قلّل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أمس، من إقدام رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على نشر صورة رئيس الجمهورية عبر تويتر، مشيرا إلى أن ذلك لن يغيّر أي شيء باعتبار أن الشعب الجزائري هو الذي انتخب رئيسه داخل الحدود وليس خارجها. كما فسّر سعداني التصرّف غير الأخلاقي للمسؤول الفرنسي بكونه غادر الجزائر غاضبا لعدم حصوله على مشاريع تقدم بها خلال هذه الزيارة. سعداني اغتنم مناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لحرية التعبير بفندق "المونكادا" للرد على سؤالين فقط للصحافة بعد فراغه من كلمة ألقاها بهذه المناسبة، تركزا على رد "الأفلان على نشر صورة الرئيس والآخر حول عودة وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل والمغزى من زياراته إلى عدد من زوايا الوطن. الأمين العام للأفلان الذي بدا وكأنه توقع سؤالا حول رد فعل الأفلان بخصوص صورة الرئيس لا سيما بعد تساؤلات الصحافة حول سبب تأخر الحزب العتيد في إصدار موقف بهذا الشأن على غرار تشكيلات وطنية أخرى، فضل الهجوم على بعض الأطراف التي تحاول استغلال هذه القضية لمصالحها الضيقة، وعلق ساخرا "مادام عملاء فرنسا يشتمون فرنسا اليوم ومادام أعداء الرئيس أضحوا يمدحونه فلنترك الكلمة لهم "، وهو ما فسر على أنه ردّ غير مباشر وانتقاد ضمني للأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي . الأمين العام للحزب العتيد أشار إلى أنه لا يمكن تغيير رئيس بمجرد نشر صورة عبر تويتر في إشارة إلى وجود مؤامرات من الداخل تحاول استغلال الخرجة الاستفزازية الفرنسية من أجل تحقيق أغراض سياسوية، إذ خاطب دعاتها قائلا "إذا كان هناك من يريد اختزال 2019 في 2016 ويصر على ارتداء البدلات الرسمية كونهم يرتقبون حدوث تغيير، نقول لهم عودوا إلى ألبستكم الرياضية وتمرنوا بها إلى غاية 2019 ". ولم يتوقف سعداني عند هذا الحد بل فضل مواصلة حديثه الهادئ بنبرة الواثق من نفسه كما يلي "الجزائر بخير والرئيس بخير وأمورنا تسير في الاتجاه الصحيح ولن يتغير أي شيء إلا بإرادة الشعب، هناك من يزال يتشبث بالسلطة ويتمنى العودة إليها ولن يتم ذلك إلا عبر اقتراع 2019 ". قبل ذلك كان سعداني قد تحدث في كلمته عن خطورة انسلاخ الرسالة الإعلامية عن مضمونها باتخاذها أسلوب الدعاية والتضليل ونشر الأكاذيب والتلاعب بالصورة، مستدلا في هذا الصدد بما قامت به "جريدة أجنبية عريقة مشهود لها بالصدقية "، ليمضي قائلا "إن وسائل إعلام كبيرة في دول ترفع شعارات الديمقراطية وحرية التعبير تلعب أدوارا قذرة حتى لو أدى ذلك إلى تفتيت مجتمعا وتقسيم دول وتعريض استقرار بلدان للخطر وتشويه صورة زعماء كبار". في هذا الصدد قال الأمين العام أن صحافة مسعورة وموجهة من طرف لوبيات صهيونية تقوم بفتح فضاءات صحفها وقنواتها أمام دعاة الانفصال والفتنة ليستطرد في هذا الصدد "الكثير من وسائل الإعلام في الديمقراطيات الغربية، تخضع لتأثيرات المال والسياسة وهذا ما لاحظتموه حين أقدمت إحدى القنوات الأجنبية على استضافة ذاك الذي يدعو إلى الانفصال في الجزائر، فأين الحياد في الإعلام أم أنه مجرد كذبة كبرى". الأمين العام للأفلان أشار إلى أن المصالح السياسية توظف حرية التعبير بما يخدم أهدافا محددة، مضيفا "لقد سبق أن حذرنا منذ مدة ليس فقط من الإرهاب بل أيضا من إرهاب الإعلام الذي أصبح خطرا على أمن وسيادة الشعوب". بعد أن أشار إلى أن لقاء الأمس يعد تكريسا لما تم الالتزام به في إطار تعزيز التواصل مع الأسرة الإعلامية، أوضح سعداني أن الاحتفاء باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة يتزامن هذه السنة مع مكاسب جديدة أقرّها الدستور الجديد الذي ينص صراحة على أنه "لا يمكن أن تخضع جنحة الصحافة لعقوبة سالبة للحرية" وأن حرية الصحافة مضمونة ولا تقيد بأي شكل من أشكال الرقابة القبلية. سعداني سجل بافتخار واعتزاز المكتسبات الجديدة التي حققتها الجزائر في قطاع الإعلام والاتصال، مثل قانون السمعي البصري وترسيم يوم وطني للصحافة، في انتظار إقرار سلطات الضبط مدونة الأخلاقيات، لتنظيم ممارسة المهنة بشكل أفضل وحماية حقوق رجال الإعلام وصيانتها . كما أكد افتخاره بالصحافة الوطنية سواء أكانت عمومية أو خاصة، معتبرا الانفتاح الإعلامي خاصة قطاع السمعي البصري تعزيزا للأمن الوطني ودعما لحق المواطن في الإعلام، في الوقت الذي أشار إلى أن هذا الحق يمر حتما عبر حرية الوصول إلى مصدر الخبر. الأمين العام للأفلان اغتنم المناسبة أيضا لتجديد دعوته إلى ضرورة دعم الصحفيين والصحفيات مهنيا واجتماعيا في سبيل تحقيق كل المطالب والآمال التي ينشدونها في سبيل الوصول بالصحافة الوطنية إلى مصاف المؤسسات العالمية الكبرى التي باتت الطرف الأهم والأكثر تأثيرا في صناعة الرأي العام. في ردّه على سؤال حول سبب قيام الوزير الأسبق شكيب خليل بزيارات إلى الزوايا، قال سعداني أن ذلك يعد أمرا طبيعيا لا سيما وأن الزوايا مكان طاهر يفترض على الجميع زيارته، في حين لم يبد خلال إجابته على الأسئلة الهامشية للصحفيين مانعا في تولي السيد خليل منصب وزاري باعتباره إطار دولة.