لم تكن الخرجة الأولى للمدرب الوطني لكرة القدم الصربي ميلوفان رايفاتس، مقنعة بالنسبة للصحفيين الرياضيين الجزائريين الذين كانوا حاضرين يوم الخميس الماضي في قاعة المحاضرات بملعب المركّب الأولمبي محمد بوضياف. فإجاباته كانت عموميات، ولم يلمس الحضور، من خلال تصريحاته، ما كان منتظرا من مدرب جاء ليقود فريقا أصبح كبيرا في إفريقيا وله وزنه في العالم. فبشهادة الجميع، فإن هذه الخرجة للناخب الوطني كانت مخيّبة، إلا أن الحضور ربطها بكون المدرب الصربي حل بالجزائر للمرة الأولى، وكان بصدد الاكتشاف، لتبقى النقطة السوداء التي أشير إليها، هي المترجم كريستيان سفيجيتيش، الذي عيّنه ميلوفان مساعدا له في الطاقم الفني للخضر. وسيجد المدرب الجديد للمنتخب الوطني صعوبات أكيدة في عملية التواصل وإيصال المعلومة، فحتى إن كانت لغة كرة القدم لغة عالمية ويمكن التفاهم فيها بسهولة، إلا أن إبلاغ ما يريده المدرب للرأي العام خاصة أنه يؤكد على مساعدته من قبل الجميع؛ لاعبين، مسيّرين، جمهور وصحافة، سيكون أمرا عسيرا، لاسيما إن واصل الاعتماد على كريستيان كمترجم له، والذي كان هناك انطباع بأنه لم يكن يشرح ما كان يقوله الصربي بدقة. عقدي ينتهي بعد كأس إفريقيا 2019 ومن بين ما قاله مترجم المدرب الوطني أن الأخير يريد تحقيق نتيجة أحسن من التي حققها مع منتخب غانا في مونديال 2010، حيث بلغ معه ربع نهائي كأس العالم ، "لقد عشت تجربتين مع غانا سنة 2010 في كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم، وأستطيع القول إن المونديال له دوما نكهة خاصة. أكملت المنافسة العالمية مع غانا في المركز الخامس، وأطمح لتحقيق مرتبة أفضل مع المنتخب الجزائري خلال طبعة 2018 بروسيا". كما كشف مدرب الخضر الجديد عن أن عقده الذي أمضاه يوم الأربعاء الماضي بالجزائر سيمتد إلى غاية 2019؛ أي بعد نهاية كأس أمم إفريقيا. الجزائر ضمن مجموعة الموت في تصفيات كأس العالم كما أضاف بأنه ناصر المنتخب الوطني في مونديال 2014 "لدي قناعة بأن هناك من الإمكانيات ما يسمح بتحقيق أشياء جميلة مع الجزائر التي شاهدتها وناصرتها في مونديال 2014 أمام ألمانيا. أستطيع القول إنه لم يكن ينقص الشيء الكثير لتتأهل الجزائر. أنا بصدد التكلم عن الحيوية البدنية التي خانت الفريق في ذلك اليوم"، لكن قبل الكلام عن نهائيات مونديال-2018 على "الخضر" تخطي منافسيهم ضمن أصعب المجموعات، حسب تقدير المتتبعين، والتي تضم أيضا عمالقة القارة السمراء: الكاميرون ونيجيريا وزامبيا. وفي هذا الشأن أقر رايفاتس: "الأمور واضحة؛ لقد أوقعتنا القرعة في مجموعة الموت، كل من المنتخبات الأربعة تطمح للتأهل، لكن في الأخير فريق واحد هو من سيمر ويسافر إلى روسيا. سنعمل ما في وسعنا للظفر بالبطاقة الوحيدة. المأمورية ستكون بالتأكيد صعبة للغاية". تكتيكي الأمثل التسجيلُ وتجنّب تلقّي الأهداف ولم يشتغل رايفاتس في مهمة التدريب منذ 5 سنوات إلا أنه أوضح أنه كان يعمل في حقل كرة القدم، حيث عُيّن كمستشار رئيس في الاتحاد الصربي لكرة القدم، ومكون للمدربين للحصول على إجازات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. أما بالنسبة لفلسفته وخطته التي سينتهجها مع المنتخب الوطني على مستوى اللعب، فلم يرد التطرق للتفاصيل، واكتفى بإعطاء نظرة شاملة حول طريقته، قال: "بالنسبة لي، المهم في الخطة التكتيكية لأي منتخب عدمُ تلقّي الأهداف. والمثال على ذلك ما فعله منتخب البرتغال في كأس أوروبا الأخيرة". وباستدلاله بهذا المنتخب البرتغالي فإنه يبدو أن هذا المدرب لا يهمه اللعب الجميل الذي يريده الجزائريون، وإنما تهمه فقط النتيجة، وهذا عكس ما عهدناه من قبل مع المدربين السابقين، حليلوزيتش وغوركوف، اللذين استطاعا أن يعطيا للمنتخب الوطني بريقا آخر، ليتألق في كل مرة بالأداء والنتيجة، فكما قال ميلوفان: "أفضّل أن أفوز خمس مرات بهدف لصفر ولا أفوز مرة واحدة بخمسة مقابل صفر". لا وديات في شهر سبتمبر القادم وأكد الناخب الوطني أنه لن يبرمج أي مباراة ودية للفريق الوطني شهر سبتمبر القادم؛ تحضيرا للقاء الكاميرون من تصفيات كأس العالم 2018، حيث قال: "لن تكون هناك أي مباراة ودية قبل لقاء لوزوتو، وستكون مباراة لوزوتو أول لقاء سيلعبه المنتخب الجزائري تحت إشرافي، وسنحضّر به لمباراة الكاميرون". وسيلعب الفريق الوطني، كما هو مقرر، ضد لوزوتو في ملعب تشاكر بالبليدة، حيث قال خليفة غوركوف: "لدي فكرة عن التعداد الحالي، لقد شاهدت من خلال أشرطة الفيديو الكثير من مباريات المنتخب الجزائري، الوقت ضيق، وعلينا مضاعفة المجهودات لكي نكون جاهزين عند موعد انطلاق التصفيات. المباراة أمام لوزوتو لحساب تصفيات كان 2017 ستكون مفيدة بالنسبة لي لكي أقترب من اللاعبين"، إلا أن المدرب ميلوفان أكد أن تحديد الملعب الذي سيحتضن المباراة لم يتم بعد، وهذا بعد أن زار ملعبي 5 جويلية وملعب تشاكر، فقد تطرق للموضوع بسرعة مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مشيرا إلى أنه سيختار الملعب الذي يوفر للاعبين حظوظا كبيرة في الفوز. وكان المنتخب الجزائري قد خاض كل مبارياته الرسمية بالبليدة منذ عام 2008، حيث لم يتلق أي هزيمة، لذا فالعودة إلى ملعب 5 جويلية ليست في الغد القريب. رايفاتس يحتفظ بالطاقم الفني أكد مدرب الفريق الوطني ميلوفان رايفاتس أنه سيحتفظ بأعضاء الطاقم الفني للمدرب الوطني السابق كريستيان غوركوف، المشكَّل من نبيل نغيز ويزيد منصوري، حيث قال بأنهم يملكون كفاءات كبيرة وإمكانيات لا بأس بها، وسيعتمد عليهم مستقبلا، غير أنه جلب معه الصربو سويسري كريستيان سفيزفيتش، الذي سيكون ضمن الطاقم الفني للمنتخب الوطني، ويتكفلل بمهمة الترجمة مثلما فعل في الندوة الصحفية الماضية؛ إذ يتقن جيدا اللغة الفرنسية. كما سيكون له دور في المديرية الفنية الوطنية؛ كونه متخصصا في التكوين، والتي لم يكشف عنها بعد المعني بالأمر، الذي أكد أنه سيتحدث أولا مع مسؤولي الفاف حول هذا الموضوع. لم أتصل بحليلوزيتش وقد أفعل قريبا أكد المدرب الصربي ميلوفان رايفاتس أنه لم يتصل بالمدرب الأسبق وحيد حليلوزيتش قبل اتفاقه مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وأن آخر اتصال به يعود إلى كأس إفريقيا 2010 بأنغولا، لما كان رايفاتس مدربا للمنتخب الغاني، فيما كان حليلوزيتش آنذاك على العارضة الفنية لكوت ديفوار. ورغم ذلك يتمنى رايفاتس أن يكون له اتصال مع البوسني، عسى أن يفيده بمعلومات تتعلق بتجربته الجزائرية، على حد قوله. ويُعتبر رايفاتس ثالث مدرب من المدرسة اليوغوسلافية السابقة، يتولى الإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الجزائري بعد كل من زدافكو رايكوف ووحيد حليلوزيتش. اِسمي ميلوفان رايفاتس أكد مدرب المنتخب الوطني ميلوفان رايفاتس أن اسمه يُنطق "رايفاتس"، وهذا ما يرفع الخلط واللبس فيما يتعلق باسم هذا المدرب الصربي الذي كُتب بكل الأحرف منذ أن أعلنت الفاف عن تعاقده. يجب تشجيع المنتخب الأولمبي طالب المدرب الوطني الجديد ميلوفان رايفاتس الذي حضر هزيمة المنتخب الأولمبي الجزائري مساء الأربعاء الماضي أمام نظيره العراقي وديا بالبليدة (2-3)، طالب بمساندة هذا الفريق وتشجيعه قبل التنقل إلى ريو دي جانيرو، مشيرا إلى أنه لاحظ أشياء إيجابية وأخرى سلبية لدى الخضر خلال هذا اللقاء، مؤكدا أنه لا يجب الحكم على هذه العناصر في مباراة واحدة؛ "رأيت الكثير من الإمكانيات لدى هؤلاء اللاعبين، الذين رغم انهزامهم يجب تشجيعهم". ميلوفان يعيد الأمل للاعبين المحليّين اعتبر مدرب المنتخب الوطني الجديد ميلوفان رايفاتس، أن البطولة الوطنية عليها أن تكون قاعدة بالنسبة للمنتخب الوطني، ليوجه رسالة تشجيع للاعبين المحليين الذين لا يدخلون دائما في حسابات مختلف المدربين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية للخضر، حيث قال: "مثلما قمت به خلال تواجدي بغانا، أعطيت الفرصة لعدد من اللاعبين المحليين الذين بلغت بهم الدور ربع نهائي المونديال. سأقوم بنفس العمل في الجزائر؛ حيث سأتابع عن كثب إنجازات اللاعبين المحليين"، مؤكدا أن منتخب غانا الذي كان يدربه من قبل، كان مشكَّلا أساسا من اللاعبين المحليين. كأس إفريقيا والمشاركة في كأس القارات من أهداف رايفاتس أشار مدرب الفريق الوطني الجديد ميلوفان رايفاتس، إلى أنه يأمل في أن يؤدي مرحلة مليئة بالنجاحات مع المنتخب الوطني، وأن يكون مشواره أحسن من سابقه غوركوف، ولهذا فعن سؤال حول ما إن كان يفكر في المشاركة في كأس القارات المقررة في 2017 بروسيا، أجاب ميلوفان بأنه يأمل في ذلك، إلا أنه يتطلب منه الفوز أيضا بكأس أمم إفريقيا، وهذا سيكون التحدي الأول لهذا الصربي مع الجزائر قبل التأهل إلى كأس العالم 2018.