تحولت غابة زموري ببومرداس إلى القبلة المفضلة للعديد من العائلات القادمة من العاصمة وكذا البلديات المجاورة لوسط الولاية، أمام توفر الأمن و"الحرمة" التي باتت مطلوبة وسط أغلبية العائلات، غير أن رمي النفايات العشوائي بات يهدد الثروة الغابية. غابة زموري التي تعانق الشواطئ باتت محل استقطاب العائلات الباحثة عن الاسترخاء والاستجمام، مستمتعة بذلك بعدة أطباق ووجبات منزلية في جو يسوده الأمن، إلى جانب وجود العديد من الفرق الكشفية التي تخيم رفقة أعضائها في جو عائلي مميز. "المساء" توجهت إلى غابة زموري لاستطلاع الجو الذي باتت تتوق العائلات للاستمتاع به، فالتوجه إلى غابة زموري انطلاقا من وسط ولاية بومرداس، قد يكلفك أزيد من نصف ساعة، وصلنا إلى الغابة مرورا بالمركز العائلي "أديم وفارس"، فولوجها يوحي لك بوجود هدوء وسكينة كبيرين، بعيدا عن ضجيج وسط المدينة، أين أخذت كل عائلة زاوية من الغابة، فمنها من كانت تستمتع بتناول وجبة محضرة في المنزل، وأخرى تستعد لتجربة الشواء على الجمر، ومجموعات من الشباب فضلت تمضية الوقت بلعبة "الدومينو"، وبين كل هذه وتلك القاسم المشترك بين زوار الغابة، وهو البحث عن المتعة بعيدا عن ضوضاء المدينة، والروتين اليومي في المنازل. جلسات لتناول العشاء جماعيا فضلت أغلبية العائلات القادمة إلى غابة زموري جلب وجبات العشاء معها من المنزل، لتستمع بعشاء عائلي مميز وسط خضرة الطبيعة والهدوء الذي يميز المنطقة، فحاولت كل العائلات ركن سياراتها قرب مكان تواجدها، أمام وجود مسالك متعددة بين أشجار الصنوبر الحلبي، حاولنا التقرب من إحدى العائلات التي أكدت أنها قدمت من العاصمة، بعد أن سمعت على الغابة الكثير، حيث يقول أحمد رب إحدى الأسر القامة من العاصمة ".. حقيقة الجو جميل جدا على مستوى الغابة، لقد اعتدنا القدوم إليها في كل صائفة، وهي مكان عائلي مميز، ورغم أنها فضاء طبيعي يفتقد إلى المقاعد أو الطاولات، غير أن توفر الأمن على مستوى المنطقة يشجع الكثير من العائلات على القدوم إليها، كما أن أغلبية العائلات تأتي لتناول وجباتها وسط جو طبيعي مريح". توفر الأمن جانب مشجع ولعل توفر الجانب الأمني على مستوى الغابة من أكبر ما شجع على قدوم العائلات إلى الغابة، حيث يؤكد سامي وهو أحد أفراد عائلة قادمة من مدينة برج منايل ببومرداس، أن الغابة رغم أنها مكان طبيعي غير موجهة لتواجد وجلوس العائلات، غير أن المنطقة ككل تشهد الهدوء وتوفر الجانب الأمني، لاسيما أن المنطقة تتواجد بها عدة فرق كشفية، تخيم في جو من الأمن، مؤكدا أن كل العائلات القادمة إلى الغابة بإمكانها الجلوس في جو عائلي يخلو من المعاكسات، أو سماع الكلام الخادش للحياء. وللشباب نصيب تواجدنا على مستوى غابة زموري، كشف لنا عن وجود الكثير من الشباب الذين فضلوا الاستمتاع بلعبة "الدومينو" وسط جو مملوء بالمرح، وهو الوضع المماثل الذي كان يعيشه الجميع، بما فيهم الأطفال الذين وجدوا حريتهم في اللعب وسط أشجار الصنوبر، حيث يقول لطفي بأنه اعتاد المجيء رفقة أصدقائه إلى الغابة عندما يكون البحر مضطربا، من أجل تمضية الوقت في جو هادئ، حيث يقومون بشراء بعض المأكولات ويتقاسمونها في جو عائلي يسوده المرح وتبادل أطراف الحديث. ثقافة نظافة المحيط مطلوبة أجزاء من المساحات الخضراء تحولت للأسف إلى مكتب للنفايات، رغم وجود سلاّت مهملات مدنية، غير أن غياب ثقافة نظافة المحيط باتت تسجل أمام كميات النفايات الكبيرة المترامية هنا وهناك من قبل العائلات التي تزور الغابة، وهو الأمر الذي بات يهدد الغطاء النباتي، وكذا بعض زوار الغابة الذين باتوا يستهجنون الوضع.