الاحتفال بقدوم رمضان له طعم خاص بإفريقيا، ففي جزر القمر يستعد المسلمون لاستقبال الشهر في أواخر شعبان، حيث يعدون المساجد فيشعلون مصابيحها ويعمرونها للصلاة وقراءة القرآن، كما تكثر الصدقات وأفعال الخير، وأهم ما يميز الليلة الأولى من رمضان هو خروج السكان حاملين المشاعل التي يتجهون بها إلى السواحل، حيث ينعكس نور المشعل على صفحة المياه ويقرعون الطبول وتظل هذه الاحتفالات حتى وقت تناول وجبة السحور ويتحول سكان جزر القمر طوال أيام الشهر الكريم إلى أسرة واحدة يجمعهما نداء الأذان للصلاة ويجمعها الحب والتآلف على مأدبة الإفطار. ويعتبر »الثريد« من أهم الأطعمة الرئيسية على مائدة الإفطار أما في السحور فيتم تناول الأزر واللبن بالإضافة إلى الشاي. في جيبوتي أيضا يستقبل المسلمون شهر رمضان بعادات وتقاليد مميزة، حيث يتم ذبح الذبائح وتوزع لحومها على الفقراء والمساكين، ويفطر الصائمون على التمر، وبعد الصلاة يتناولون »السمبوسا« وهي طبق رئيسي يتكون من اللحم والشعيرية والمكرونة، أما وجبة السحور فيتناولون العصيدة مع الرائب. وتعد العشر الأواخر من رمضان أفضل أيام الشهر، حيث يخرج الناس إلى المساجد للاعتكاف والتضرع لله العلي القدير بأن يعيد عليهم الشهر باليمن والبركات. أما في النيجر فيتميز شهر رمضان بتلاوة القرآن في المساجد بعد صلاة التراويح وخاصة الاستماع إلى التفسير والوعظ، وقبل موعد الإفطار يتم توزيع الطعام في المساجد للمحتاجين وعلى من تأخر في الوصول إلى البيت. وقبل السحور يسمع في الأحياء قرع على الطبول يقوم به المسحراتي الذي يطلق عليه اسم »ميتادا موتانيه«. ولا يختلف رمضان في تنزانيا كثيرا عن دول شرق إفريقيا حيث يستقبله التنزانيون بكل مظاهر الترحاب والتهليل ويكثرون فيه من العبادات وكل ما يؤدي إلى التقرب لله.