عبر وزير الاتصال حميد قرين عن تأسفه لكون جهود الوزارة للرفع من مستوى واحترافية الصحفيين من خلال برمجة سلسلة من الدورات التكوينية لفائدتهم، لم تعط النتائج المرجوة، من حيث الوصول إلى تغيير أسلوب الصحفي والدفع به إلى الاحترافية في مهنته التي لا تؤمن بشعار "التحمس والتسرع". الوزير قال إنه سيظل يكرر مفهوم الاحترافية والمسؤولية ويلح عليها إلى أن تصل الفكرة ويتغير أسلوب الصحفي. ورغم التحسن الطفيف - يضيف الوزير- إلا أن ما شاهدناه في المرحلة الأخيرة من تجاوزات إعلامية في قضايا حساسة يؤكد أنه ينتظرنا عمل كبير ووقت طويل لإيصال رسالة الاحترافية إلى جمهور الإعلاميين والصحفيين. قرين كشف عن مشروع كتاب سيتم توزيعه يوم 22 أكتوبر الجاري بمناسبة الاحتفال بجائزة الصحفي المحترف، يتضمن كل مداخلات الخبراء والمختصين الذين تداولوا على تنشيط 40 دورة تكوينية. وزير الاتصال، ولدى إشرافه أمس على افتتاح ندوة فكرية بعنوان "محاربة الجريمة مسؤولية الجميع" من تنظيم إذاعة القرآن الكريم التي احتفلت بمرور ربع قرن على تأسيسها، دعا إلى الالتزام بالمسؤولية والاحترافية لاسيما في المواضيع ذات صلة بالجريمة. وأوضح أن كل الدورات التكوينية التي تمت برمجتها لفائدة الصحفيين ونشطها إعلاميون مرموقون كانت تتحدث في مجملها عن مبادئ الإعلام الأساسية ممثلة في الاحترافية والمسؤولية.. إلا أنه لم يتم التوصل إلى تغيير أسلوب البعض منهم. الاحترافية يقول الوزير- تتطلب التأني والتأكد من مصدر الخبر، لاسيما في التغطيات المتعلقة بالمجتمع وبالمأساة التي عاشتها العائلات الجزائرية خلال الأشهر الماضية والمتعلقة بحالات الاختطاف. وفي هذا الإطار، أكد المسؤول أن التكوين يعتبر أحسن طريقة للالتزام بمواصفات الصحفي المحترف .. ولا عيب يضيف قرين - في تكرار نفس المواضيع التكوينية على اعتبار أن التكرار هو قاعدة في الاتصال لتمرير الرسالة الإعلامية. وفق دراسة أجرتها الوزارة، فقد تم تسجيل بعض التحسن في مستوى الإعلاميين، حسب المسؤول الأول عن قطاع الاعلام، مشيرا إلى أن الدراسة توصلت إلى أن التسرع والحماس الذي يجر بعض الصحفيين إلى نشر مقالات دون التأكد من مصدرها ناتج عن "تأثير شبكات التواصل الاجتماعي التي يتحول فيها الصحفي إلى رئيس تحرير وصحفي ومسؤول النشر ومخرج في آن واحد، ويسمح لنفسه بالشتم والسب والإساءة وفق حرية مطلقة وبدون ضوابط. الوزير دعا الصحفيين وبإلحاح إلى الالتزام بالمسؤولية والتأكد من المعلومة من مصدرها لاسيما مع قطاع العدالة أوالاجهزة الأمنية كالدرك والأمن الوطنيين ومصادر أخرى، مضيفا "لا بد أن تكون المعلومة موثوقة لأن الصحفي يمكن أن يكون سببا في الحزن كما يمكن أن يكون سببا في الفرح، ودعا إلى اختيار الوقت والأسلوب المناسبين لبث الخبر. من جانبه، أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف الذي حضر افتتاح الندوة، عن تنظيم قافلة توعوية تتكفل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وكذا الإذاعة الوطنية بتمويلها بحيث تجوب الولايات وتستهدف المؤسسات التربوية ودور الثقافة والسينما وتدخل في نقاش تفاعلي مع أفراد المجتمع بغية القضاء على الجريمة ومصدرها ومنه التخفيف عن جهود مصالح الأمن. بالمناسبة، نوه الوزير بالدور التوعوي الذي تقوم به إذاعة القرآن الكريم من خلال الإعلام الملتزم، داعيا الأئمة إلى دعم هذه القناة التي تقوم إلى جانب المسجد والزاوية والجريدة بدور نبيل امتثالا لواجب الخدمة العمومية.