه عن تطوير الخبرات، أكد دي كيرشوف أن "الفكرة تكمن في تحديد إطار وخارطة طريق مشتركة، تعد مرجعا في علاقتنا من أجل تحقيق الأشغال في ظرف ثلاث إلى أربع سنوات". للإشارة، سبق للاتحاد الأوروبي أن أعلن في وقت سابق عن مبادرات مع أربع دول شمال إفريقية لمكافحة الإرهاب في المنطقة، منها الجزائر، مستثنيا ليبيا التي تعاني من تمزق داخلي. المبادرات تهدف إلى دعم بناء القدرات في المنطقة، بما في ذلك إجراء حوارات هادفة ورفيعة المستوى حول الأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف والتطرف العنيف، وتعزيز التعاون الدولي ومعالجة العوامل الكامنة والأزمات الجارية.الاتحاد الأوروبي لم يخف إرادته في الاستفادة من تجربة الجزائر في هذا المجال، لا سيما وأنها أضحت تتزعم المبادرات الأمنية لمحاربة الظاهرة في شمال إفريقيا، لتصبح بذلك دولة محورية في أي إستراتيجية أمنية في المنطقة، رغم رفضها إرسال قوات عسكرية خارج حدودها. وبدا ذلك واضحا في دعم القوى الغربية على رأسها واشنطن للدور الجزائري، في حين أقدمت فرنسا على رفع تنسيقها الأمني مع بلادنا.عن سؤال حول احتمال حدوث تدخل عسكري في ليبيا لاسيما من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، أكد دي كيرشوف أن "موقف الاتحاد الأوروبي يتمثل في دعم الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة ليبية في أقرب الآجال"، قبل أن يستطرد بالقول أن (الاتحاد) غير مؤهل للتعبير عن ضرورة القيام بتدخل كونه لا يعتبر قوة عسكرية". دي كيرشوف الذي يفضل الخيار السلمي في هذا البلد، أعرب عن أمله في أن يتم ذلك بسرعة مع الحاجة لجهة للتحاور معها، في سياق إيجاد حل للتحديات العديدة التي تواجهها ليبيا. ليمضي بالقول "ورغم غياب حكومة مركزية نتحاور معها، إلا أننا حاولنا مباشرة بعض النشاطات مع رؤساء بلديات ليبية قدموا إلى بروكسل لبحث كيفية تحقيق الاستقرار في بلدهم". المسؤول الأوروبي أردف بالقول إنه فور وضع حكومة "شرعية" يدعمها البرلمان "سيسعنا بذل المزيد من الجهود"، مضيفا أنه في حال تشكيل الحكومة وقيام هذه الأخيرة بطلب الدعم والإصلاح من الاتحاد الأوروبي "أظن أنها ستكون مستعدة لتسخير كل الوسائل". لدى تطرقه إلى ظاهرة "المقاتلين الأجانب" لاسيما في المغرب وتونس، أشار المتحدث إلى أن الاتحاد الأوروبي وضع مجموعة خبراء لمحاولة التفكير في كل الحلول الممكنة لمواجهة هذه الظاهرة.