عزّى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أسرة المجاهد وعضو مجلس الأمة مصطفى شلوفي، الذي وافته المنية أمس عن عمر ناهز 86 سنة، أبرز فيها الحياة الشاقة التي خاضها في سبيل تحرير الوطن، ومساهمته في بنائه عقب الاستقلال، مؤكدا أن الفقيد أدى المهام المنوطة به "على أكمل وجه في سبيل تحرير وطنه، ثم في بنائه ورقي مجتمعه". رئيس الجمهورية ذكر في برقية التعزية، أن الراحل "التحق بثورة التحرير ليؤدي واجبه المقدس في استرجاع حرية وسيادة وطنه. وحين من الله علينا بالنصر المبين واصل الفقيد جهاده الأكبر في مؤسسة الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني". الرئيس بوتفليقة أضاف أنه "بالنظر إلى كفاءته تدرّج في المراتب العسكرية، فتقلّد مناصب عليا في الدولة الجزائرية الحديثة، وأدى المهمات التي انتدب للقيام بها على أكمل وجه، وشاء الله أن يسترجع وديعته، فاصطفاه ليكون إلى جواره في الأجل الذي أراده". كما تابع في برقيته قائلا: "وأمام مشيئة الله لا أملك إلا أن أقف إلى جانبكم في هذه المحنة الأليمة، معربا لكم عن تعازيّ الحارة ومواساتي الخالصة، وداعيا المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ورضوانه، وأن يدخله في جنات النعيم التي أعدها للأبرار من عباده والصديقين، وأن يحسن مآبه ويجزل ثوابه، وأن يرزقكم أنتم وكل أقاربه وذويه صبرا جميلا ويعوّضكم في فقده خيرا كثيرا، ويوفي لكم أجرا عظيما؛ إنه سميع مجيب الدعاء". كما بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، رسالة تعزية إلى أسرة الفقيد قال فيها: "لقد كان المرحوم نموذجا في الاستقامة وصادقا في أداء مهمته النبيلة التي أخلص لها، يشهد له مشواره العسكري ثم السياسي الحافل بالنبل والتضحية". وذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني بأن الراحل الذي كان مجاهدا إبان حرب التحرير المجيدة, واصل نضاله بعد الاستقلال في مختلف مواقع المسؤولية التي تقلدها، فكان قائدا للدرك الوطني وأمينا عاما لوزارة الدفاع الوطني وعضوا بمجلس الأمة، مشيرا إلى أنه "أدى الأمانة على أكمل وجه". رئيس مجلس الأمة، عزى من جهته، الفقيد قائلا: "أتوجه إلى كافة أعضاء أسرتكم الكريمة وإلى الأصدقاء والأقارب ورفقاء دربه من المجاهدين وأولئك الذين عرفوه وعملوا معه في مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، بصادق مشاعر التعاطف والمواساة وخالص التعازي". بن صالح أشار في بيان تلقت "المساء" أمس نسخة منه، إلى أن الفقيد أفضى على عائلته الكريمة من روحه وعطائه، رعاية الزوج والأب، وغمرها بتعهد المربي الحريص على النشأة القويمة والبذرة الصالحة". كما استطرد بالقول: "ألمني هذا المصاب الجلل؛ إذ فقدنا الأخ مصطفى. وفي لحظة الوداع الكئيبة هذه، لا أملك إلا استدرار الرحمات على روحه الزكية، والوقوف معكم بخشوع في محراب الدعاء والتضرع إليه جل وعلا أن يجعل من رصيده الحافل، مجاهدا وضابطا ساميا في مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، وخادما بإخلاص وتفان لوطنه، أن يجعل من كل ذلك شفيعا له وزادا من صالح أعماله التي يلقى بها وجه الله". اللواء المتقاعد شلوفي كان انتقل أمس إلى رحمة الله بمستشفى محمد الصغير نقاش بالجزائر العاصمة، إثر مرض عضال. وكان تقلّد عدة مناصب للمسؤولية بالجيش الوطني الشعبي بعد الاستقلال، لاسيما منصب قائد الدرك الوطني، ومنصب أمين عام وزارة الدفاع الوطني. الفقيد حائز على شهادة مهندس دولة في الفلاحة، وشهادة من مدرسة عسكرية فرنسية.