يقوم وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، من 2 إلى 6 سبتمبر الجاري، بزيارة عمل إلى كل من إيران وقطر، حيث سيتحادث مع نظيريه الايراني والقطري حول علاقات الشراكة بين الجزائر وهذين البلدين في قطاع الطاقة، حسبما أوضحه بيان للوزارة. ويرتقب أن تكون هذه الجولة الأسياوية التي يقوم بها وزير الطاقة فرصة للتطرق إلى اجتماع "أوبك" المرتقب في أواخر سبتمبر الجاري، والذي يشكّل حدثا طاقويا هاما منذ الإعلان عنه، وتتوجه إليه أنظار كل الفاعلين في السوق النفطية. وتشير التصريحات المتداولة حاليا من طرف مسؤولي البلدان المنتجة إلى إمكانية الوصول هذه المرة إلى اتفاق حول تثبيت الإنتاج، حيث تؤشر إلى نجاح محتمل لاجتماع الجزائر في الخروج بقرار ايجابي لم تتمكن ندوة الدوحة في أفريل الماضي من التوصل إليه. ومن ضمن آخر التصريحات التي تذهب في هذا الاتجاه ما قاله أول أمس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مقابلة مع وكالة بلومبرغ، حيث اعتبر أن تثبيت مستويات الإنتاج هو "القرار الصائب للطاقة العالمية"، قائلا "آمل كثيرا أن يتخذ جميع المشاركين في هذه السوق والذين يريدون أسعارا عالمية عادلة ومستقرة لموارد الطاقة- القرار الضروري في نهاية المطاف".وأضاف أنه سينقل موقفه إلى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي قد يلتقي به على هامش اجتماع مجموعة العشرين في الصين مطلع هذا الأسبوع.ونقلت الوكالة عن بوتين قوله "لم نكن نحن من رفضنا تثبيت مستويات الإنتاج بل رفضها شركاؤنا السعوديون الذين غيّروا وجهة نظرهم في اللحظة الأخيرة وقرروا التروي في اتخاذ هذا القرار".ولأن موقف العربية السعودية سيكون حاسما في هذا الاجتماع، فإن تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، التي قال فيها إنه متفائل بتحرك منتجي النفط صوب تبنّي موقف مشترك بخصوص إنتاج الخام اعتبرت مهمة. وقال الجبير في تصريحات صحفية "نبدأ بعقد ملتقى للأفكار لكن هناك عملا يجري حاليا وسنرى ما سيحدث في اجتماع الجزائر. وأنا متفائل". لكن يبقى الموقف السعودي النهائي مربوطا بموقف إيران التي تسعى جاهدة إلى استرجاع حصتها في السوق بعد رفع العقوبات عنها. وكان وزير النفط الإيراني بيجن زنكنة، قد أكد منذ أيام مشاركته في اجتماع الجزائر، لكن دون أن يعلن عن موقف بلاده من قرار التثبيت. في نفس الوقت أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن بلاده ثاني أكبر منتج في (أوبك) بعد السعودية، ستدعم أي قرار لتجميد مستويات إنتاج النفط من أجل تعزيز الأسعار. وارتفعت أمس، أسعار النفط بدعم من ضعف الدولار في الجلسة السابقة والتصريحات الروسية التي تصب في صالح تثبيت مستويات الإنتاج. وزاد سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 23 سنتا إلى 45.68 دولارا للبرميل رغم اتجاهه صوب الهبوط بنسبة 8.5 بالمائة على مدى الأسبوع، في أكبر خسارة أسبوعية له منذ منتصف جانفي. وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 19 سنتا إلى 43.35 دولارا للبرميل متجها لتكبّد خسارة أسبوعية نسبتها تسعة بالمائة.