ذكّر بأن اللائحة الأممية 1514 استلهمت من انتفاضة الجزائريين في 196 أبرز رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة فضل ثورة الفاتح نوفمبر 1954 في إعادة السيادة للدولة الجزائرية، والإسهام في التعجيل بمسار تصفية الاستعمار ببلدان أخرى، مشيرا إلى أن «جزائر نوفمبر تسعى اليوم إلى رفع تحدياتها الخاصة من أجل الحفاظ على أمنها في محيط إقليمي مضطرب. وأوضح الرئيس بوتفليقة في رسالة «حصرية» نشرتها مجلة «أفريك آزي» في عددها الأخير (العدد 132 لشهر نوفمبر الجاري) أن «جزائر نوفمبر تسعى اليوم إلى رفع تحدياتها الخاصة بغية الحفاظ على أمنها في محيط إقليمي مضطرب وعلى نموها وتنميتها بفضل تنويع اقتصادها والتحكم في تكنولوجيات المعرفة الجديدة ولضمان العدالة الاجتماعية والتضامن الوطني لفائدة شعبها». وإذ نوه بمكسب روح نوفمبر «القيم»، أشار رئيس الدولة إلى أن «روح ثورة الفاتح نوفمبر 1954 ألهمت زخم إعادة بناء بلد دمرته الحرب الاستعمارية »، مضيفا أنه «بفضل عزمه تمكن الشعب الجزائري في غضون بضع سنوات من ترقية سياسة تنمية اقتصادية مثمرة وواعدة». الجزائر تجاوزت محنتها بالمصالحة كما أكد الرئيس بوتفليقة أنه «اقتداء بروح ثورة نوفمبر، تمكن الشعب الجزائري والجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني من الحفاظ على الدولة وعلى مكتسبات الأمة خلال المأساة الوطنية»، مشيرا إلى أن «الجزائر تمكنت من تجاوز هذه المحنة بفضل تلاحم أبنائها حول المصالحة الوطنية التي سمحت باستتباب السلم وتعزيز الوحدة الوطنية وإعادة بعث التنمية». التحديات الداخلية لم تصرف الجزائر عن واجبها الدولي وأوضح أن أهمية هذه التحديات لم تصرف الجزائر عن واجباتها ضمن المجتمع الدولي، لاسيما في فضاءات انتمائها التاريخية والجغرافية والثقافية، مشددا في هذا الصدد على أن الجزائر تعمل بحزم على تنفيذ اتفاق السلم في مالي الذي وقع في الجزائر، وتساهم فعليا في مسار تسوية الأزمة الليبية تحت رعاية الأممالمتحدة. الجزائر تدعم الصحراويين في حق الإستفتاء الأممي وإذ أكد بأن الجزائر تبقى ثابتة في تضامنها مع الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل بناء دولته المستقلة وذات السيادة، كما تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير تحت رعاية الأممالمتحدة. وإذ ذكر الرئيس بوتفليقة بأن الجزائر التي تعد طرفا فاعلا في التضامن الدولي المتنامي في مواجهة الإرهاب «الذي عانت من ويلاته لوحدها لفترة طويلة»، أكد بأن الجزائر تدعو إلى تحرك عالمي ضد هذه الجريمة الشنيعة تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة، كما تتقاسم خبرتها في مجال مكافحة التطرف والمصالحة من أجل القضاء على هذه الآفة المعاصرة. وأضاف في نفس السياق بأن الأمر يتعلق «بالتذكير بأهمية ثورة الفاتح نوفمبر 1954 التي أعادت للدولة سيادتها وزوّدتها بقيمها النبيلة، مجددا بمناسبة إحياء الذكرى ال62 لاندلاع الثورة التحريرية، «باسم الشعب الجزائري بالغ عرفاننا للشعوب الشقيقة والصديقة عبر العالم التي دعمت قضيتنا في منعرج هام لتاريخنا». واستطرد في هذا الشأن قائلا «ويبقى عرفاننا قويا أيضا تجاه أصدقائنا بما فيهم الفرنسيون وعددهم كبير لتضامنهم مع نضالنا وأيضا مشاركتهم فيه في بعض المرات»، مؤكدا أنه «بالنسبة لنا كجزائريين، فإن الصيت الذي لا تزال تحظى به ثورة نوفمبر لدى العديد من الشعوب والعديد من الأصدقاء يعد مصدر اعتزاز وسببا إضافيا لعرفاننا للذين حرروا الوطن». و يرى الرئيس بوتفليقة أن كل احتفاء بثورة التحرير المجيدة، يعتبر بمثابة «وفاء لشهدائنا الأبرار وعرفانا تجاه مجاهدينا ومجاهداتنا الأشاوس»، مشيرا إلى أن «كل هؤلاء الأبطال سيظلون بالنسبة لمواطنينا المثال الذي يقتدى به لخدمة الوطن وتنميته وسمعته». في سياق متصل، أشار رئيس الدولة في رسالته التي افتتح بها العدد الخاص لمجلة «أفريك آزي» بمناسبة الذكرى ال62 لثورة التحرير الجزائرية، تحت عنوان «روح نوفمبر» إلى أنه بعد الاستقلال «ساهمت ثورة نوفمبر والتضامن الفعّال للجزائر المستقلة في انتصار شعوب إفريقية أخرى شقيقة، حملت السلاح من أجل التحرر، لاسيما في المستعمرات السابقة الناطقة باللغة البرتغالية». كما أكد أن «الكفاح التحرري كان ملحمة مكنت الشعب الجزائري بفضل إرادته القوية من التحرر من نير الاستعمار، ودفع ثمنها مليون ونصف مليون شهيد والملايين من المواطنين الذين عانوا من التعذيب والفقر المدقع»، لافتا إلى أن تضحيات الشعب الجزائري المكافح، لاقت صدى حتى داخل هيئة الأممالمتحدة.. وذكر في هذا الصدد بأن «التاريخ يشهد بأن انتفاضة سكان المدن الجزائرية خلال شهر ديسمبر 1960 قد نتج عنها خلال الشهر ذاته، اللائحة 1514 الشهيرة التي أقرت حق الشعوب المستعمرة في الاستقلال»، مشيرا إلى أن الجزائر المستقلة بعد رجوعها إلى محفل الدول، ناضلت من أجل انتصار القضايا العادلة على الاضطهاد، «على غرار مساهمتها في طرد نظام «الأبرتايد» من الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة وتضامنها الفعال مع بلدان الخط الأمامي بإفريقيا الجنوبية». الجزائر ناضلت من أجل نظام اقتصادي أكثر عدالة كما أبرز الرئيس بوتفليقة في نفس الإطار دور الجزائر في صعود الراحل الرئيس ياسر عرفات إلى منبر هيئة الأممالمتحدة، للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، وأشار إلى أن «الجزائر، وفاء برسالة ثورتها التحريرية قد ناضلت لسنوات عديدة من أجل تدعيم استقلال بلدان العالم الثالث بنظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة»، مؤكدا بأن شرعية القضية الفلسطينية التي دافعت عنها الجزائر إلى جانب بلدان صديقة أخرى، داخل حركة عدم الانحياز وداخل منظمة الأممالمتحدة «تتأكد أكثر فأكثر إلى يومنا هذا». وتضمن العدد الخاص الذي نشرته مجلة «أفريك آزي»، بمناسبة الذكرى ال62 للثورة التحريرية الجزائرية، ملفا كاملا حول الجزائر، تناول فضلا عن الجانب التاريخي، إبراز دور الدبلوماسية الجزائرية في دعم القضايا العادلة في العالم العربي وإفريقيا ومختلف مناطق العالم. كما أبرز الملف أهمية النتائج التي توج بها اجتماع وزراء الطاقة لدول منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك» بالجزائر نهاية سبتمبر الماضي، معتبرة إياها مؤشرا إيجابيا حول انتعاش السوق. وتطرقت المجلة إلى الإصلاحات الجارية في المنظومة التربوية الوطنية، حيث تناولت في موضوع خاص تحديات تحسين النوعية والعصرنة في قطاع التربية، مدعمة موضوعها ببورتريه لوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت التي وصفتها ب«المرأة الشجاعة، وكذا بحوار مع الوزيرة التي اعتبرت أكبر خصم يواجه القطاع في الجزائر هو «الرداءة».