اختتمت بمستشفى "الدكتور بن زرجب" في وهران، فعاليات الملتقى الوطني للتكوين الموجه لتكوين الأطباء الأخصائيين في الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل الوظيفي، للتكفل بالتشنجات العضلية التي يعاني منها الأطفال المصابون بالشلل الدماغي والإعاقة الحركية، حيث عرفت مشاركة أزيد من 50 مختصا قدموا من مختلف ولايات الوطن، على غرار قسنطينة، عنابة، باتنة، سوق أهراس والعاصمة، تلمسان، سيدي بلعباس، سعيدة وحتى من جنوبنا الكبير، إلى جانب البروفيسور شاليات، من المستشفى الجامعي بليون الفرنسية. خصص اليوم الثاني من هذه الفعالية الطبية التي احتضنتها مصلحة الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل الوظيفي التي تدعم بها المستشفى هذه الأيام، للجانب التطبيقي والتكفل الفعلي بالأطفال المصابين بالشلل الدماغي، من خلال ورشة تطبيقية تم خلالها حقن 07 أطفال مرضى بمادة "توكسين بوتيلينيك" المعالجة للتشنجات العضلية، حسبما ذكره رئيس المصلحة، البروفسور العيادي خالد. كما استفاد المشاركون في هذا اللقاء التكويني من دروس نظرية تتعلق بالتعريف بمرض التشنج العضلي الذي يستهدف عددا كبيرا من الأطفال المعاقين، حيث يشكل عاملا مضاعفا للإعاقة عند هؤلاء الأطفال. يعتبر الشلل المخي، حسب البروفسور خالد العيادي، نوعا من الإعاقات التي لا يسهل اكتشافها عند الولادة، بالرغم من أنه يمكن لمعظم الأطباء الاشتباه في وجود نوع من التلف المخي، إذا تعرضت الأم أثناء أشهر الحمل أو الولادة لعوامل خطر رئيسية، بحيث أن الطفل قد لا تبدو عليه أية مشكلة فورية ومباشرة إذا تعرض لتلف في المخ، ومع مرور الوقت تتضح المشكلات لأن التلف المخي يعطل النمو الحركي السوي للطفل، وتظهر أعراضه في ضعف استجابة المص والاصفرار والاختلالات والتصلب. يتضمن تشخيص الأطفال لتحديد إصابة بعضهم بشلل مخي من عدمه، إجراءات متعددة يشترك فيها الأطباء وأولياء الأمور وغيرهم، وتتم عملية التشخيص على مستويين؛ الأول الكشف والتعرف المبدئي ويتم في مراحل عمرية مبكرة، حيث تجمع بيانات أولية عن الطفل من خلال مقابلة والديه، خاصة أمه، لتحديد مدى حاجته إلى تشخيص شامل، فيما تتعلق المرحلة الثانية بالتشخيص الدقيق، باشتراك فريق متعدد التخصصات يمكنه القيام بالفحوص الدقيقة سواء كانت طبية أم غير طبية. يتضمن هذا التشخيص دراسة معمقة لحالة الطفل من أجل تأكيد أو نفي وجود الشلل المخي لديه، بهدف اتخاذ القرارات العلاجية أو التأهيلية المناسبة للطفل في مرحلة لاحقة يحددها طبيب الأعصاب وطبيب الأطفال. من أجل تأكيد أو نفي حالة الإصابة بالشلل المخي وتقويم حالة الطفل في الجوانب الجسمية والحركية والصحية من مهام الأخصائي النفسي والاجتماعي وكذا أخصائي التربية الخاصة، لتحديد مستوى تأثر الجوانب العقلية المعرفية والجوانب النفسية والجوانب الانفعالية بالإصابة بالشلل المخي، وتقويم أداء الطفل في الجوانب المعرفية والنفسية والجوانب الانفعالية بالإصابة بالشلل المخي، وتقويم أداء الطفل في الجوانب المعرفية والنفسية ذات الصلة بعملية توافق الطفل. يرى البروفسور خالد العيادي أنه من الضروري التعرف على المؤشرات أو المنبئات التي قد يستدل منها على احتمال إصابة الطفل بالشلل، لهذا من الأفضل أن يتم اكتشاف حالات الشلل المخي في الأشهر الأولى من عمر الطفل، والتي قد تكون صعبة في بعض الحالات، إلا إذا بلغ الطفل عاما أو عاما وبضعة أشهر من عمره. وهكذا يمكن حسبه رصد المؤشرات والدلائل التي يمكن ملاحظتها على نمو الطفل وحركاته من قبل الأم التي عادة تساعدها هذه الملاحظات ويمكن أن تزودنا بمعلومات مهمة تساهم في اكتشاف مبكر لحالات الشلل المخي والتمكن من التكفل به طبيا.