بوادر فشل اجتماع الدوحة بدأت في الظهور ** تترقب دول العالم النفطي على رأسها الجزائر اجتماع الدوحة وماذا سينتج عنه من قرارات حول تثبيت الإنتاج أو الزيادة إلا أن بوادر فشل الاجتماع بدأت تظهر أمام الجميع مبدئيا لقرار تثبيت موحد نتيجة تعنت أطراف معروفة بمواقفها المشبوهة المبنية على حساسيات جيوسياسية وتحالفات طائفية على غرار إيران والسعودية. وتنتظر الدوحة الأحد المقبل اجتماع الدول المنتجة للنفط لبحث تثبيت إنتاج النفط بمشاركة مرتقبة ل17 دولة من الدول المنتجة كان آخر من أكد حضوره للاجتماع المرتقب دولة أذربيجان على لسان وزير الطاقة ناطق علييف. وأعلنت قطر آخر مارس الماضي أنها دعت جميع الدول الأعضاء في (أوبك) وكبار منتجي النفط خارج أوبك لحضور الاجتماع من أجل التوصل إلى اتفاق لتثبيت مستويات الإنتاج بهدف دعم سوق النفط العالمية. وأكدت وزارة الطاقة القطرية أن الدعوة جاءت نتيجة الحاجة الملحة لإعادة التوازن إلى السوق والعافية إلى الاقتصاد العالمي وقالت الدعوة القطرية للاجتماع إن الهدف منه هو اتفاق الدول المنتجة للنفط على تثبيت إنتاجها من النفط عند مستويات جانفي 2016 بهدف الحد من الفائض في المخزون العالمي بما يخدم مصالح جميع الأطراف المعنية . فيما سبق وتشاركت روسياوقطر وفنزويلا والسعودية منتصف فيفري الماضي في تثبيت إنتاج النفط عند مستويات جانفي بشرط انضمام منتجي النفط الآخرين لهذا الاتفاق ولقي الاتفاق ترحيبا من بعض منتجي النفط كالكويت وسلطنة عمان والإمارات بينما دعمته إيران دون إبداء استعدادها للانضمام إليه حاليا. تفاؤل جزائري توقع وزير الطاقة صالح خبري أن تستقر أسعار النفط حول 40 دولاراً للبرميل إذا اتفق المنتجون سواء الأعضاء أو غير الأعضاء في منظمة _أوبك_ على تجميد الإمدادات في اجتماع الدوحة المرتقب. وقال خبري إن اجتماع الدوحة سيكون حاسماً إذ أن الاتفاق على تجميد الإنتاج سيسمح بتعافي أسعار النفط تدريجيا. وقال الوزير بنبرة تفاؤلية (في حال ما التزمت هذه البلدان (المنتجة للنفط) بعدم رفع إنتاجها فإن هذا سيعطي مؤشرا قويا للسوق يسمح بإستقرار الأسعار عند 40 دولارا للبرميل). ودعت الجزائر مرارا إلى خفض إنتاج النفط للمساعدة في رفع الأسعار مع اعتماد بلادنا العضو في اوبك على إيرادات النفط والغاز التي تشكل 60 بالمائة من ميزانية الدولة. تعنت الرياض كشف أمس وزير البترول السعودي إبراهيم النعيمي عن استحالة تثبيت إنتاج النفط خلال اجتماع كبار المنتجين من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها في الدوحة الأسبوع المقبل قائلا إن التوجه لخفض الإنتاج من الدول المنتجة من أجل دعم الأسعار (أمر مستحيل). وأوضح النعيمي في تصريحات صحفية له خلال المنتدى السادس للبتروكيماويات 2016 في الرياض أن تراجع أسعار القيّم مفيد للشركات البتروكيماوية ولكن الأسواق تعتمد على الطلب. وطابق تصريح النعيمي تأكيدات ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وفقا لوكالة بلومبيرغ الأسبوع الماضي إعلانه بأن ربط السعودية على تثبيت الإنتاج بتثبيت إيران إنتاجها حيث قال: إن المملكة ستثبت إنتاجها النفطي في حال خطت إيران هذه الخطوة مع المنتجين الرئيسيين الآخرين . طهران العنيدة على الرغم من إعلان إيران مشاركتها في الاجتماع المرتقب إلا أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف شدد في تصريحات له الخميس الماضي على عزم بلاده استعادة حصتها الإنتاجية في سوق النفط بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها. وقال ظريف في تصريحات له تريد إيران أن تستعيد موقعها في سوق النفط بالتعاون مع بقية الدول المنتجة . وكان الموقف الإيراني يتمثل في عدم الموافقة على التثبيت حينما قال وزير النفط الإيراني بيجان زنكنه في مارس الماضي: إن إيران لن تنضم إلى المحادثات الخاصة بفرض سقف على الإنتاج إلا بعد أن يصل إنتاجها إلى 4 ملايين برميل يوميا. أما الموقف الروسي فجاء مطابقا لموقف السعودية وذلك بالالتزام الكامل بالاتفاق المبدئي على تثبيت إنتاج النفط الذي جرى التوصل إليه في فيفري الماضي إذ قال ألكسندر نوفاك الجمعة الماضي: (إن بلاده ملتزمة بالاتفاق المبدئي على تثبيت إنتاج النفط الذي جرى التوصل إليه في الدوحة). واعتبر نوفاك مخاطر تقلب الأسعار بأسواق النفط العالمية لا تزال قائمة وأنه إذا توصل كبار منتجي النفط إلى اتفاق على تثبيت إنتاج الخام في اجتماعهم المقبل بالدوحة فإن هذه التقلبات ستنحسر. فيما توقع أن تتراوح أسعار النفط في الأسواق العالمية بين 40 و45 دولارا للبرميل في النصف الثاني من العام الجاري 2016 مع احتمال ارتفاعها إلى 50 دولارا للبرميل بنهاية العام. عودة التوازن نشر بنك غولدمان ساكس في تقرير له أول أمس أنه ينظر لاجتماع الدول المنتجة للنفط بنظرة تشاؤمية حيث أكد أن هذا الاجتماع لن يتمخض عن مفاجأة تدفع الأسعار للصعود. وقال البنك في تقريره: (إن تثبيت الإنتاج عند مستوياته في الآونة الأخيرة لن يعجل بعودة التوازن إلى السوق إذ إن مستويات إنتاج (أوبك) وروسيا في السنة الجارية تظل عند متوسطها السنوي المتوقع البالغ 40.5 مليون برميل يوميا). وأكد البنك أن عودة التوازن للسوق تتطلب بقاء أسعار النفط منخفضة متوقعا أن يبلغ سعر النفط في الربع الثاني من العام الجاري 35 دولارا للبرميل.