أعلن وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس، مواصلة وزارته تزويد قطاع التربية والتعليم بكل إنجازاتها المتعلقة بالذاكرة التاريخية لاستغلالها واعتمادها كمرجع تستلهم منه الأجيال الحالية والقادمة العبر والدروس وتتعرّف على تاريخها الثوري. وقال وزير المجاهدين خلال إشرافه أمس، على ندوة تاريخية بالمتحف الوطني للمجاهد إحياء للذكرى ال58 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، أن وزارته ستعمل على تعزيز المنافسة بين تلاميذ المدارس والطلاب من خلال تنظيم مسابقات تاريخية وثقافية. مذكّرا في هذا السياق بتخصيص الدرس النموذجي أثناء الدخول المدرسي الحالي للبعد الإنساني لأبطال الثورة التحريرية. وقال إن كل ذلك يندرج في إطار حرص الحكومة على تكريس وتعزيز عناصر الذاكرة والهوية الوطنية في المنظومة التربوية، خاصة وأن من بين أهم أولويات رئيس الجمهورية التعريف بالموروث التاريخي والثقافي، واعتبار ذلك فرض عين يمليه الواجب الوطني. وقال في هذا السياق إن هذا "الموروث هو أعز ما يملكه الشعب الجزائري ويتعين علينا توثيقه وتدوينه". وقاده ذلك للحديث عن سلسلة المبادرات التي أطلقتها وزارة المجاهدين، وتندرج في إطار ترقية وتثمين التراث التاريخي والثقافي للحركة الوطنية والثورية وتعليمة وتلقينه وتعريفه للأجيال. ومن بين هذه المبادرات إنتاج وتوزيع العديد من الأفلام والأشرطة الوثائقية والثورية، وطبع وإعادة طبع الكتب التاريخية وتنظيم الندوات والملتقيات التاريخية، فضلا عن تسجيل الشهادات الحيّة من أفواه من عايشوا أحداث الثورة. وزير المجاهدين أشاد أيضا بدور الدبلوماسية الجزائرية التي لعبت دورا هاما أثناء الثورة وحافظت على وهجها، حيث كان لها نجاح مشهود له دوليا مافتئت تحققه إلى يومنا هذا تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ومساهمته الدائمة في استتباب الأمن الدولي والإقليمي وتعزيز فرص التعاون. وعرفت الندوة تدخلات لعدد من الأساتذة المختصين على غرار الدكتور محي الدين عميمور، الذي أكد على عبقرية الثورة وصنّاعها، حيث قال حتى وإن كان البعض منهم لا يتملك مستوى تعليميا عاليا إلا أنهم تميّزوا بالعبقرية التي تجلت في بيان أول نوفمبر ووثيقة مؤتمر الصومام، وتأسيس الحكومة المؤقتة وغيرها من المؤسسات والهياكل التي أنشأوها جعلت ثورتنا مميّزة عن باقي ثورات عصرها. من جانبه اعتبر المؤرخ والأستاذ عامر رخيلة، أن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية يمثل تتويجا للمؤسسات التي أقامتها جبهة التحرير الوطني مثل اتحاد الطلبة والاتحاد العام للعمال الجزائريين، والاتحاد العام للتجار الجزائريين والمجلس الوطني للثورة ولجنة التنسيق والتنفيذ التي كان أعضاؤها يتولون مهام شبه حكومية. وقال إن هذه حكومة ضمّت كل التيارات الوطنية وحددت ملامحها منذ البداية بأنها جمهورية، وهو ما يعني تبنّي النظام الجمهوري بعد الاستقلال. أما الأستاذ بشير مديني، الذي اعتبر أن الحكومة المؤقتة لم توف بعد حقها من الدراسات سواء على المستوى الأكاديمي أو الجامعي وحتى من منظور الشهادات التي تقدم بخصوصها.