شهدت مؤخرا ولاية تيزي وزو افتتاح مركز ولائي لمحو الأمية لفائدة تكوين وإدماج المرأة، يعد ال15 من نوعه على المستوى الوطني، تقدر طاقة استيعابه ب100 مكان، حيث سيمكن الفتيات والسيدات من الاستفادة من التكوين واكتساب معارف تساعدهن على مواجهة مصاعب الحياة. أشرفت رئيسة الجمعية الوطنية لمحو الأمية "اقرأ"، السيدة عائشة باركي، رفقة السلطات المحلية للولاية وعلى رأسها الوالي، على عملية تدشين مركز على مستوى المدينة العليا لتيزي وزو، يندرج في إطار الاحتفالات بالذكرى ال50 للإعلان عن اليوم العالمي لمحو الأمية، يعد بالكثير للمرأة في الولاية، حيث سيسمح بتكوين وإدماج هذه الشريحة من خلال تسخير هذا المركز الذي يضم قاعات دراسة وورشات لتعليم الخياطة، إلى جانب الإعلام الآلي، بغية تمكينهن من تحصيل معارف وتجارب حول كيفية التعامل مع الأجهزة الرقمية والمعارف العلمية وكذا اكتساب مهنة تفتح لهن أفاق الشغل حتى يكون للمرأة، خاصة الأمية الماكثة في البيت، هدف في الحياة. وأوضحت المتحدثة، على هامش عملية التدشين، أن التجربة البيداغوجية المعتمدة مؤخرا من طرف الجمعية الوطنية والرامية إلى تكوين وإدماج المرأة، إلى جانب إدراج تعليم هذه الشريحة تقنيات الإعلام الآلي والتحكم في هذه التكنولوجية، سمحت بحيازة الجمعية على جائزة "اليونسكو" عام 2015، مشيرة إلى أنه تم فتح 20 فصلا في ولاية تيزي وزو لتعليم اللغة الأمازيغية، في حين يرتقب فتح أقسام بولايات الجنوب الجزائري بالتنسيق مع المحافظة السامية للأمازيغية، بغية توسيع هياكلها من جهة والاستجابة للطلب من جهة أخرى، متأسفة في نفس الوقت عن المشكل المطروح والمتعلق بنقص المعلمين. أشارت السيدة باركي إلى أن الجمعية الوطنية لمحو الأمية استقطبت نحو 23 ألف تلميذ متسرب على المستوى الوطني ممن لم يسعفهم الحظ في الدراسة، حيث مكنتهم بفضل مرافقها وهياكلها من الحصول على تعليم بضم صفوفها إلى جانب شباب أقل من 16 سنة وفئة أخرى لم تلتحق كلية بالمدرسة ووجدت مكانا لها بمرافق جمعية "اقرأ". كما نوهت المسؤولة بجهود الجمعية التي أصبحت شريكا فعالا في إطار التحالف الدولي من أجل القضاء على الأمية وتحقيق التنمية المستدامة في آفاق عام 2030، مشيرة إلى التفاتة وزارة التربية للاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية بغرض تقييم محاورها والعمل على تحسين الأداء في سبيل تحقيق نتائج ذات جودة. بدوره والي تيزي وزو، السيد مراد براهيم، أكد على استعداد مصالحه لدعم أية مبادرة وجهد من شأنه توسيع وفتح أفواج تعليم الأميين بغية وصول مؤسسات جمعية "إقرأ" إلى كل القرى النائية والمعزولة لتمكين النساء من الاستفادة من تكوينات وإدماج، مؤكدا على ضرورة إشراك لجان القرى لتحقيق الهدف من أجل تخليص المجتمع من الأمية. للإشارة، فإن المركز الولائي الذي فتح أبوابه بحي زلال في المدينة الجديدة بتيزي وزو، لقي ترحيبا كبيرا من طرف سكان مدينة تيزي وزو، حيث جاء ليعزز مرافق محو الأمية الناشطة، وكذا تشجيع مختلف المبادرات لاستقطاب أكبر قدر ممكن من النساء والفتيات من أجل التسجيل في أفواج الجمعية التي حرص مسوؤلوها بالولاية على القيام بمهامهم على أحسن وجه، ولعل مراسيم تكريم وتوزيع الشهادات بعد كل تكوين خير دليل على ذلك.