كشف الأمين العام لوزارة السكن والعمران السيد عازم ناصر أمس عن تعليمة جديدة وقعها الوزير السيد عبد المجيد تبون تمنع المقاولين من استعمال الإسمنت المسلح في إنجاز البنايات بالجنوب، مع استغلال مواد البناء المحلية من رمل وحجارة لإنجاز عمارات تتماشي والطبيعة الجغرافية للمنطقة.كما نفى عازم، بمناسبة افتتاح الطبعة ال12 للندوة الدولية للبناء تحت شعار "بناء محلي، بناء دائم"، الإشاعات المروّجة حول تسجيل ندرة في مواد البناء، مشيرا إلى أن الوزارة تتوقع ارتفاع إنتاج الإسمنت نهاية السنة لبلوغ 7 ملايين طن، وهو ما يلبي كل الطلبات المحلية مع إمكانية تصدير الفائض. الأمين العام أكد حرص الوزارة على ضرورة استعمال مواد البناء المصنعة محليا في إنجاز كل مشاريع البناء، مشيرا إلى أن الندوة التي نظمها المجمع الفرنسي "لافارج الجزائر" ستسمح بتبادل الخبرات والمعارف ما بين المشاركين، واقتراح جملة من الحلول لبلوغ رهان إنجاز سكنات تتماشي والمقاييس العالمية المتفق عليها لعقلنة استغلال الطاقة. وعرج عازم ناصر في تدخله على المجهوذات التي تبذلها الحكومة للتقليص من انعكاسات التغيرات المناخية، مع المراهنة على بلوغ رقم مليون مركبة سياحية و20 ألف حافلة تسير بطاقة غاز البترول المميع "سيرغاز" في حدود 2030، واللجوء إلى الطاقة الشمسية للإنارة العمومية وسط الأحياء وعبر الطرقات، مع تغيير نظام تسيير الأجزاء المشتركة بالعمارات من خلال استخلاف كوابل شركة "سونلغاز" للإنارة داخلية بمعدات عصرية تشتغل بالطاقات المتجددة . على صعيد آخر كشف ممثل الوزارة عن مشروع إنجاز المدن الجديدة التي ستكون صديقة للبيئة، وهي الفكرة التي يسهر إطارات الوزارة على تجسيدها ميدانيا بالتنسيق مع كل الشركاء الاقتصاديين لضمان توفير المواد الأولية، ليؤكد في الختام أن الرجوع إلى مواد البناء التقليدية أصبح اليوم أكثر من ضروري بالنظر إلى مواصفاتها الطبيعية وملائمتها مع التنوع المناخي .وردا على سؤال ل«المساء" حول توجيهات وزارة السكن للمقاولين بالجنوب، أشار عازم إلى أنه "من غير المعقول إنجاز عمارات بأربع طوابق بالاسمنت المسلح"، وعليه فقد تقرر استعمال مواد بناء محلية تتماشي والطابع المعماري التقليدي للمنطقة، وهو ما يسمح بتوظيف يد عاملة محلية وتقليص تكاليف الإنجاز. من جهته أكد لويس دوسامبوس مدير الماركتينغ والتطوير والتسويق بمجمع "لافارج الجزائر" ل«المساء" عزم مؤسسته على اقتراح حلول تقنية جديدة لدعم إنجاز السكنات بعتاد عصري غير مكلف، على غرار تعميم فكرة إنجاز العمارات الطينية، وهي الفكرة التي يتم حاليا بلورتها مع خلال تكوين اليد العاملة المحلية للشروع عما قريب في تسويق مواد بناء تتلائم مع طبيعة المنطقة . على صعيد آخر تطرق المدير العام لمجمع " لافارج الجزائر" السيد اريك لوريو إلى فتح مصنع لإنتاج الإسمنت بولاية بسكرة بالشراكة مع المجمع الخاص"سواكري"، ليشرع في إنتاج ما قيمته 2,5 مليون طن من الاسمنت ابتداء من شهر أوت المقبل، وهو ما يسمح برفع إنتاج الاسمنت نهاية السنة إلى 7 ملايين طن.من جهة أخرى كشف لويس دوسامبوس، في ندوة صحفية، أن "لافارج الجزائر" تعد من بين أول المنتجين لمواد البناء على غرار الإسمنت، الحصى والخرسانة والجبس، فهي تسير مصنعين للإسمنت بكل من المسيلة وعقاز (معسكر) وتقوم بالتسيير المشترك لمصنع الإسمنت بمفتاح مع مجمع الصناعي لإنتاج الاسمنت بالجزائر "جيكا". ولضمان تسويق المنتوج بأسعار تنافسية في السوق ودحر كل محاولات المضاربة، كشف دوسامبوس عن فتح 7 محلات لبيع مختلف مواد البناء عبر عدد من ولايات الوطن، وهناك نية في فتح 20 محلا إضافيا قبل نهاية السنة الجارية. ويذكر أن اللقاء شهد تنظيم أربع ورشات عمل تطرقت إلى الحلول المتقدمة في مجال تعبيد وفتح الطرقات، الجيل الجديد لأنظمة البناء لراحة حرارية أفضل، الحلول الأفقية بالاسمنت لبناء سريع ومستدام، نوعية الحصى في خدمة الاستدامة.