ذكرت مصادر الحماية المدنية بتيزي وزو ل«المساء" أنه عثر أمس، على رأس طفلة دون أن تؤكد إن كان للطفلة نهال المختطفة، مع العلم أنه عثر على الرأس على بعد أمتار من المكان الذي عثر به على فستان الطفلة نهال. وذكرت مصادرنا أنه تم تحويل الرأس إلى العاصمة لإجراء التحاليل. وقد أثار خبر العثور على فستان ملطّخ بالدماء صباح أمس، بغابة تقع بضواحي قرية آث علي ببلدية آيت تودرات التي تبعد بحوالي 50 كلم جنوب ولاية تيزي وزو، ضجّة كبيرة وسط عائلة الطفلة المختفية نهال سي محند وبكل أرجاء الولاية. فبعد مرور 11 يوما على اختفاء الطفلة نهال سي محند البالغة من العمر 3 سنوات تم العثور على بعد كيلومترات من منزل عائلة سي محند بقرية اث علي، على فستان ملطخ بالدماء بغابة مجاورة للقرية وتحديدا بالمكان المسمى "ازغار" وذلك في إطار عملية البحث التي باشرتها كل من مصالح الدرك الوطني وسكان قرى بلدية ايت تودرات ودائرة واسيف منذ 21 جويلية يوم الإعلان عن خبر اختفاء الطفلة نهال. وتم إخطار مصالح الدرك الوطني التي تتابع قضية اختفاء نهال ليل ونهار، بشأن قضية العثور على الفستان، حيث كلفت ذات المصالح أعوان مصالح الشرطة العلمية بتحويله إلى مخبر التحاليل بالعاصمة، حيث العملية جارية، في الوقت الذي تعيش فيه عائلة سي محند حالة قلق وتوتر كبيرين عن ما تسفر عنه نتائج التحاليل. وحسب ما صرح به أحد الأقارب فإنه لا يمكن الجزم أو النفي بأن يكون الفستان للطفلة نهال، في حال ما لم يتم الإعلان عن نتائج التحاليل . مصالح الأمن وممثلو السلطات القضائية، فور انتشار خبر العثور على الفستان، إلى قرية اث بغية اتخاذ جملة من الإجراءات التي تسمح بتعميق التحقق والبحث للكشف عن خيوط أخرى قد تقود المحققين إلى العثور على الطفلة نهال. هذا وفي الوقت الذي انتشر فيه الخبر عبر القنوات التلفزيونية والمواقع الالكترونية التي تناولت خبر العثور على لباس قد يكون للطفلة نهال، كشفت مصالح الدرك والأمن تحقيقاتها على أمل إيجاد طريق يقود إلى العثور على الطفلة "نهال سي محند"، التي لا تزال قضية اختفائها تشكل لغزا محيرا لأفراد العائلة وسكان المنطقة الذين لم يستطيعوا لحد الآن تصنيف القضية إذا كانت في خانة الاختطافات نظرا لاختلافها عما كان ساريا من قبل في مثل هذه الحالات حيث يتصل المختطفون لطلب فدية مقابل إطلاق سراح الرهينة. وقد قرر سكان قرى ايت تودرات وعلى رأسها قرية اث علي، تنظيم صبيحة أمس الأحد مسيرة سلمية متبوعة بإضراب عام، لمطالبة "مختطفي "نهال "بإطلاق سراحها ،حيث لقي النداء موافقة ودعم سكان القرى التابعة لدائرة واسيف، الذين أكدوا على تضامنهم مع العائلة والإقدام على هذه الخطوة على أمل أن تكون التعبئة الشعبية حافزا للضغط على المختطفين لإطلاق سراح ابنتهم، غير أنه تم التراجع في اللحظات الأخيرة من مساء يوم السبت، وتم إلغاء المسيرة والإضراب معا، حيث أكدت عائلة الطفلة المختطفة على وضعها الثقة في مصالح الدرك التي لم تبخل ومنذ 21 جويلية إلى اليوم في وضع وتجنيد كل الإمكانيات بغية العثور على نهال. ولا تزال عملية البحث الميداني جارية من طرف مصالح الدرك التي كثفت عناصرها إلى جانب مشاركة سكان قرى بلدية ايت تودرات ودائرة واسيف والتي استعان خلالها جميع الأطراف المشاركين بالإمكانيات المتاحة والمتوفرة لتسهيل وكذا الإسراع للوصول إلى خيط يفك لغز اختفاء نهال ويقود المحققين إلى العثور عليها، حيث تم الاستنجاد بغطاسي الحماية المدنية الذين بحثوا في المجمعات المائية والبرك على آمل أن يجد أثر للطفلة لكن بدون جدوى حيث لم يظهر أي أثر أو دليل يقود بعناصر الدرك إلى إيجادها. وللتذكير، فإن الطفلة نهال سي محند البالغة من العمر 3 سنوات، جاءت مع عائلتها من ولاية وهران إلى قرية اث علي ببلدية ايت تودارت بواسيف لحضور حفل زواج أحد أقارب عائلتها يوم 21 جويلية الماضي، حيث كانت الساعة تشير إلى حدود الحادية عشر وربع عندما وصلت الطفلة مع عائلتها إلى القرية، وفي غضون ال15 دقيقة حيث كانت العائلة تلقي التحية، اختفت نهال عن الأنظار، ليشرع الجميع في البحث عنها، ليتم بعدها إيداع شكوى لدى مصالح الدرك التي باشرت تحقيقاتها. وتحول الفرح إلى حزن الذي خيم ليس فقط على منزل عائلة الطفلة وبلدية ايت تودارت وإنما عبر كل تراب الولاية والوطن، حيث تم نشر إعلان البحث عن الطفلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي في مسعى الجميع للمشاركة في عملية للبحث عن نهال التي لم يظهر لها أي أثر منذ 21 جويلية الماضي.