دعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الملك بوضياف المواطنين إلى التوجه نحو المؤسسات الصحية الجوارية للاستفادة من مختلف الخدمات بعد أن تم تجهيز هذه الأخيرة بأحدث وسائل العلاج وتعزيزها بالموارد البشرية الضرورية من أطباء وأخصائيين، موضحا أن هذا السلوك الذي يجب أن يكون تلقائيا لدى الجميع في الحالات التي لا تستدعي التوجه نحو المستشفيات الكبيرة من شأنه أن يخفف الضغط عن المراكز الاستشفائية الجامعية وبالتالي تحسين الخدمات بها. وأوضح بوضياف خلال إشرافه أمس على إعطاء إشارة إنطلاق اليوم التحسيسي براديو "البهجة" بالموازاة مع الإذاعات المحلية حول الصحة الجوارية أن هذه الخطوة ستساهم في تجسيد مبدأ تقريب الصحة من المواطن واسترجاع ثقته في الخدمات التي تقدمها المؤسسات الصحية، مشددا على ضرورة ترقية الصحة الجوارية لتقريبها من المواطن. بوضياف اعتبر بالمناسبة أن العيادات الجوارية أحسن محطة ووسيلة لتقديم علاج قاعدي ونوعي للمواطن قبل توجيهه إلى المؤسسات الإستشفائية الكبرى في حالة الضرورة وفي حال تعقدت حالته، مؤكدا على أهمية احترام التسلسل الهرمي للعلاج وفي إطار إصلاح المنظومة الهادف إلى تحسين الخدمة العمومية وذلك من خلال إعادة الاعتبار لعيادات الصحة الجوارية وتحديد مسار المريض. الصحة الجوارية حققت مكانة هامة ضمن الاستراتيجية التي يعتمدها القطاع منذ سنوات عدة مكتسبات للمواطن ذكر الوزير من بينها الاستشفاء المنزلي الذي بدأ يجد مكانه تدريجيا في مسار المنظومة العلاجية. حيث أصبحت الفرق الطبية تتنقل إلى بيوت المرضى المسنين والعاجزين والمعاقين الذين يتعذر عليهم التنقل إلى المستشفى لتلقي العلاج بين ذويهم وعائلتهم، وهي الخدمة التي سمحت بربح عدد الأسرة بالمستشفيات الكبرى للوطن. وذكّر الوزير بوجود 1652 عيادة جوارية منتشرة عبر القطر تحتوي كلها على مخابر للتحاليل الأساسية وأطباء عامين وطب النساء والأطفال يلقى فيها المواطن كل الخدمات التي تخفف عنه التنقل إلى المؤسسات الكبرى، مشددا من جهة أخرى على ضرورة التوصل في إطار منهجية العمل الجديدة إلى تجسيد مبدأ العلاج عن طريق الطبيب المرجعي أو طبيب العائلة لتحسين متابعة ملف المريض. ويبقى النقص المسجل في أعوان سلك شبه الطبي النقطة السوداء الذي انجر عن تأخر التكوين في هذا المجال طيلة 08 سنوات حسب وزير الصحة الذي أفاد بأن الوزارة تعتمد سياسة التكوين والتكوين المتواصل لحل هذا المشكل، مشيرا إلى تخرج 19.500 ممرض وممرضة والتخصصات الأخرى التابعة لهذا السلك خلال السنوات الثلاث الأخيرة في انتظار تخرج أول دفعة من المعاهد العليا للتكوين والتكوين المتواصل لشبه الطبي بتسميتها الجديدة خلال الأسبوع المقبل. الوزير جدد بالمناسبة التأكيد على أهمية أنسنة القطاع والمؤسسات التابعة له لا سيما مصالح الاستعجالات التي رغم أنها تحسنت ظروف الاستقبال بها إلا أن عمل كبير لا يزال ينتظر المشرفين عليها في هذا المجال. استبعد مجددا أن يكون اللقاح سبب وفاة الرضيعين بعيادة الرويبة وضياف: عملية تلقيح الأطفال متواصلة والتلقيح آمن ومؤهل أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف أن عملية تلقيح الأطفال متواصلة عبر الوطن، نافيا توقفها كما روج مؤخرا بعد تسجيل وفاة رضيعين بعيادة خاصة بالرويبة فور تلقيهما لقاح "بانتافالو". بوضياف أوضح في تصريح له خلال إشرافه على إطلاق الحملة التحسيسية الخاصة بالصحة الجوارية أن التحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة متواصلة، مؤكدا أن سحب مصالحه حصة من اللقاحات إجراء عادي ووقائي ومعمول به عالميا في حالة وقوع حادث مماثل. واعتبر الوزير أنه لا يوجد شك واحد في المليار أن اللقاح هو المتسبب في وفاة الرضيعين. إلا أنه قال إن التحقيق هو الذي سيثبت ذلك ملتزما بأن وزارته ستعلن عن النتائج فور تلقيها من المحقيقين. للتذكير، توفي رضيعان يبلغان من العمر شهرين بعيادة خاصة بالرويبة بعد تلقيهما لقاح "بانتافالو"، وقد أرسلت الوزارة مباشرة بعد تلقي خبر الوفاة فريقا من الخبراء إلى عين المكان لفتح تحقيق وبائي حول هذه الوفاة، مؤكدة أن النتائج الأولية أثبتت أن الموت المفاجئ الذي تعرض له الرضيعان ليست له علاقة مباشرة باللقاح. وذكرت بالمناسبة بأن اللقاح المستعمل في الجزائر هو لقاح مؤهل من طرف منظمة الصحة العالمية.