يعقد غدا، اجتماع هام بين وزارة التربية الوطنية ووزارة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال ووزارة الداخلية والدفاع الوطني، سيتمحور حول آخر التحضيرات والتدابير التقنية المتخذة لتنظيم ومرافقة وتأمين الامتحانات المدرسية النهائية دورة 2016، لاسيما امتحان البكالوريا، هذا الأخير الذي سيشهد تطبيق إجراءات صارمة واستعمال تقنيات جديدة لمحاربة ظاهرة الغش يتوقع أن يكون من بينها أجهزة التشويش على الهواتف النقالة. وأكدت وزيرة التربية الوطنية في هذا الصدد أن التقنيات التي ستعتمد هذه السنة ستحدد في وقت قياسي موقع من غش وطلب المساعدة وأيضا موقع من أجابه سواء كان داخل مركز الإجراء أو خارجه. وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، خلال ندوة صحفية نشطتها على هامش الزيارة التفقدية التي قادتها يوم الخميس إلى المركز الوطني للوثائق التربوية، توعدت الغشاشين بعقوبات صارمة تحرمهم من المشاركة في الامتحان لمدة خمس سنوات وهي العقوبة التي ستكون لها عواقب وخيمة على التلاميذ وعلى أوليائهم إلا أن الوزيرة تراهن في هذا الأمر على تحسيس الأولياء والتلاميذ، داعية إلى الامتناع عن حيازة هاتف نقال أو أي جهاز إلكتروني خلال إجراء الامتحان دون أن تتحدث عن منع اصطحابه إلى مركز الامتحان كون الوزيرة متفهمة بأن الأولياء بحاجة للاتصال بأبنائهم للاطمئنان عليهم. وأعلنت بن غبريط، بالمناسبة، أنه لا جديد بخصوص المواضيع والأسئلة التي ستعتمد في امتحان باكالوريا 2016 الذي سينطلق في ال29 ماي الجاري، بحيث سيتم الاحتفاظ بنفس نمط الأسئلة التي وضعت في السنوات الماضية وبنفس التدابير والمتمثلة في موضوعين للاختيار إلا أنه تقرر تأخير توقيت بداية الامتحان من الثامنة عادة إلى الثامنة والنصف لتمكين المترشحين المتخلفين من الالتحاق بقسم الامتحان على ألا يسمح لأي كان بدخول القاعات بعد هذا التوقيت الذي حدد للشروع في فتح أظرفة الأسئلة. وأشارت إلى أن التغيير سيأتي تدريجيا على أن تكون مستقبلا طبيعة أسئلة البكالوريا والمواضيع تعتمد أساسا على الفهم والتحليل وليس على الحفظ لتكون بذلك أفضل وسيلة لمحاربة الغش في هذا الامتحان، مؤكدة أن العمل جار للابتعاد عن المقاربة بالحفظ في إعداد مواضيع البكالوريا والاعتماد على فهم المواد التعليمية والقدرة على التحليل والشرح الذي سيبدأ العمل به مع السنة المقبلة لتحقيقه بشكل تدريجي إلى جانب التركيز على الأخلاق والقيم في التكوين سواء تعلق الأمر بالمؤطرين أو التلاميذ. وتوعدت بن غبريط كل من يحاول الغش في الامتحان، مؤكدة أنه من الأحسن أن يرجع التلميذ ورقته بيضاء على الغش، مشيرة إلى المقصين جراء الغش في السنة الماضية لمدة خمس سنوات والذين التقتهم وتحدثت معهم. وقالت "ليعلم التلاميذ أن الغش ليس لعبة بل عمل ينجر عنه انعكاس خطير على مستقبل التلميذ، إنه ليس بالأمر الهين أن يقصى التلميذ ويحرم من دخول المؤسسة التعليمية لمدة 05 سنوات". بن غبريط قالت إنها تعتمد بالدرجة الأولى على تحسيس الأولياء والتلاميذ بمخاطر أي محاولة للغش محذرة من أي محاولة لاستعمال الهواتف النقالة التي لم تمنع الوزارة اصطحابها لتمكين الأولياء من الاطمئنان على أبنائهم إلا أنها تمنع وجودها على طاولة المترشح علما أنه ستخصص أماكن لهذه الأجهزة خلال فترة إجراء الامتحان بعيدة عن أصحابها تفاديا لاستعمالها. وتوجهت الوزيرة لمن يجتهد من أجل تطوير وسائل الغش وهي كثيرة على الانترنت قائلة "اعلموا أنكم كلما تقدمتم في تطوير وسائل الغش فإن المكلفين بالمراقبة وضمانا لمصداقية هذه الامتحانات هم أيضا يتقدمون". وبخصوص الأخطاء التي سبق وأن وردت في أسئلة البكالوريا خلال السنة الماضية، ذكرت بن غبريط أنه تم استحداث لجنتين بالديوان الوطني للامتحانات والمسابقات لتحسين نوعية المواضيع، بحيث تعمل كل واحدة بعيدا عن الأخرى على مراجعة الاسئلة والتدقيق فيها، مذكرة من جهة أخرى بأن جديد هذه السنة بالنسبة لتلاميذ السنة الخامسة هو إجراؤهم الامتحان النهائي بمؤسساتهم، مشيرة إلى أنها عمدت في ذلك على تبني نموذج سيكولوجي مغاير للبكالوريا حفاظا على الاستقرار النفسي للتلاميذ في هذا السن الصغير، علما أن عدد الذين سيجتازون امتحان السنة الخامسة هذه السنة بلغ 705460 مترشحا. للإشارة، تجري الامتحانات المدرسية النهائية هذه السنة قبل شهر رمضان ليكون امتحان السنة الخامسة في 22 ماي وامتحان شهادة التعليم المتوسط من 24 إلى 26 من نفس الشهر، فيما يجري امتحان شهادة البكالوريا من 29 ماي إلى 2 جوان. وزارة التربية تطلق الأرضية الرقمية للوثائق التربوية أعطت وزيرة التربية الوطنية، السيدة نورية بن غبريط، أول أمس، بالمركز الوطني للوثائق التربوية بحسين داي إشارة الإطلاق الرسمي للأرضية الرقمية للوثائق التربوية التي تعد ذاكرة القطاع تضم الوثائق التربوية الرسمية منذ الإستقلال إلى اليوم هي موجهة خصيصا حسب وزيرة التربية لمساعدة الأساتذة والباحثين في انجاز بحوثهم العلمية.وأوضحت وزيرة التربية، بالمناسبة، أنه من شأن هذه الأرضية دعم الطلبة والأساتذة والمفتشين والباحثين في ميدان التربية في إنجاز بحوثهم من مصادر علمية دقيقة ورسمية بعيدا عن الموارد والمعلومات المتوفرة عبر شبكة الأنترنيت والتي لا يمكن الاعتماد عليها مذكرة في السياق بما ترجوه الوزارة الوصية من أهداف لهذه الأرضية وعلى الخصوص مساهمتها في تحسين الأداء البيداغوجي وتكوين الأساتذة. وزيرة التربية أفادت بأن هذا المركز سيساهم ايضا في التكوين البيداغوجي لاساتذة اللغة الأمازيغية التي سيصل عدد الولايات التي سيعمم بها تدريس هذه المادة إلى 32 ولاية مقابلة 28 ولاية هذه السنة.وقامت الوزيرة بزيارة لمختلف أقسام وفروع المركز والمتضمنة الأرضية الرقمية لمواد التعليم والأرضية الرقمية للتكوين عن بعد فضلا عن قسم التراث التربوي للجزائر والمكتبة الرقمية. وحسب المسؤولين بالمركز الوطني للوثائق المدرسية فإن هذا الاخير أنشئ في سبتمبر 1995 وهو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري ويحتوي على ثمانية ملحقات بكل من باتنة وبرج بوعريريج وتيبازة وقسنطينة وسعيدة وغرداية وبشار وهران. ويهدف المركز حسب المشرفين عليه إلى تكوين أرصدة وثائقية واستحداث بنك معطيات وكذا توفير الإعلام التربوي والسندات البيداغوجية للمربين فضلا عن توفير الوثائق التربوية باللغة العربية والعمل على ترقيتها وتحيينها وتلبية حاجات المصالح المركزية والمؤسسات في مجال التوثيق التربوي.