"تطوير آليات تحصيل الاشتراكات لضمان ديمومة منظومة الضمان الاجتماعي" كان موضوع ملتقى تقني عقد أمس بالجزائر، بالتنسيق مع مكتب الارتباط للجمعية الدولية للضمان الاجتماعي لدول شمال إفريقيا الذي تحتضن مقره بلادنا منذ عامين. وخلال هذا اللقاء، تم استعراض تجارب بلدان المغرب العربي حول قطاع الضمان الاجتماعي. رئيس ديوان وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، نصر الدين بوقرة، استعرض في هذا السياق جملة الإصلاحات التي باشرتها الجزائر في هذا القطاع بكل فروعه، لاسيما عصرنة التسيير وتوطين التكنولوجيا الحديثة، مشيرا إلى أن الجزائر تعمل جاهدة على ترسيخ مبدأ التعاون مع جميع الدول في هذا المجال في إطار إرساء أنظمة ضمان اجتماعي تعتمد على أحدث التكنولوجيات. بوقرة الذي مثل وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي، أوضح أن الهدف من الإصلاحات هو تحسين نوعية الآداءات والعصرنة والحفاظ على التوازنات المالية للمنظومة والتي عرفت تطورا مطردا وملحوظا بالنسبة لجميع المجالات، سواء في مجال تحسين نوعية الأداءات عبر تطوير شبكة هياكله الجوارية التي هي في تزايد مستمر يوما بعد يوم، فضلا عن تطوير نظام الدفع من قبل الغير وتوسيع مجال الاستفادة منه ليشمل خدمات صحية أخرى بموجب الاتفاقيات المبرمة مع مقدمي العلاج الخواص في مجال تصفية الدم والنقل الصحي والجراحة القلبية، وذلك دعما لمجانية العلاج الذي تقدمه مؤسسات الصحة العمومية والذي تعمل الدولة الجزائرية على ترقيته. ممثل الوزير أشار إلى أن أهم محور للبرنامج الإصلاحي يتعلق بالحفاظ على التوازنات المالية للمنظومة الوطنية للضمان الاجتماعي، إلى جانب إصلاح أدوات تحصيل الاشتراكات عبر إصدار عدة نصوص قانونية، مشيرا إلى أن القطاع خاض إصلاحات تتمثل في مشاركته في إعطاء دفع جديد للاقتصاد الوطني، نتج عنها تكريس تدابير استثنائية في مجال تحصيل اشتراكات الضمان الاجتماعي ضمن قانون المالية التكميلي لسنة 2015. المدير العام للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية، تيجاني حسان هدّام، أكد بدوره أهمية الملتقى باعتباره يندرج في سياق الخطوات المشجعة التي سجلتها الجزائر في مجال التأمين الاجتماعي والحماية الاجتماعية، مشيرا إلى أن الأشغال تعد قيمة مضافة للعمل المشترك. هدّام أشار إلى أنه من بين النقاط المدرجة في جدول الإعمال، إبراز إشكالية التغطية الاجتماعية وتحصيل موارد الصناديق، فضلا عن رفع العراقيل التي تواجه هذه الأخيرة من خلال اعتماد آليات فعّالة تصب في خدمة الصالح العام لشعوب المنطقة. المدير العام لصندوق الضمان الاجتماعي للعمال غير الأجراء يوسف عاشق كان أول من قدم عرضا عن تجربة الصندوق، مقدرا عدد مشتركيه سنة 2013 ب550.000 يتوزعون عبر 13 وكالة جهوية، مضيفا أنه بفضل الإصلاحات التي عرفها القطاع، تم رفع العدد إلى 49 وكالة، كما تم تكليف مديريات الولايات لتوسيع التغطية بفتح 135 شباكا في ظرف 4 أشهر فقط. عاشق حث المشاركين من الدول المغاربية على الاستلهام من تجربة الجزائر في ترقية الخدمات الاجتماعية، من خلال عصرنة تسيير الصناديق وتخفيف الإجراءات الإدارية واعتماد آليات من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من المشتركين على غرار "بطاقة الشفاء" التي لقيت نجاحا كبيرا في الجزائر. من جهته، قال ممثل رئيس الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي لدول شمال إفريقيا، مجيد فتح الله على هامش اللقاء إن الجزائر تعد من الدول التي حققت تقدما كبيرا في مجال الضمان الاجتماعي من خلال تسخيرها لوسائل العصرنة والتكنولوجية الحديثة.