حذّر الاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة "إينوب"من الأدوية المغشوشة التي أصبحت تباع ببعض الصيدليات عبر الوطن والمستوردة بطريقة غير قانونية لا سيما تلك الموجهة للمصابين بالأمراض النفسية والعقلية وكذا الموجهة للتخفيف من الألم . وحسب نائب رئيس عمادة الصيادلة محمد سناديقي فإن معظم هذه الأدوية التي يحولها مستوردوها لاستهلاكها كمخدرات لم تعد مسوقة بالجزائر منذ سنوات وعددها 27 دواء فيما يوجد 18 دواء يحتوي على نسب من مادة المورفين تستعمل للعلاج إلا أنها تتعرض لمحاولات تحويل نحو سوق المخدرات. وأضاف المتحدث خلال تدخله أمس بمنتدى "صحة فارما" نظمه الاتحاد بالمركز العائلي ببن عكنون حول "الصيدليات، الحبوب المهلوسة وأخطار السوق الموازية "أن التجارة بهذه الأدوية التي إذا حولت عن استغلالها العادي أصبحت مخدرات تهدد الصحة العمومية، في تفاقم مستمر في الجزائر بعد أن أصبحت مربحة ب40 مرة مقارنة بالمتاجرة بالمخدرات محققة 200 مليار دولار أرباح عالميا. وتستورد هذه الأدوية حسب ممثل "أينوب" من طرف أشخاص استغلوا توقيف تسويق عدد من الأدوية لإدخالها إلى الجزائر بطرق مشبوهة سواء عن طريق التهريب أو ما يعرف بتجارة الحقيبة "الكابة" وبدون فوترة، مصدرها دول مثل الهند والصين وكولومبيا، حيث يتم إنتاجها في الخفاء وبطرق غير مطابقة لتوجه إلى بلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا على الخصوص. ودعا المتحدث، القطاعات المعنية بهذه الإشكالية وهي وزارة التجارة والداخلية والعدل والصحة إلى ضرورة التنسيق أكثر فيما بينها لمحاصرة المتلاعبين بصحة المواطنين بما فيهم بعض الصيادلة الذين وصفهم السيد سناديقي ب"الصيادلة الصعاليك" أو المنحرفين الذين يشوهون هذه المهنة النبيلة والشريفة مطالبا بتشديد العقوبات أو على الأقل تطبيق الترسانة القانونية سارية المفعول.ودعا المشاركون في المنتدى إلى ضرورة وضع الاستراتيجيات والتدابير اللازمة لمحاصرة محاولات تحويل هذه الأدوية للاستعمال خارج الإطار العلاجي والطبي قبل أن تتفاقم الظاهرة وتخرج عن السيطرة مقترحين سلسة من الإجراءات من بينها استحداث سجل وطني خاص بالمصابين بالأمراض العقلية، تكييف بعض النصوص مع الوضع الحالي، تأمين مسار الدواء المهلوس انطلاقا من التوزيع إلى غاية وصوله إلى المريض مع إجبار كل منتج ومصنع على وضع سجل تدون فيه كل الأدوية التي تخرج من مصنعه مع تأطير شروط استعمال هذه الأدوية.من جهتها أكدت البروفيسور نورية بن يخلف من مستشفى الأمراض العقلية دريد حسين أن القرص المهلوس هو قبل كل شيء دواء داعية إلى التحسيس بأخطار استعماله خارج الإطار الطبي والعلاجي في الوسط المدرسي والجامعي وعلى مستوى العيادات الطبية والصيدليات. ممثلة وزارة العدل والديوان الوطني لمكافحة المخدرات السيدة غالية قداش كشفت عن خضوع 13 ألف شخص للفحص والعلاج لأسباب نفسية وعقلية بعد تناول الأقراص المهلوسة، 67 بالمائة منهم تتراوح أعمارهم ما بين 19 و35 سنة. وانتقدت المتحدثة بالمناسبة عدم وجود مصادر معلومات ليستند إليها الديوان كما تأسفت عن غياب جانب البحث العلمي المساعد لتحديد الأرقام المتعلقة بظاهرة تعاطي الأقراص المهلوسة لدى مختلف الفئات في المجتمع. مراكز العلاج الثلاثة بالعاصمة تستقبل 20% منها 50 ألف حالة جديدة للسرطان تسجل سنويا في الجزائر أكد رئيس قسم طب الأورام بمركز مكافحة السرطان بيار وماري كوري، البروفيسور كمال بوزيد أمس أن المركز يعالج "4.500 حالة جديدة من المرضى المصابين بداء السرطان سنويا، في حين يعالج مركز بوفريزي 1800 حالة والرويبة ما بين 1.500 و2000 حالة جديدة سنويا، أي 20% من الحالات الجديدة المسجلة عبر الوطن". في تصريح على هامش القمة الأولى لطب الأورام في شمال وغرب إفريقيا، دعا البروفيسور كمال بوزيد إلى التكفل بالمرضى لاسيما "من خلال تقليص آجال الحصول على موعد للعلاج بالأشعة" الذي قد يدوم عدة أشهر مع التأكيد على أهمية صيانة الأجهزة. وأضاف البروفيسور: "نلاحظ تسجيل تقدم فيما يخص التكفل بالمرضى المصابين بالسرطان ونشاطات الوقاية والتشخيص المبكر"، مؤكدا على "توفر أدوية العلاج المستوردة بنسبة 95%". وأشار إلى أنه يتم "منذ سنتين بمركز بيار وماري كوري بالجزائر العاصمة تنظيم اجتماعات تشاورية في مختلف الاختصاصات بحضور مختصين بغرض تقديم ملفات المرضى بحضورهم وذلك قصد محاولة إقناعهم بقبول بعض أنواع العلاج التي يرفضونها من خلال تحسيسهم بالمخاطر المحتملة". وحسب ذات المختص، فإن مراكز علاج السرطان الثلاثة التي تعدها العاصمة تستقبل المرضى في ظروف "كارثية"، مذكرا بمخطط مكافحة هذا المرض الذي أوصى به رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة والذي يضع المريض في قلب استراتيجية الكشف المبكر والعلاج".