خلفت الأمطار الغزيرة المتساقطة على عدة مناطق من الوطن منذ ليلة أول أمس قتيلان و18 جريحا في عدة حوادث مرور بالعاصمة، تلمسان، ومستغانم نتيجة انزلاق الطرقات الذي أدى إلى اصطدامات بين السيارات بسبب الإفراط في السرعة وعدم احترام قانون المرور والتجاوز الخطير. كما سجلت عدة مرتفعات جبلية سقوط أولى كميات الثلوج لهذا الموسم. تسببت الأمطار الغزيرة المتساقطة ليلة الاثنين إلى الثلاثاء بالعاصمة في وقوع عشرة حوادث مرور خلفت وفاة شخص و7 جرحى، حسبما أفاد الملازم الأول خالد بن خلف الله المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر. أوضح المتحدث أن أخطر هذه الحوادث نجم عن اصطدام سيارة بشخص بالطريق السريع الرابط بين منطقة الخرايسية والدويرة، أسفر عن وفاة شخص يبلغ من العمر 57 عاما على الفور من شدة الإرتطام. وكحصيلة أولية، أشار المتحدث إلى تسجيل 5 حوادث بسبب الإنزلاقات وحادثين بسبب التصادم و3 حوادث بسبب الإرتطام على مستوى مختلف طرقات العاصمة الممتدة من تسالة المرجة إلى غاية الرغاية. وأضاف المصدر أن أعوان الحماية المدنية قاموا منذ الساعات الأولى أمس بهذه التدخلات لإسعاف ضحايا حوادث المرور. وترجع أغلب الحوادث المسجلة حسبه إلى الإنزلاقات بسبب الإفراط في السرعة وعدم احترام قانون المرور والتجاوز الخطير. ولم تسجل مصالح الحماية المدنية أي حادث خاص بالفيضانات، ويرجع ذلك إلى تنفيذ المخطط الولائي الإستعجالي بخصوص النقاط السوداء التي يتم وضع قائمة لها تحسبا لأي طارئ، حيث قامت المصالح الولائية بتنقية القنوات والمسالك الرئيسية والفرعية التي كانت تتسبب في الفيضانات. كما تسبب سوء الأحوال الجوية بولاية تلمسان في وقوع حادث مرور ذهبت ضحيته امرأة، فيما أصيب شخصان بجروح متفاوتة الخطورة إثر اصطدام عنيف بين سيارتين خفيفتين في الطريق الوطني رقم 22 مكرر الرابط بين تلمسان وناحية الصفصاف، حيث توفيت المرأة البالغة من العمر 50 سنة بعين المكان.كما سجلت مصالح الحماية المدنية بالولاية 42 تدخلا منذ بداية سوء الأحوال الجوية أول أمس لتقديم مختلف المساعدات في بعض الحوادث الخفيفة عبر الطرقات. وبولاية مستغانم، تسببت سوء الأحوال الجوية في إصابة 6 أشخاص من بينهم طفل عمره 11 سنة وامرأة بجروح متفاوتة الخطورة في أربعة حوادث مرور وقع على مستوى الطريق الوطني رقم 17 في شطره الرابط بين بلدية فرناكة ومنطقة المقطع بوهران إثر اصطدام سيارة بشاحنة. كما تم تسجيل 3 إصابات خفيفة أخرى عبر طرقات ولاية مستغانم بسبب الأمطار المتساقطة منذ ليلة أول أمس إثر اصطدام سيارات على مستوى الطريق الوطني رقم 11. من جهة أخرى، تسببت الأمطار أيضا في قطع الطريق الوطني رقم 11 عند مدخل ميناء مستغانم حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية المدعمة بأعوان الديوان الوطني للتطهير لامتصاص المياه. وقد تم فتح طريق اجتنابي مؤقت لفك الخناق المروري وتسهيل حركة المركبات على أن يتم إعادة فتح الطريق نهائيا فور الانتهاء من عملية امتصاص المياه. وشهدت مرتفعات الأطلس البليدي تهاطل أولى كميات الثلوج صاحبها انخفاض محسوس في درجات الحرارة. ورسمت كميات الثلوج المتساقطة والتي يزيد علوها عن 1200م لوحة طبيعية جميلة زادت مدينة الورود رونقا وجمالا. كما أدخلت هذه الثلوج التي صاحبتها أمطار غزيرة الفرحة في قلوب المواطنين والفلاحين على حد سواء، خاصة أن هطول الأمطار عرفت تأخرا كبيرا هذا الموسم الأمر الذي أثار مخاوفهم من انكماش منتوجهم الفلاحي. ومن جهتها، أوصت مصالح الحماية المدنية على لسان المكلف بالإعلام على مستوى هذه الهيئة ياسين شعبان بعدم المخاطرة بالصعود إلى مرتفعات الشريعة في الأوقات التي تتهاطل فيها الثلوج خشية تعرضهم لإصابات وحوادث مرور خاصة أن الطريق الوطني رقم 37 الوحيد المؤدي إلى المحطة الشتوية شديد الانعراجات. كما أثار مشكل تعطل المصعد الهوائي المؤدي إلى هذه الوجهة استياء عدد آخر من المواطنين من محبي الطبيعة الذين يأملون في إصلاح الأعطاب الخاصة به في أقرب الآجال. والذين أشاروا إلى أن استعمال هذا المصعد الهوائي من شأنه تجنب الازدحام المروري الذي غالبا ما يحصل نتيجة التوافد المكثف للزوار من كل ولايات الوطن على المحطة الشتوية. وكان مدير النقل إيدير رمضان الشريف قد صرح في وقت سابق أنه لأسباب تقنية تم تأجيل موعد استلام إعادة تشغيل المصعد الهوائي الرابط بين مدينة البليدة وأعالي الشريعة المتوقف منذ أكثر من سنتين إلى نهاية السنة الجارية بعد أن كان مبرمجا خلال شهر أكتوبر الفارط. كما شهدت غابة «عين عنتر» المتواجدة بمرتفعات جبال الونشريس ببلدية بوقايد بتيسمسيلت صبيحة أمس تساقط الثلوج الأولى مصحوبة بموجة من البرد. وساهم تساقط الثلوج بغابة «عين عنتر» في صنع مشهد طبيعي رائع لشجرتي الأرز الألفيتين العتيقتين والأسطورتين «سلطان وسلطانة» اللتين تستقطبان عددا معتبرا من الزوار.