يعرف الوضع البيئي بالعديد من بلديات ولاية غليزان خلال السنوات الأخيرة، تدهورا ملحوظا، بسبب النزوح الريفية الذي عرفته معظم البلديات خلال العشرية السوداء وكذا الرمي العشوائي للقمامات، وبمفرغات لا تتوفر على المواصفات التقنية والبيئية، إلى جانب تدفق مياه الصرف الصحي في الطبيعة. الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 50 بالمائة من البلديات ال 38 لا تتوفر على مفرغات عمومية ولاتزال تعاني من هذا المشكل، حيث تُرمى النفايات وتنتشر بشكل عشوائي وسط التجمعات السكنية والشوارع وحتى بمناطق غير مخصصة لاستقبال النفايات المنزلية. ويعود هذا إلى نقص الوسائل المادية والبشرية التي أصبحت غير قادرة على التكفل بجمع الكم الهائل للنفايات الموزعة عبر التجمعات السكنية. وبغية التكفل بهذا الوضع استفادت ولاية غليزان في العشرية الأخيرة، من عدة مشاريع رافقتها نشاطات متنوعة على أكثر من صعيد، للتكفل بمشاكل البيئة التي أضحت تُطرح بحدة مع التوسع العمراني بمختلف بلديات الولاية، وفي غياب الوسائل الملائمة لجمع القمامات المنزلية. ولمواجهة هذه الوضعية حظيت ولاية غليزان بأول مشروع من هذا النوع سنة 2010، وهو مشروع مركز للدفن التقني للنفايات المنزلية خلال المخطط الخماسي الماضي، تم تجسيده ببلدية وادي الجمعة الواقعة غير بعيد؛ 12 كلم شرق عن عاصمة الولاية، ودخل حيز التشغيل في فيفري من سنة 2015. ويتربع المشروع على حوالي 36 هكتارا، وهي صالحة للاستغلال لمدة 25 سنة، ويشغّل المركز 74 عاملا من أعوان وإطارات وغيرهم من عمال، بمن فيهم 08 في إطار عقود ما قبل التشغيل. مركز الدفن التقني، حسب مديره السيد ميلود عامر الطاهر، يستقبل يوميا ما يعادل 215 طنا من النفايات المنزلية الناجمة عن سكان 12 بلدية تقع على محيطه (غليزان، وادي رهيو، وادي الجمعة، زمورة، دار بن عبد الله، بني درقن، بن داود، الحمادنة، سيدي خطاب، بلعسل، بوزقزة والمطمر). وحسب السيد مدير المركز، فإن مشكل الدفع من طرف بعض البلديات على رأسها بلدية غليزان، يعرقل نوعا ما السير الحسن للمركز كما يعرقل سير الاستثمارات، مفيدا بأن المركز يبحث عن استثمارات أخرى في إطار التعاقد مع الخواص، للتكفل بخدمات الرفع والردم التقني للنفايات. بالمقابل يسترجع المركز بعض المواد التي يتم تسويقها؛ حيث استرجع المركز سنة 2015، 51780 كلغ من الورق المقوى وأزيد من 56 ألف كلغ من البلاستيك و5120 كلغ من المعادن. الولاية حظيت بمشروع مركز ثان للردم التقني سينجز بوادي ارهيو في انتظار مركز ثالث يجسد بمنطقة مازونة. ويُرتقب أن يشرع في إنجاز مشروع المركز الخاص بمنطقة وادي ارهيو بعد الانتهاء من الدراسات الخاصة به، حسب مدير البيئة، الذي ذكر أنه سيقام على مساحة تفوق 10 هكتارات، وسيستقبل بعد استلامه 80 طنّا من النّفايات المنزلية في اليوم لسكان 7 بلديات تابعة لدائرتي وادي ارهيو وجديوية. كما ستنطلق قريبا أشغال إنجاز مفرغتين عموميتين مراقبتين بكل من دائرة يلل وجديوية، من شأنها التخفيف عن مركز الدفن التقني العملي حاليا. كما يُعتبر تلوث المياه المشكل الآخر المطروح على الجهات الوصية، مع العلم أنه يطرح حاليا أكثر من 51 ألف متر مكعب من المياه المستعملة في السنة عبر الولاية، أغلبها يتدفق في الطبيعة بدون معالجة باستثناء منطقة عمي موسى، التي أنجز بها في السنوات الماضية، محطة معالجة المياه المستعملة؛ قصد وقف تسربها نحو سد قرقار. ويجرى حاليا إنجاز محطة مماثلة بعاصمة الولاية بطاقة 216 ألف متر مكعب في اليوم، من شأنها التخفيف من هذه المشكلة وتحويل المياه المعالجة بها لأغراض الري الفلاحي بالمحيط المسقي "مينا"، حسبما أشير إليه.