وضعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف جهازا تفتيشيا خاصا، يقوم بترصد كل حركات التبشير الشيعية القادمة من الحدود الشرقية والغربية للوطن. الجهاز الذي يضم إطارات دينية مختصة، منهم أئمة، فُعّل بشكل قوي عشية استقبال شهر رمضان المبارك الذي يكثر فيه إقبال المواطنين على المساجد للتفقه في أمور دينهم ودنياهم، وهي الفرصة التي يستغلها "المبشرون الشيعيون" لتمرير أفكارهم ومذاهبهم. وزير القطاع السيد محمد عيسى أكد أن الجهاز استفاد من دورات تكوينية مكثفة ويعول عليه لتحصين المساجد ضد كل فقه خارجي، بالاضافة إلى مد أجهزة الدولة بالمعلومات الحقيقية حول تحرك الدخلاء. وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد محمد عيسى، وعلى هامش إشرافه على دورة تكوينية للائمة المعنيين بتأطير موسم الحج، 2015، أكد ل«المساء" وجود إرادة أجنبية تريد التشويش على الجزائر من خلال سعيها إلى نشر الأفكار الطائفية وتقوية حركات التشيع، خاصة على مستوى الولايات الحدودية الشرقية والغربية للوطن، وهو ما تسعى وزارة الشؤون الدينية إلى وقفه والتصدي له من خلال استحداث جهاز يعنى بتفتيش المساجد والمرافق التابعة للقطاع. محمد عيسى وإن وصف الظاهرة بالخطيرة، خاصة بعد أن عرفت ارتفاعا كبيرا واستهدفت الجزائر كلها، إلا أنه أكد أن تمسك الجزائريين بمرجعيتهم الدينية الوطنية الأصيلة وموروثهم الحضاري وكذا التكوين العالي للأئمة تعد عوامل كفيلة بتحصين الأمة من هذه الأفكار الدخيلة الرامية إلى تمزيق المجتمع. الجهاز يضم عددا هاما من المتفقهين في الدين، الذين بالاضافة إلى مستواهم الديني تم تكوينهم تحسبا لشهر رمضان ضمن دورات متخصصة، اطلعوا من خلالها على طرق تحصين الجزائريين كما تم مدهم بالوسائل الفقهية الكفيلة بإجهاض وإبطال حجج المبشرين وكل من يستغل عواطف الجزائريين وتسييس قضايا لا تخدمهم، وزير القطاع أكد أن تحضير الجهاز تم بشكل حقيقي وجاء لتحصين المرافق الدينية من كل الأفكار الدخيلة. خطورة ظاهرة التبشير الشيعي -يقول الوزير- تفطن لها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان أول من نبه إلى عدم السقوط في فكرة التقسيم الطائفي الذي تسعى إلى بثه قوة أجنبية بالجزائر، مضيفا أن الخوف حاليا لم يعد قائما على التشيع فقط بل من عدة أفكار أعيد إحياؤها وأخرجت من الأجداث والمقابر ليعاد بثها في المجتمع الجزائري من أجل تمزيقه. وانطلاقا من تنبيه الرئيس بوتفليقة للوضع تم استحداث الجهاز الذي يعمل وفق ديناميكية حثيثة ودون هوادة لمعرفة مواقع التبشير لاستهداف المتأثرين وإبطال حججهم. وزارة الشؤون الدينية: اعتماد نظام المسابقات لانتقاء الأئمة المنتدبين للخارج قررت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إدخال معيار الموضوعية المطلقة والكفاءة العلمية في اختيار إطاراتها ومؤطريها الذين يتم انتدابهم لتمثيلها في الخارج وفق مسابقة خاصة. المعايير التي تحدث عنها وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى ستخص كل الأئمة الذين سينتدبون لأداء صلاة التراويح بمساجد أوروبا وتأطير مساجد فرنسا على مدار الأربع سنوات القادمة والبالغ عددهم نحو 200 إمام، بالإضافة إلى نحو 100 أمام سيؤطرون موسم الحج 2016 والذين دخلوا منذ أمس في دورة تكوينية تتضمن جوانب فقهية لوجيستيكية وصحية ورياضية لتكلل بمسابقة تؤهلهم ليكونوا أعضاء في بعثة الحج. دخل أزيد من 200 إمام أمس في دورة تكوينية بدار الائمام تدوم يومين، يتلقون خلالها جملة من الدروس في الجوانب الفقهية والصحية واللوجيستية وحتى الرياضية قبل أن تختتم الدورة بمسابقة كتابية وشفهية تحدد من خلالها الفائزين بعضوية بعثة الحج لهذا العام، ومن ضمن المتسابقين الذين يفوق عددم 200 إمام بمعدل أربعة أئمة عن كل ولاية، فقط 100 منهم سيتم انتقاؤهم وفق المسابقة وسيكونون ضمن وفد الحجاج الذين سينتقلون عبر 100 رحلة تضم كل واحدة منها نحو 260 حاجا من بينهم إمام في كل رحلة يرافقهم في إقامتهم ومناسكهم وسعيهم وفي إفتائهم. المؤسسة الدينية قررت ولأول مرة اعتماد نظام المسابقات في انتقاء ممثليها، الإجراء الذي يندرج في إطار الإصلاحات الشاملة التي تعرفها عملية تسيير الحج وملفات أخرى، تأتي لتأهيل الإمام -بعد سلسلة من الدورات والاختبارات-حتى يكون سفيرا في المستوى لدينه وبلده، وأكد وزير القطاع السيد محمد عيسى ضرورة إدخال الموضوعية المطلقة إلى جانب الكفاءة والمستوى العلمي في اختيار المؤطرين والكفاءات وممثلي القطاع، بما يستجيب للمكانة التي أصبحت تحظى بها أسرة المساجد والتي تفرض على المؤسسة الدينية انتهاج أسلوبا علميا رشيدا. وزير القطاع، أكد أن كل الأئمة الذين سيذهبون لتأطير صلاة التراويح بمساجد أوروبا والبالغ عددهم نحو 120 إماما قد خضعوا لمسابقة كتابية وشفهية، بالاضافة إلى الأئمة الذين انتدبوا لتأطير مساجد فرنسا على مدار الأربع سنوات القادمة والذين تتراوح أعدادهم ما بين 60 و70 إماما، كلهم سيخضعون للمسابقة ناهيك عن مؤطري الحج الذين دخلوا في تكوين مكثف يتضمن مواضيع في الدين والتسيير الإداري واللوجيستيكي للائمة. ولأول مرة سيخضع الائمة والمرشدات الدينيات إلى مسابقة في الصحة والإسعافات الأولية بالاضافة إلى تمارين رياضية تهدف إلى تقييم قدرة الإمام والمرشدات في مواكبة جهد الحاج.