تشهد مساجد العاصمة ليلا خلال الشهر الفضيل اقبالا منقطع النظير من قبل المصلين الذين يتوافدون عليها لتأدية صلاة التراويح لاسيما في العشر الاواخر، وليلة ختم القرآن. ولعل ما ميز رمضان هذا العام على غرار السنة الماضية عودة صلاة التهجد بعد ان أصدرت وزارة الشؤون الدينية ترخيصا يسمح بذلك. يتوافد مئات المصلين بشكل ملفت للنظر على مساجد العاصمة كجامع ''كتشاوة'' والجامع ''الكبير''، بساحة الشهداء ومسجد ''الرحمة''بديدوش مراد ومسجد ''ابن باديس'' بالعربي بن مهيدي و''الورتيلاني'' بتيليملي وغيرها من المساجد التي يقصدها الكبار كما الصغار، والنساء كما الرجال ليلا لاداء صلاة التراويح خاصة خلال العشر الاواخر من رمضان، بالنظر إلى ميزتها الا وهي عتق الرقاب من النار. التراويح تعتق الرقاب من النار الحوار اقتربت أكثر من بعض المصلين في بعض مساجد العاصمة لترصد آراءهم حول الاقبال المتزايد في اواخر الشهر الفضيل. قصدنا مسجد الرحمة المتواجد بشارع ديدوش دقائق قبل آذان صلاة العشاء، وجدنا المسجد ممتلئا عن آخره شباب، شيوخ، أطفال، نساء جاؤوا من بلديات مختلفة لاداء صلاة التراويح. عند مدخل النساء تقابلنا ساحة المدخل التي كانت ممتلئة عن آخرها توجهنا إلى الاقسام التي كانت ممتلئة هي الاخرى، أخذنا مكاننا ثم استجوبنا بعض المصليات اللاتي كن امامنا منهن من وصفت شهر رمضان بشهر الاحسان والعتق من النار، في جين يتجه البعض الاخر لاعتبار هذا الشهر الفضيل فرصة للتوبة والتقرب من الله حيث تقول الشابة سورية من مسجد ''الرحمة'' ''رمضان فرصة لنكثر من الاعمال الصالحة ونتقرب إلى الله عسى أن يغفر لنا ذنوبنا ويثبتنا على ما فيه الخير والفلاح.'' وترى الاخت فاطمة من المسجد نفسه ''نحن نلتمس في هذا الشهر الكريم وفي العشر الاواخر منه العفو والعتق من الله سبحانه وتعالى لعلنا نعوض ما فاتنا ونحظى بعفو الله وغفرانه، فيجب أن نحرص على قيام العشر الأواخر من رمضان , ولو أن اضطررنا إلى تأجيل الأعمال الدنيوية، حتى نحظى بقيام ليلة القدر المباركة.'' وتذهب الحاجة مباركة من مسجد الرحمة في نفس الاتجاه قائلة: ''كل ما هو جميل ينقضي بسرعة ورمضان شهر مبارك وعزيز علينا وهاهو على وشك ان يودعنا لم تبق الا أيام معدودة ويتركنا، ولا نعلم إن كنا سندركه العام القادم أم لا. ربي يتقبل منا ويكثر من حسناتنا إن شاء الله.''نفس الآراء طبعت المصلين في المساجد الاخرى المتواجدة على مستوى العاصمة حيث يقول الشاب فضيل من مسجد ''الورتيلاني'': ''من منا لايسعى لاغتنام الحسنات في شهر رمضان حتى نكون ممن يشملهم الله برحمته ويعفو عنا ويعتقنا من النيران، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله. وندعو الله أن يجعلنا ممن يسمع الحديث ويتبعه.'' ويقول الحاج غافور من نفس المسجد ''رمضان ضيف عزيز كريم يحل علينا بروح خاشعة زكية وبرحماته، إنه شهر القرآن، شهر الصيام، شهر الإحسان، وشهر العتق من النيران.''. فأقصى ما يتمناه المسلم في شهر رمضان بعد الفوز برحمة الله ومغفرته هو العتق من النيران لقوله تعالى ''فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز'' . التهجد يعود إلى مساجد العاصمة بترخيص من الوزارة الوصية وما ميز رمضان هذا العام على غرار السنة الماضية إقبال المصلين ايضا على صلاة التهجد، التي تمتد من منتصف الليل حتى وقت السحور، بعد أن منحت وزارة الشؤون الدينية على مستوى الولايات تراخيص لائمة المساجد التي تؤدى بها صلاة التهجد عن طريق إصدارها بيانا يقضي بحصر الاعتكاف في عدد محدود من المساجد، واشترطت لاجراءات أمنية خاصة بالبلاد منع استعمال مكبر الصوت وتقديم قائمة باسماء المعتكفين لمصالح الشرطة وان يكون المعتكفون مرفوقين بصور البطاقة الشخصية. وتصل ذروة الفعاليات الرمضانية في ليلة ختم القرآن، ويرتبط بالمظاهر السابقة اقبال عددكبير من المواطنين على قراءة القرآن الكريم حرصا منهم على ختم آيات الذكر الحكيم في نهاية هذا الشهر . حركات وأصوات تؤثر على خشوع المصلين ولعل من بين السلبيات التي ميزت مساجدنا خلال الشهر الفضيل تحويل صحن المسجد وداخله الى مكان للعب للأطفال الصغار أثناء الصلوات، وما تسببه حركاتهم من إزعاج وأصوات تؤثر على خشوع المصلين، فضلا عن تناثر أكواب وزجاجات المياه التي يجلبها بعض المصلين. ناهيك عن تزاحم المصلين عند الخروج خصوصًا في المساجد الكبيرة. والمسبب الرئيس لهذه التزاحم ليس كثرة العدد ولكنه الإسراع في الخروج وعدم الالتزام بالنظام؛ وكأن المصلين لم يصدقوا متى تنتهي الصلاة ليفروا من المسجد. وأذهل ما في الامر هو الإرباك المروري بعد الانصراف من الصلاة. ويبقى الحل هو التوعية والتنظيم. السهرات الرمضانية بين السمر والحفلات الفنية: وما يميز هذا الشهر الكريم كثرة التزاور بين العائلات، والسمر وتجاذب أطراف الحديث حول صينية الشاي والقهوة والحلويات التقليدية التي تصنعها تبادل الزيارات بين الاهل والاقارب، ما يعطيها نكهة خاصة تجعلها تختلف عن غيرها من سهرات الأيام العادية الأخرى. في حين تفضل عائلات أخرى قضاء سهراتها الرمضانية في الحفلات الفنية التي تبرمجها المؤسسات والهيئات الفنية خلال الشهر الفضيل. وهناك من يختار الجلوس في المقاهي رفقة الاصدقاء حيث تجمعهم لعبة الشطرنج على طاولة المقهى. بينما تقضي عائلات أخرى سهراتها في محلات بيع المثلجات سيما في هذا الفصل الحار او التسوق عبر محلات بيع الملابس الجاهزة خاصة ونحن على أبواب عيد الفطر المبارك .