يعود وفدا الحكومة السورية والمعارضة يوم غد إلى مدينة جنيف السويسرية ضمن جولة مفاوضات غير مباشرة بينهما في محاولة أخرى لمناقشة سبل إخراج سوريا من عنق زجاجة الحرب الأهلية المندلعة فيها منذ خمس سنوات. وتأتي هذه الجولة الجديدة التي تشرف عليها الأممالمتحدة بعد جولة أولى فاشلة بينهما ما بين يومي 14 و24 مارس الماضي بعد أن عجز الفرقاء في التوصل الى أرضية توافقية تمهد لمفاوضات أكثر جدية. وقال ستافان دي ميستورا المبعوث الاممي إلى سوريا بالعاصمة دمشق أمس أن جولة المفاوضات القادمة بين الحكومة والمعارضة ستكون حاسمة لإيجاد تسوية سياسية للنزاع الدائر في هذا البلد وخلف مقتل حوالي 300 الف شخص. وأكد المبعوث الاممي بعد لقاء جمعه بوزير الخارجية السوري وليد المعلم أن أهمية الجولة القادمة من هذه المفاوضات تكمن في كونها ستركز على مسألة تصور طبيعة النظام السوري والمبادئ الدستورية التي تحكمه. وهو ما جعله يعبر عن أمله في أن تكون المفاوضات هذه المرة بناءة وملموسة. وافترق مفاوضو الجانبين خلال شهر مارس بعد أن عجزوا في التوصل الى وضع تصور حول آليات تشكيل حكومة انتقالية تخول لها كل صلاحيات إدارة الشأن السوري بعد أن استحال عليهم لتفاهم حول مصير الرئيس بشار الأسد حيث تمسك الوفد الحكومي برفض كل فكرة لإبعاد الرئيس السوري وأكد أنه خط أحمر بينما أصرت المعارضة على ذهابه كشرط لأي حل للازمة السورية. وجدد وزير الخارجية السوري أمس هذا الموقف وقال إن حكومته تريد تسوية سياسية ولكن دون شروط مسبقة في رسالة باتجاه المعارضة بضرورة التخلي عن فكرة المطالبة برحيل الرئيس الأسد. والشيء الإيجابي الذي قد يوفر أجواء لمفاوضات أكثر فعالية يبقى استمرار الهدنة المعلنة بين المتحاربين منذ نهاية شهر فيفري الماضي رغم اتهامات متبادلة بخرقها دون أن يرقى ذلك إلى انهيارها. وهو ما ساعد على عودة الحياة بشكل تدريجي إلى مختلف المحافظات السورية ومكنت السكان من الرجوع إلى منازلهم التي هجروها مكرهين. وهو ما جعل دي ميستورا يؤكد على أهمية المحافظة على الهدنة التي رغم هشاشتها إلا أنها صمدت ويتعين استمرارها رغم وقوع مواجهات ومعارك بين المتحاربين.