وجّه وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، توجيهات عملية لمديري الصحة الولائيين ومسيّري المؤسسات الاستشفائية عبر القطر، تخللتها انتقادات شديدة اللهجة، داعيا إياهم إلى ضرورة العمل من أجل القضاء على المشاكل التي تعترض المواطن بمؤسساتهم، والعمل من أجل تحسين الخدمات للمريض. وتساءل الوزير كيف تمكن بعض المديرين من تحقيق نتائج جيدة وتذليل العقبات وحل المشاكل، بينما بقي آخرون في مستوى الصفر. وقال بصريح العبارة وهو يتوجه إلى مسؤولي قطاعه: "أدعو من فشل منكم إلى نزع المئزر والمغادرة؛ لأن في اعتقادي من عجز عن حل مشاكل مصالحه، فإن ذلك يعني بالنسبة لي، أنه لم يعمل"، متوعدا بتكثيف الرقابة والزيارات المفاجئة للاطلاع على مدى تطبيق توجيهاته في الميدان. وزير الصحة شدد في اللقاء الوطني التقييمي والتوجيهي الذي نُظم أمس بالمعهد الوطني للصحة العمومية بالأبيار، على ضرورة ضمان الخدمة خلال موسم الصيف الذي يتزامن مع العطلة السنوية التي تشهد نقصا في المستخدمين من جهة، وظهور بعض الأمراض من جهة أخرى. وألح، بالمناسبة، على ضرورة تحسين سير الخدمات الصحية وتطبيق البرنامج الوطني المتعلق بفترة الولادة وتحضير الدخول الاجتماعي المقبل، متطرقا إلى خصوصية كل ملف من هذه الملفات المذكورة. كما شدد بخصوص العطل، على ضمان استمرارية الخدمات الصحية على مستوى كافة المصالح الاستشفائية أثناء العطلة السنوية التي تتزامن مع موسم الصيف، مؤكدا أن إغلاق بعض المصالح الطبية ليس له مبرر علمي، داعيا إلى عدم تأجيل إجراء العمليات الجراحية بحجة فصل الحر. وبالنسبة للمناوبات والاستعجالات في العديد من المؤسسات والولايات، جدد الوزير حرصه على احترام الحجم الساعي للعمل الخاص بتنظيم المناوبة، والحضور الفعلي للموظفين المسجلين على قائمة العمل والحد من تقديم شهادات طبية؛ بغية إعفاء هؤلاء من المناوبة. وأشار، في ذات السياق، إلى التعليمات التي وجهتها الوزارة إلى الساهرين على القطاع، حاثا إياهم على تكثيف عمليات الوقاية والاتصال الجواري، وتنظيم توفير الخدمات الصحية عبر الولايات الساحلية التي تشهد تدفقا قويا للمصطافين. وبخصوص موسم حج 2016، دعا بوضياف مديري الصحة إلى إعطاء تعليمات لأعضاء البعثة الطبية، للسهر على تنفيذ كافة التوصيات الكفيلة بتسهيل المراقبة الطبية للحجاج الميامين، مشددا على أخذ بعين الاعتبار، كل الاختلالات المسجلة في المراقبة الطبية للموسم السابق. أما فيما تعلق بملف الأمومة فأشار الوزير إلى موسم الصيف الذي يبلغ فيه عدد الولادات السنوية ذروته، مستعرضا الترتيبات اللازمة لضمان عدد الأسرّة وتسيير عطل الموظفين العاملين بمصالح الولادات مع تسيير بنك الدم، علما أن نزيف الولادة يأتي في مقدمة الأسباب المؤدية إلى وفاة الأمهات الحوامل. أعلن بوضياف أنه سيتم في إطار الاستراتيجية الوطنية للتقليص السريع من وفاة الأمومة والطفولة، الإعلان عن البرنامج الوطني لما بعد الولادة، للتخفيض من نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة على مستوى كافة المصالح والوحدات المعنية، مع وضع هيئة تنسيقية على مستوى كل ولاية. بوضياف تطرق في سياق آخر، للنتائج المحققة في مجالات توفير الأدوية للمواطن، وتحسين التغطية الصحية المتخصصة بفضل الأولوية التي مُنحت لولايات الجنوب والهضاب العليا فيما يخص تعيين وإرسال المختصين إلى هذه المناطق، فيما كشف، من جهة أخرى، فيما يتعلق بتحسين التكفل بالمصابين بالسرطان بفضل تطبيق المخطط الوطني الخاص بهذا الداء، عن انتقال عدد مسرّعات العلاج بالأشعة من 7 مسرعات خلال سنة 2013 إلى 22 مسرعا خلال هذه السنة. وتطرق الوزير للمشاريع ذات الأولوية التي فتحتها الوزارة، ويتعلق الأمر، على الخصوص، بتحسين استقبال المرضى والتكفل بهم، وإضفاء الصبغة الإنسانية في المستشفيات، ناهيك عن الاهتمام بالنظافة الصحية، مذكرا، من جانب آخر، بالنتائج المحققة في مجالات الفحوصات المتخصصة وتنظيمها خارج المؤسسات الاستشفائية؛ بهدف تخفيف الضغط عنها، ناهيك عن تحسين العلاج والاستشفاء المنزلي ووضع مخطط تسيير للمؤسسات الصحية والتنمية البشرية والموارد المالية. وأشار، في هذا السياق، إلى الشروع في التطبيق الفعلي في استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالقطاع، وإطلاق عملية التكوين والعلاج عن بعد، وتسيير مسار المريض، وتشجيع الصناعة الصيدلانية والاتصال الجواري، وفتح القطاع أمام مختلف وسائل الإعلام لمرافقته ودعم التغيير. وزير الصحة يطمئن: اللقاحات المستعملة في الجزائر آمنة أكد زير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف أن جثتي الرضيعين المتوفين بعيادة خاصة بالرويبة بضواحي العاصمة مباشرة بعد تلقيهما لقاح "بانتافالو" يوجدان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي لإخضاعهما لعملية تشريح لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة مضيفا أنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيق الذي فتحته في حينها. وطمأن الوزير العائلات بأن لقاحات الأطفال المتوفرة بالجزائر آمنة ومؤهلة من طرف المنظمة العالمية للصحة كما أنها ذات نوعية وفعالية نافية وجود أي علاقة بين وفاة الرضيعين واللقاح المستعمل. وأوضح الوزير في تصريح له على هامش اللقاء التقييمي والتوجيهي الذي جمعه أمس بمقر المعهد الوطني للصحة العمومية بالعاصمة مع مديري الصحة العمومية الولائيين ومسيري المؤسسات الاستشفائية أن الشرطة العلمية تحركت فور وقوع الحادثة وشرعت في تحقيقها حيث أخذت عينات لإخضاعها للتحاليل الضرورية كما يقوم معهد باستور من جهته بالتحليل المطلوبة لمعرفة سبب الحادثة. ورفض بوضياف الحديث عن أسباب وفاة الرضيعين. وكانت وزارة الصحة قد أمرت أول أمس بفتح تحقيق حول وفاة رضيعين الأول يبلغ شهرين من عمره والثاني ثلاثة أشهر بعيادة خاصة بالرويبة بعد تلقيهما لقاح "بانتافالو" مؤكدة في بيان لها أن خمسة رضع آخرين تلقوا نفس اللقاح من نفس الجرعة ولم يتعرضوا لأي أعراض جانبية. وقامت الوزارة بإرسال فريق من الخبراء إلى عين المكان لفتح تحقيق وبائي حول هذه الوفاة مؤكدة أن النتائج الأولية أثبتت بأن الموت المفاجئ الذي تعرض له الرضيعان ليست له علاقة مباشرة باللقاح فيما أعطت تعليمات لإجراء تشريح الجثتين لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة.