شهدت مدينة مستغانم، يوم الأربعاء الماضي، تسليم جائزة الأمير عبد القادر "للسلم والعيش معا"، في طبعتها الأولى، بإشراف من وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، وتنظيم الجمعية العالمية الصوفية العلاوية "أيسا" والمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة "جنة العارف" وبرنامج المتوسط للقرن الواحد والعشرين "ماد21". وقد منحت الجائزة لوزير الخارجية الأسبق ومبعوث الأممالمتحدة، الأخضر الإبراهيمي، عن الضفة الجنوبية للمتوسط، والسيد فيديريكو مايور، المدير السابق لمنطمة اليونسكو عن الضفة الشمالية، والسيد ريموند كريتيان من كندا عن باقي العالم، فيما عادت جائزة الميزة الخاصة لكل من الوزير الطاهر حجار والأستاذ الجامعي عصام الطوالبي مدير منبر اليونسكو من أجل حقوق الانسان. وقد شهد الحفل حضورا مميزا لكبار الشخصيات العالمية في مجال حقوق الإنسان والسلم العالمي على غرار السفير وحفيد الأمير عبد القادر، إدريس الجزائري، والسيدة فضيلة لعنان كاتبة الدولة ووزيرة الحكومة الفرنكوفونية ببروكسل، وعدة وزراء سابقين على غرار بوعلام الله غلام الله وناصر مهل ودحو ولد قابلية، إلى جانب الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وسفراء كل من إيران، اندونسيا، فرنسا، كندا، إسبانيا، بلجيكا، وكرواتيا والقنصل العام للمملكة المغربية والقنصل العام لفرنسا والقنصل العام لإسبانيا بوهران. كما حضر الحفل رئيس الزاوية البلقايدية الهبرية ووالي مستغانم ووالي وهران، فيما غاب عن الحفل المكرم الثاني بجائزة الأمير عبد القادر، السيد فريديريكو مايور، بسبب المرض، حسبما كشف عنه سفير إسبانيا بالجزائر، كما غاب وزير التعليم العالي والبحث العلمي المتوج هو كذلك بالميزة الخاصة والذي ناب عنه الأمين العام للوزارة. واستهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها عدد من مريدي الزاوية الصوفية البلقايدية بمستغانم لتليها كلمة والي مستغانم، السيد عبد الحميد طمار، أثنى فيها على نجاح الحفل الكبير المنظم بولاية مستغام منوها باختيار شخص الأمير عبد القادر لتتويج الفائزين بالجائزة والذي اعتبره رجل سلم وعلم يشهد له التاريخ بعالميته في السلم بتلقينه لدروس التسامح والدبلوماسية، والذي حذا حذوه كثير من أبناء الجزائر، وكان الأخضر الإبراهيمي، يضيف الوالي، أحد النماذج وأحسن مثال لهذه المدرسة التي أنجبت كذلك ادريس الجزائري الذي يعد أحد نماذج المدرسة الجزائرية في نشر ثقافة السلم والسلام وغيره كثير من الشخصيات والأسماء، مضيفا بأن مبادرة السلم والتعايش السلمي وقفة تاريخية تسجل لولاية مستغانم ومسعى إنساني نبيل. من جهته، أكد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، في كلمته بأن تبني الجزائر ليوم عالمي للسلم والتعايش السلمي يعد مكسبا هاما، كما أن الجائزة المسلمة لشخصيات دبلوماسية مرموقة لحظة تاريحية فارقة، خاصة وأنها حملت اسم قامة من قامات التاريخ الجزائري والفكر الوسطي الذي يعكسه اسم الجائزة. وقال ميهوبي "لم يكن الأمير نقطة تحول في تاريخ الجزائر فحسب بل هو حلقة من حلقات تاريخ البحر الأبيض المتوسط لأنه الرجل الذي آمن بالسلام في أرقى معانيه فلم تكن تهمه الديانات بل العمل للصالح العام، وهو فكر ليس بغريب عن الجزائر فهو بعيد عن أي غلو أو مصادرة للرأي"، موضحا أن المكرمين بالجائزة كل واحد منهم له باع في خدمة السلم، وأن وجود الأخضر الابراهيمي وريموند كريتيان المعروفين بدورهما في السلم والسلام في القارات الخمس لخير دليل على حسن الاختيار. ودعا ميهوبي "كل مهتم بالشأن الديني والثقافي بالجزائر لأن يسعى لإعادة بلورة المحمول الثقافي والديني الجزائري بكل حيادية وتشكيل جدار ضد التطرف"، منوها بحرص رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على غرس روح التسامح والسلام، حيث أكد في أكثر من مرة على دور الأمن والسلم في منع التطرف وتقريب المسافات بين مختلف الثقافات والديانات، وكشف ميهوبي أن وزارته لن تدخر أي جهد لدعم مثل هذه المبادرات التي تصب في خدمة ثقافة السلم. من جهته، أكد الشيخ خالد بن تونس بأن المبادرة التي اجتمعت حولها كل هذه الشخصيات دليل على حسن المسعى، داعيا إلى بلورة ذلك ميدانيا من خلال تثبيث المبادرة كيوم عالمي للسلم والتعايش السلمي. أما إدريس الجزائري فعدد مناقب جده الأمير عبد القادر التي بلورت شخصه كرجل سلام، شاكرا كل الجمعيات التي سعت لتجسيد هذه الجائزة ميداينا. بدورها، قالت رئيسة الحكومة الفرنكوفونية ببروكسل، فضيلة لعنان، بأن الجائزة اعتراف بدور شخصيات صنعت لنفسها مكانا في تاريخ السلم والتعايش وأن المباردة جسر تواصل بين الجزائر وكل دول العالم المؤمن بالتعايش السلمي. كما تداول على إلقاء الكلمات كل من حميد دمو رئيس الجمعية العالمية الصوفية العلاوية "أيسا" والمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة "جنة العارف"، ورئيس برنامج المتوسط للقرن الواحد والعشرين "ماد21" ليفتح المجال بعدها للتكريمات، حيث قدم وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، رفقة الشيخ بن تنوس ووالي مستغانم درع التكريم للدبلوماسي الأخضر الابراهيمي إلى جانب شهادة اعتراف وبرنوس عرفانا لما قدمه للسلم في العالم. وقد ألقى بعدها الأخضر الإبراهيمي كلمة بمناسبة تسلمه جائزة الأمير عبد القادر للسلم والتعايش السلمي التي احتضنتها مؤسسة جنة العارف بمستغانم، حيث دعا إلى زرع ثقافة السلم والتعايش السلمي، والحوار والتفاهم في جميع دول العالم عوض التناحر والفتن، وإلى الاقتداء بمسيرة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة المفكر الأمير عبد القادر رجل السلم والتعايش، الرجل الذي نال تقدير العالم لبعد نظره وإنسانية مواقفه في السلم والحرب. كما اعتبر الأخضر الإبراهيمي بأن استحداث جائزة السلام والعيش معا باسم الأمير عبد القادر دعوة مفتوحة للمجتمع الدولي للعمل من أجل زرع ثقافة السلم وتحقيق التعايش السلمي بين البشرية جمعاء، منوها بالدور الكبير الذي لعبه كل من إدريس الجزائري حفيد الأمير عبد القادر، وفريديكو مايور الرئيس السابق لمنظمة اليونسكو في خدمة الإنسانية والتعايش السلمي عبر العالم. كما تسلم السفير الاسباني بالجزائر درع تكريم فريديركو مايور الذي غاب عن الحفل لتنتهي المرحلة الأولى من التكريمات بتقديم الدرع الثالث للسفير ريموند كريتيان الذي عبر عن سعادته بتسلم الجائزة التي تحمل في تسميتها كل سمات شخصية كانت القدوة في السلم والتعايش السلمي. كما تم تكريم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد القادر حجار، بجائزة التميز لمنبر اليونسكو والتي تسلمها نيابة عنه الأمين العام للوزارة والذي أكد أن هذا التتويج دعم لكل الجهود التي تصب في خدمة العلم والتنمية المستدامة، وهو ما ذهب إليه الأستاذ عصام طوالبي الذي تسلم جائزة التميز لمنبر اليونسكو باعتبارة رئيس المنبر، كما شهد الحفل تكريما خاصا للسفير إدريس الجزائري وفضيلة لعنان. من جهته، تسلم عمدة بلدية "القادر" الأمريكية مفتاح مدينة معسكر كرمز للتواصل وعنوان للتقارب رغم بعد المسافات، وقد أكد سعيه لمواصلة العمل مع الجمعية حول شخصية الأمير عبد القادر واعدا الجميع بالعودة إلى الجزائر. كما عرف الحفل تكريم عدد من السفراء من بينهم الإيراني، الاندونيسي، الفرنسي، الكندي، الاسباني، البلجيكي والكرواتي، والقنصل العام المغربي والقنصل العام لفرنسا والقنصل العام لاسبانيابوهران بمنحهم لوحة فنية من الثراث الجزائري، وهي المبادرة التي لقيت استحسان السفراء والقناصلة في وقت قامت فيه سفيرة اندونسيا بالجزائر بتسليم لوحة فنية تحمل آيات قرآنية للشيخ خالد بن تونس عرفانا بما يقدمه من خدمات في سبيل السلم والسلام. ليختتم الحفل بأخذ صورة تذكارية جمعت كل المتوجين والسفراء إلى جانب الوزير ورؤساء الجمعيات المبادرة بتنظيم الجائزة ووالي مستغانم ووالي هران. إدريس الجزائري (الدبلوماسي وحفيد الأمير عبد القادر): كل الاتهمات الموجهة للإسلام تنافي الواقع أشكر الشيخ خالد بن تونس وكل الفريق الذي عمل معه لتنظيم هذا الملتقى الذي كان منذ مدة طويلة أمنية كل فعاليات المجتمع الدولي، وكنا نحن كمؤسسة الأمير عبد القادر قد سطرنا ضمن برامج المؤسسة تنظيم مثل هذه التظاهرة ولكن الظروف حالت دون ذلك، إلا أن الأمنية تحققت على يد زملائي من الشخصيات الجزائرية وبمبادرة جزائرية، والشخصيات المكرمة أعرف اثنين منها وقد عملت معهما كثيرا خاصة الأخضر الإبراهيمي والسيد فيديريكو مايور، وثالثهم من كندا أتفاءل خيرا بدوره في السلم العالمي وأعتقد بأن الأمر يتعلق بمد الجسور بين دول الجنوب ولا لاسيما الدول الإسلامية. هذه التظاهرة تكشف حداثة ثراث الأمير عبد القادر في الوقت الذي نرى فيه في أوربا كل الأحزاب الشعبوية تدعي بأن الإسلام دين عنف، متناسين الأمير عبد القادر كرمز للتسامح من خلال دوره في إنقاذ المسيحيين بدمشق، حيث عرض الأمير حياته وحياة زملائه للخطر، وقد لقي وقتها انتقادات بخصوص إقدامه على حماية المسيحيين، وقيامه في نفس الوقت بقتال الفرنسيين الغزاة، فقال الأمير عبد القادر: "لم أكافح الغزاة الفرنسيين لبلادي لأنهم مسيحيون بل لأنهم غزاة محتلون وبالنسبة للمسحيين بدمشق فقد قمت بدوري وما يفرضه علي الإسلام وهو واجب ديني وإنساني". وأضاف ادريس الجزائري يقول "فكيف يتهم الاسلام اليوم بالتطرف؟ هذه كلها مزاعم غير صحيحة حول الاسلام وهي تنافي الواقع، واليوم لا بد من الإكثار من هذه الملتقيات التي تبرز سماحة الإسلام". كواليس ❊أكد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، قبل إلقاء كلمته بأنه خرق البروتوكول بتوجيهه الشكر للجمهور الذي شارك في الحفل قبل شكر الدبلوماسيين. ❊ البرنوس سجل حضوره من خلال تكريم الأخضر الإبراهيمي وفضيلة لعنان ببرنوس تقليدي مستغانمي. ❊ عدد المشاركين تجاوز الألفين، حيث لم تتسع لهم الخيمتان الكبيرتان اللتان نصبتا لاستقبال الضيوف مما اضطر مئات المدعوين لمتابعة حفل التكريم وقوفا. ❊ فتحت إدارة مؤسسة جنات العارفين أبواب المعارض أمام الجمهور الذي تجول بداخل المعارض مع تسجيل مشاركة مئات العائلات المستغانمية بحفل التتويج. ❊ شوهد الوزير عز الدين ميهوبي وهو يأخذ صورة تذكارية مع عمدة مدينة القادر الأمريكية بواسطة هاتفه النقال. ❊ لم يتمالك عدد من السفراء أنفسهم في ختام الحفل بعد أن قام أتباع الطريقة الصوفية بترديد أناشيد في مدح النبي (ص) فحاولوا الغناء وشوهدوا وهم يحركون رؤوسهم مع نغمات الأناشيد. سفير بلجيكا السيّد كريستيان فان ديرسشي: المبادرة إنسانية بامتياز عبّر سفير بلجيكا بالجزائر السيّد كريستيان فان ديرسيشي، عن سعادته بحضور حفل توزيع جائزة الأمير عبد القادر للسّلم والعيش معا، بدعوة من رئيس مؤسسة "جنّة العارف" خالد بن تونس، والتي كانت أول خرجة له خارج العاصمة منذ قدومه للجزائر قبل 15 يوما، كما أوضح أنه من فخرا أن تبعث بلجيكا وزيرا لرئاسة حفل توزيع الجائزة ممثلا في شخص السيّدة فضيلة لعنان كاتبة الدولة، رئيسة الحكومة الفرانكفونية ببروكسل، معتبرا هذه المبادرة الإنسانية رسالة قوية ودعوة انطلقت من الجزائر للعالم من أجل نشر السلام والعيش معا، وهي مهمة جدا في وقتنا الحالي الذي تعيش فيه العديد من دول العالم ويلات الحروب والارهاب ورفض الآخر. السفير الإسباني بالجزائر: سعيد بتتويج إسبانيا بجائزة الأمير عبد القادر عبّر السفير الإسباني بالجزائر أليخاندرو فوناكو، عن سعادته البالغة بحفاوة الاستقبال الذي تلقاه خلال حضوره سهرة الأربعاء الفارط، لفعاليات تسليم جائزة الأمير عبد القادر "للسّلم والتعايش معا" بمبادرة من مؤسسة "جنّة العارف" بمستغانم، التي عادت إحداها لشخصية إسبانية تتعلق بالأمين السابق لمنظمة "اليونيسكو" السيّد فيديريكو مايور، الذي اعتذر عن الحضور لأسباب صحية، حيث اعتبرها كنوع من الاعتراف بالمجهودات والخدمات التي قدمها كأمين عام سابق لمنظمة "اليونيسكو" في نشر السّلم عبر العالم والتي تتوافق مع أفكار ومبادئ جائزة الأمير عبد القادر ومؤسسها الشيخ بن تونس، وهو ما عبّر عنه خلال الرسالة الفيديو التي بعث بها للحضور، فيما اعتبر معرفته بشخصية الأمير عبد القادر كرجل مواقف يجب أن تمنح له المكانة التي يستحقها كونه رجل دولة ومقاومة وإنسانا مدافعا عن الأقليات من مختلف المعتقدات.كما ثمّن سفير إسبانيا الشراكة الجزائرية الإسبانية سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي وحتى الاجتماعي، فالمستقبل القادم للعمل معا على حد قوله فيما أكد أن التبادل التجاري بين البلدين مهم جدا، حيث تعد إسبانيا الزبون الثاني للجزائر والممون الرابع لها، مشيرا إلى أن الأمور تمر في أحسن الأحوال والمهم حسبه الاستثمار والمصالح المشتركة إضافة إلى تمتين الروابط بين البلدين. فضيلة لعنان كاتبة الدولة، رئيسة الحكومة الفرانكفونية ببروكسل: المبادرة تأسيس ليوم عالمي للعيش معا عبّرت السيّدة فضيلة لعنان، كاتبة الدولة، رئيسة الحكومة الفرانكفونية ببروكسل ذات الأصول الجزائرية، خلال الكلمة التي ألقتها في حفل توزيع جائزة الأمير عبد القادر للسلام والعيش معا بمستغانم، عن سعادتها بمشاركتها. وقالت في هذا الصدد "عندما وجه لي رئيس مؤسسة "جنّة العارف" خالد بن تونس، الدعوة لزيارة الجزائر للمرة الثالثة وحضور الحفل لم أتردد لحظة في القبول ومشاركة الجميع هذه المناسبة السعيدة، لكن عندما علمت إن الوجهة تغيّرت وستكون مدينة وهران زادت فرحتي لزيارة المدينة التي ولد فيها والداي وتزوجا بها قبل السفر للعيش في بلجيكا، وقد تلقيت كل الترحاب والمحبّة"، وأضافت قائلة "اعتبر أن العيش معا في سلام أمر مهم جدا لأنني أعرف جيدا ما حصل بالعديد من الدول التي عانت ولا تزال تعاني من ويلات الإرهاب منها الجزائر، تونس، سوريا، فرنسا وبلجيكا، أتمنى أن نبني جسورا للمحبّة والسلام" وأوضحت رئيسة جائزة الأمير عبد القادر قائلة "إننا اليوم نؤسس ليوم عالمي للتعايش السلمي، فعندما حدّثني عنه خالد بن تونس، رئيس مؤسسة "جنّة العارف" وجدتها فكرة جيدة يجب حملها إلى نيويورك لدعم هذا المسعى الإنساني وتجسيده على أرض الواقع لأنّنا حاليا في أمس الحاجة إلى نشر ثقافة السلام والعيش معا، وانتهز فرصة وجود سفراء عدد من دول العالم لأدعوهم لنقل هذا المسعى لبلدانهم ودعم فكرة التأسيس ليوم عالمي للسّلم والعيش معا. رئيس بلدية القادر الأمريكية جوشوا روبرت بوب ل"المساء": نعمل على مشروع توأمة بين مدينتي معسكر و" القادر" أتواجد هنا بصفتي عمدة بلدية "القادر" الأمريكية بولاية "أيوا" وأنا جد سعيد لوجودي بالجزائر لأول مرة، وأنا أفتخر بشخصية الأمير عبد القادر الذي اطلعت على سيرة حياته منذ سنوات بحكم وجودي بهذه المدينة التي تحمل اسم شخصية تاريخية كبيرة وهامة في تاريخ الإنسانية، وقد علمت بأن الأمير عبد القادر من مواليد مدينة معسكر لذلك قمنا بمدينة "القادر" بإطلاق اسمها على أكبر حديقة في المدينة "معسكر بارك" وذلك تيمنا بهذه المدينة التي أنجبت هذه الشخصية الفذة والعالمية في مجال السلام. كما أكشف لكم بأني أحضر لمشروع توأمة وهو في طور التحضير من خلال تصوري للسلم العالمي وذلك بهدف نشر وتكريس قيم وأخلاق الأمير عبد القادر لدى ساكنة "القادر" وأنا جد ممتن بهذه الدعوة، ونحن مع كل مبادرة لجمع الناس للعيش معا وتجاوز الأحداث والتأسيس لثقافة العيش المشترك. الشيخ خالد بن تونس الرئيس الشرفي للصوفية العالمية السلام ليس دعوة لوقف العنف والحرب فقط، بل هو ثقافة يجب حملها والإيمان بها والتفكير على أساسها، لأن الفكر البشري يجب أن يقود للوصول إلى الحقيقة، وبالوصول للحقيقة سنتمكن من تخطي الاختلاف للعيش معا في سلام. محمد عزيزة رئيس برنامج "ماد21": هذه بيعة ثانية للأمير عبد القادر إجماع العالم حول شخصية الأمير عبد القادر كرمز للسلم والتعايش كان دعما لنا في السير بهذه المبادرة التي تعد بيعة ثانية للأمير عبد القادر الجزائري، وما الحضور الهام والكبير للمشاركين والمكرمين من الشخصيات الدولية لخير دليل على الإجماع الذي تلقاه المبادرة. حميد دمو رئيس جمعية "أيسا" ومؤسسة "جنة العارف": جائزة الأمير عبد القادر للسلم والتعايش السلمي انطلقت من شجرة الدردار ومن ولاية معسكر التي وقعت تحتها اتفاقيتنا مع مؤسسة "ماد 21" وهي جائزة ستتواصل سنويا بتكريم أسماء كان لها دور في تكريس السلم العالمي وسنحافظ على هذه المبادرة مع الدفع بالسلم والتعايش السلمي إلى الامام. مقر مؤسسة "جنّة العارف" تحفة معمارية عاشت ولاية مستغانم سهرة الأربعاء الماضي، أجواء احتفالية استثنائية جعلتها محط أنظار العالم باحتضانها فعاليات الطبعة الأولى لجائزة الأمير عبد القادر "للسّلم والعيش معا" المنظمة من طرف الجمعية العالمية الصوفية العلاوية والمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة "جنّة العارف"، وبرنامج "ميد21". الفعالية سجلت حضور مئات المواطنين والعائلات من أتباع الطريقة العلوية الذين قدموا من داخل ولاية مستغانم والولايات المجاورة، للمشاركة في الحفل إلى جانب شخصيات وطنية وعالمية بارزة، وسفراء عدد من دول العالم منها فرنسا، بلجيكا، أمريكا، كندا، إسبانيا، أندونيسيا إلى جانب السيّدة فضيلة لعنان كاتبة الدولة، رئيسة الحكومة الفرانكفونية ببروكسل. وما يلفت انتباه الزائر لمقر مؤسسة "جنّة العارف" الذي احتضن الفعالية شساعته وتصميمه المعماري بحدائق ونافورات الماء، وأماكن استراحة، والخضرة التي تحيط بالمكان وسيلة التنقل المتمثلة في عربة الحصان، وميدان تربية الخيول العربية الأصيلة... كلها تفاصيل تشعرك بأن الوقت توقف في زمن معين. كما وجد الحضور فرجة في الطقوس الدينية التي برمجها المنظمون قبل الانطلاق الرسمي لحفل توزيع الجوائز منها قراءة القرآن جماعة، ومدائح دينية، وعروض فلكلورية أخرى نشطتها فرق الخيالة بلباسها التقليدي وطلقات البارود المدوّية. ضمت مراجع، صورا وشهادات تعرض لأول مرة 3 معارض للأمير، العلوي والمرأة تخلل حفل تسليم جائزة الأمير عبد القادر للسلم والعيش معا تنظيم 3 معارض كبيرة نظمت ببهو مقر مؤسسة "جنة العارف" وكان أهمها معرض حول الأمير عبد القادر الذي دشنه الأخضر الإبراهيمي وعدد كبير من المدعوين للجائزة العالمية، والمعرض الذي كان قد نظم بعدة مناطق من العالم على غرار مؤسسة العالم العربي بباريس والبرلمان الأوربي، مقر الأممالمتحدة، وجامعات طوكيو، ألمانيا، اسبانيا سوريا، تركيا، كندا وقطر. المعرض الثاني تناول تاريخ الشيخ العلوي الذي يعد مدرسة للتعايش السلمي والتسامح، حيث سلط الضوء على شخصية الشيخ أحمد ابن مصطفى العلوي الذي ترك رسائل هامة وأجاب على تساؤلات نطرحها اليوم. أما المعرض الثالث فقد خصص للمرأة عبر العصور خصص جناح منه ل9000 امرأة تم محوهن من الذاكرة الجماعية بينهن عالمات ومثقفات وسياسيات ومكافحات، وهو المعرض الذي كشف عنه النقاب لأول مرة خلال المؤتمر العالمي للمرأة حول الثقافة والسلم "الكلمة للمرأة" المنعقد بوهران سنة 2014. كما ضم المعرض جناحا خاصا بلباس المرأة الجزائرية من 1830 لغاية 1930 والموزع على 24 لوحة، فضلا عن معرض لبيع الكتب الخاصة بتاريخ الأمير عبد القادر ومؤلفاته التصوفية وعدد من مؤلفات التصوف والطريقة العلوية بالجزائر والعالم كلية الحقوق بجامعة الجزائر 1 الإعلان عن إطلاق كرسي اليونيسكو للأمير عبد القادر كشف الأستاذ المحاضر بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الجزائر 1، عصام طوالبي الثعالبي، على هامش حفل تسليم جائزة الأمير عبد القادر بمستغانم سهرة الأربعاء الماضي، عن إطلاق كرسي "اليونيسكو" للأمير عبد القادر لحقوق الإنسان وثقافة السلام بجامعة الجزائر1 بعد موافقة اللجنة الجزائرية لليونيسكو والإمضاء على الاتفاقية المبرمة في 15 جوان الفارط، بين رئيس جامعة الجزائر السابق والوزير الحالي للتعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم. ويضم المخبر الدولي الذي سيتخذ مقره بسعيد حمدين بكلية الحقوق، 12 باحثا من ضفّتي البحر الأبيض المتوسط، الذي سيدشن قريبا حسب المصدر وسيشتغل على عدة محاور منها "حقوق الإنسان" و"حقوق المرأة "، الأقليات الدينية" و"التعريف بفكر الأمير عبد القادر". يعمل المخبر على تنظيم ملتقيات، وندوات ومؤتمرات، فيما سيتدعم بباحثين آخرين من مختلف كليات الحقوق عبر جامعات الوطن من أجل إثراء البحث وإنشاء موقع إلكتروني لتمكين المهتمين من الاطلاع على عمل هذه الهيئة. ويهدف المخبر حسب المتحدث إلى ترقية ثقافة حقوق الإنسان من جهة، والتعريف بشخصية الأمير عبد القادر من جهة أخرى كأحد روّاد حقوق الإنسان بالأخص في زمن الحرب (القانون الدولي الإنساني)، حيث كان الأمير عبد القادر أول من دوّن ميثاق ونص قانوني سبق معاهدة جنيف يتضمن حفظ حقوق الضحايا والأسرى في زمن الحرب، والكثير من مؤرخي القانون يقولون اليوم إن الأمير عبد القادر، واحد من روّاد تدوين القانون الإنساني، إلى جانب مساهمته فيما يخص التدخل الإنساني (واجب التدخل)، وذلك في حل النّزاع الذي نشب بين المسلمين في دمشق سوريا والأقلية المسيحية، حيث أخذ بواجب التدخل وغامر بحياته وحياة أهله لحقن دماء المسيحيين السوريين، وقد تلقى الشكر من البابا آنذاك ومن مختلف رؤساء العالم، وعندما سئل عن سبب تصرفه أجاب أنه قام بما أملته عليه الشريعة المحمدية وحقوق الإنسان. فمعنى كلمة حقوق الإنسان مثلا في العالم الإسلامي يضيف الأستاذ عصام طوالبي تنقسم إلى شقّين الأول يتعلق بالشريعة والثاني بالإنسان الذي يعد بحد ذاته مصدرا لحقوق الإنسان (نظرية الحقوق الذاتية)، فالشريعة الإسلامية جاءت لتقر ما يقول به العقل وهو ما يعكس النّظرة العقلانية للأمير عبد القادر، الذي يستحق أن ينشأ له كرسي "اليونيسكو" يحمل اسمه، هذه الشخصية التي يجهلها الكثير من أبناء بلدنا لاسيما الجيل الحالي. وأضاف المتحدث أن التراث العلمي للأمير عبد القادر الذي كان من محاربي التقليد فقد مرت مسيرته بمرحلتين الأولى مرحلة الرئيس والمجاهد ومرحلة المفكر بعد نفيه إلى دمشق، أين كان يشرح كتب محي الدين ابن العربي، حيث ظهرت عنده شخصية الصوفي والفيلسوف المجدد، بينما هناك الكثير من الباحثين لا يرون في هذا الرجل غير المحارب والعابد متجاهلين الفيلسوف والمفكر.