تضرب الجزائر يوم الإثنين القادم 9 ماي، موعداً مهماً مع أكثر الظواهر الفلكية الدورية والمميزة والنادرة والأهم لعام 2016، وهي ظاهرة عبور كوكب عطارد النادر من أمام قرص الشمس وعلى مدى 7 ساعات و34 دقيقة لفترة العبور من الوقت الإجمالي العالمي، والتي سوف تشهدها الجزائر بشكل جزئي؛ أي من بداية عبور كوكب عطارد إلى غروب الشمس. وأكّد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك وعضو المشروع الإسلامي لرصد الأهلة زروال زين الدين في بيان تلقت "المساء" نسخة منه، أنّ سماء الجزائر ستشهد ظاهرة عبور كوكب عطارد من أمام قرص الشمس، والذي يمكن للمهتمين بالشأن الفلكي متابعة الظاهرة ورصدها في حالة صفاء الجو في يوم الإثنين الموافق للتاسع من شهر ماي القادم، وذلك في تمام الساعة (12:12) ظهراً، وينتصف في تمام الساعة (15:56) مساء، إلى أنّ تغيب الشمس ومن أمامها كوكب عطارد في تمام الساعة (19:40) مساء. وبيّن زروال زين الدين رئيس جمعية ابن الهيثم للعلوم والفلك (عين فكرون ولاية أم البواقي)، أنّه من الصعب رصد هذا العبور لكوكب عطارد من أمام الشمس بالعين المجردة، وذلك بسبب حجم كوكب عطارد الظاهري الصغير، الذي يساوي (12.1 ثانية قوسية فقط)، بينما حجم الشمس الظاهري (31 دقيقة و40.9 ثانية قوسية، ليظهر عطارد بشكل صغير جدا بالنسبة لحجم الشمس، لذلك سيكون من السهل رصد هذه الظاهرة بواسطة التلسكوبات الفلكية الصغيرة فما فوق والمزودة بمرشحات خاصة للشمس، وبتكبير لا يقل عن 40 مرة لرصد هذا الحدث المميز والهام. وذكر بيان الجمعية أنّه سيتم تنظيم عملية الرصد بمدينة وهران بالتنسيق مع جمعية "البتاني" وبمشاركة جمعيات ونواد على المستوى الوطني. وحذّرت الجمعية من استخدام المناظير المكبرة أو التلسكوبات غير المزوّدة بمرشحات شمسية (فلتر) مخصّصة لمتابعة ظاهرة عبور كوكب عطارد، والتي تُعتبر أشد خطورة من رصد ظاهرة كسوف الشمس، وذلك بسبب أنّ القمر في ظاهرة الكسوف يحجب جزءا من الشمس ولا يحجب أشعتها الضارة للعين، بينما عبور كوكب عطارد من أمام قرص الشمس لا يحجب أي شيء يُذكر. وشدد الحجري على عدم النظر بشكل مباشر إلى الشمس لما تسببه من فقدان النظر بشكل مؤقت أو دائم بسبب إتلاف شبكية العين الحساسة جداً للضوء.